١٠ | انهيار

213 46 37
                                    


دفعني خارج النافذة بقوة، تحطمت القضبان ليهوى جسدي أرضًا. شعرت بألم في أضلعي، لكنني قاومت حين رأيته من الأعلى، يقف على الحافة وينظر بغضب.

ابتسمت لأغيظه، لقد أفقدته رشده، وصوت الجرس كذلك جعله أشد غضبًا، حتى قرر أن يبادلني القتال. كانت المسافة التي سقطت خلالها عالية، لكن الطاقة حاولت حماية عظام جسدي، مع ذلك فقد شعرت بآلام مبرحة.

ركضت بين الأزقة، لست أهرب طبعًا، أبحث عن مكان جيد لقتله، ولأجمع طاقتي المحتضرة، لقد استنزفتها بتهور، لكنني على الأقل استطعت إصابته، وجعل الدماء تتدفق من رأسه.

لسوء حظي، كان هناك الكثير من الأعداء حولي، حاولوا إعاقتي عن التحرك، لم أستخدم أي طاقة، لقد قاتلتهم عارية اليدين، رغم أنهم عادوا ليتبعوني بعد أن سقطوا. ظهر بغتة أمامي، أحسست بألم في فكي، لقد ركلني بقوة، تسبب في جعلي أرتطم بشدة في حائط البرج.

– «أخبرتك أن لا تعبثِي معي.»

شعرت بضيق في التنفس، كنت عالقة تحت الحطام.

– «بريق!» تناهى إلي صوته بعيدًا، توحي نبرته بذعره. حاولت إزاحة الحجارة من فوقي، كنت مرعوبة بالكامل، ولم أستطع السيطرة على نفسي، حين فجرت الحجر من حولي. طارت بقاياها عاليًا، أشبه برذاذ لاسع. لم أكن مهتمة، بقدر اهتمامي للمعتوه الذي وقف مواجهًا ديجور.

– «حادس لا تتدخل!» صحت مقاومة الألم في رأسي. نظر إلي بنصف عين، كان يقف أمامي، وظهره مواجهٍ لي. كانت لحظات قليلة، حين اندفع ديجور فجأة، محاولاً نزع رأس حادس عن جسده.

ابتعد حادس قافزًا للخلف، لكن ديجور لم يتوقف عن مداهمته، ممسكًا بسيفه الأحمر المتوهج. كان وجهه قد تلون للقرمزي، وقرنين طويلان قد تبينا في مقدمة رأسه. هو في طور تحوله، قويًا وصلبًا، ولم يتحول بالكامل بعد، لم أرد أن أستسلم، إن فعلت سأرحل معه.

كنت منهكة، ولكني تحاملت على نفسي لأصد الضربة الموجهة لحادس، شعرت بعظام يدي تتفتت، فصدر عني أنين وجع تمنيت لو لم أظهره. رأيت ابتسامة على ثغره، مظهرًا أسنانه الحادة، كنت أحاول الصد خلال درع البرق في يدي، ولكن الضغط يصبح أشد، وقدمي تتراجعان للوراء، والألم يزداد.

رأيت مسحوق ضبابي يكتسح المكان، حين اختفى ديجور من إزائي. التفتُ حولي في الضباب، ممسكةً بيدي بألم، متأكدة من أنها قد كسرت.

– «ألعاب رخيصة فعلاً.» ارتفع صوت ديجور من مكان ما، فابتلعت ريقي، كنت أعرف أن هذه إحدى تعويذات حادس، لكنني توقعت أن يجرني لنهرب، فهذا ما يفعله عادة، لكنه لم يتواجد بجواري، انتابني القلق من أن ديجور أمسك به.

شادهافار حيث تعيش القصص. اكتشف الآن