راحت السفينة ترتفع تارة وتنخفض تارة أخرى إثر موج البحر الهائج، برقت السماء برقًا منيرًا، جعل الهلع على وجه حادس يبدو ظاهرًا تمامًا، حين حاول الإمساك بدفة السفينة، والتي أبت الاصغاء إليه، وراحت تجري وثر هزات المحيط.
أمسك بمقود السفينة الخشبي يجره يسارًا بعيد الموجة الضخمة، لكن قوة البحر والرياح تفوقه، حتى تدخل أيان مذعورًا إلى مقدمة السفينة، تنفس الصعداء بعد أن كور قبضتيه، ثم رفعها عاليًا محركًا الرياح الصاخبة بالاتجاه المعاكس، لكنه تفاجأ بها تداهمه من كل صوب، بقوة لم يستطع مجاراتها. تدحرج أيان ما أن ارتفعت السفينة مع الموجة، وابتلت ثيابه بالمياه التي ملأت السطح.
— «هل أنت بخير؟» سأله حادس ممسكًا بالمقود حتى لا يطير.
— «بخير.» استقام أيان متشبثًا بالسور على يمينه، حين أطلت ريف من أعلى صارية السفينة قائلة: «لم يبدأ الأسوأ بعد، سوف تمطر.»
فكرت ريف أنها سوف تبقى في مأمن من البحر أعلى السفينة، ولكنها بدأت تخشى الآن أن يغرقون في منتصف المحيط، لا شيء بالقرب منهم، إنهم وحيدون أمام أكثر الوحوش رعبًا بالنسبة لها؛ المحيط!
أخذت إيناس تملأ الدلو بالمياه التي غزت سطح السفينة، ثم تخرجها عبثًا للبحر، فما أن تلتفت للخلف حتى يغطيها الماء بالكامل مجددًا.
— «عودي للداخل لا فائدة.» صرخ حادس بها، حين كاد المحيط أن يأخذها لو لم يمسك بها الصياد أنمار الذي قال شاكيًا: «افعل شيئًا يا صبي الرياح.»
أمسكت إيناس بالسور، تعرف أن باستطاعتها التحول، لكنها لا تعرف إن كان يمكن لها الطيران في جو مضطرب كهذا، قد تحملها الرياح إلى أراضي لم يرها أحد قط، وماذا قد تفيد الطاقم بطيرانها؟
— «إنني أحاول.» عاد أيان محاولاً دفع الرياح، لكن الدفع المعاكس كان قويًا للغاية، لم يتمكن من فرد يديه حتى، والشيء الوحيد الذي استطاع فعله هو تكوين إعصار صغير حوله منع الرياح من تحريكه. هرول الصياد إلى حادس، وراح الاثنان يدفعان معًا مقود السفينة بكامل قوتهما، حتى تحطم المقود وطار بعيدًا.
أنت تقرأ
شادهافار
Fantasyغرقت السماء في دماء العالم السفلي، حمراء قانية، وزمجرت الأرض وأخرجت ما في كبدها. لا تزال بريق غير مصدقة لما حدث، رغم إدراكها أن أمرًا كهذا من الطبيعي أن يحصل، من الطبيعي أن تخسر مملكة العريب أمام شيطان مثله. ما هو الشيء الذي جعلتها الشادهافار الأولى...