الفصل التاسع عشر

181 11 0
                                    

الفصل التاسع عشر

صمت رجاح لبعض الوقت ثم تمتم بنبرة غامضة : تعرفي أيه عن لتين

صعقت إسراء بمجرد ما سمعت ما نطق به رجاح ، تغيرت تعبيرات وجهها فورًا بطريقة ملحوظة ، ناطقة بضيق ممزوج بغضب واضح : أنتَ عرفت عن لتين ازاي

دهش رجاح قليلًا من أندفاعها ذلك ، لكنه نطق بثبات : من ياسر أكيد هكون عرفت منين

ثم أكمل بضيق واضح : وبعدين يعني أنا قولت أيه علشان كل العصبية دي

هدأت إسراء قليلًا بعد كلماته فهو محق بالفعل هو لم يقل شئ لكل هذا ، لتنطق بخفوت : مش قصدي أتعصب هو حوار لتين ده بس لسه مأثر معايا أوي فلما أي حد بيكلمني عليها بتعصب تلقائي

ومن ثم نطقت بدهشة ما إن أنتبهت : وبعدين مالك ومال لتين من الأساس تعرفها منين ولا بتسأل عليها ليه

تتهد رجاح مرددًا بضيق حاول إخفائه : معلش يا إسراء بس ممكن تقوليلي الأول تعرفي أيه عنها وأنا بعد كده هفهمك كل حاجة

اومأت إسراء برأسها بتفهم ، وقد شعرت أنه لن يضرها ولن يضر لتين في الاغلب أمر معرفته بالأمر ، لتتحدث بشرود : لتين دي كانت بنت عمي وكانت ليا اكتر من اختي ، مكنتش بخبي عنها أي حاجة ولا هى كمان كانت بتخبي عني حاجة لحد ما جه اليوم ده

اغمضت عينيها بحزن مسترجعة ذكري ذلك اليوم كأنه شريًط سينمائي يعرض امامها مكملة حديثها

كانت لتين تجلس بجوار إسراء بينما تبكي بطريقة شبه هستيرية وإسراء تربت علي ظهرها محاولة تهدئتها  ، مرددة بحزن : يا لتين أهدي بقي من ساعة ما جيتي وأنتِ بتعيطي بس وأنا مش فاهمة منك حاجة ، كل حاجة هتتحل بس متعيطيش بالمنظر ده

ردت لتين من بين شهقاتها بصعوبة : لا مفيش حاجة هتتحل يا إسراء أنا مش عارفة هما بيعملو فيا كده ليه ، بيعاملوني اوحش معاملة ، معتبرني بشتغل هناك مش بنتهم ده انا او كنت مجرد عاملة في البيت ده لو هعتبر ان دي شغلانتي بجد كانو هيعاملوني أحسن من كده أنا مش عارفة أنا عملتلهم أيه حتي علشان يعملو كل ده من وقت ما أتولدت وفي زل وإهانة ونضفي وأعملي وأنا مش عارفة بجد بيعملو فيا كده ليه واخر حاجة عملوها النهاردة قالولي أني هتجوز ولما حاولت أعترض زعقولي وقالولي أني هتجوزه غصب عني وأنهم كتر خيرهم أوي أنهم استحملو وجودي معاهم طول السنين دي رغم أنهم اصلا مكانوش بيعاملوني حلو كل اللي هما بيقدموهولي السرير والأكل بس مش عارفة هما لو كانو بيعاملوني معاملة رفاهية كانو قالولي أيه ، طول عمري كنت بحاول أديلهم حاجة واحدة أحبها علشانهم بس مفيش حاجة حلوة واحدة عملوها علشاني هما بيكرهوني وأنا عارفة ده بس كنت بحاول اكدب نفسي ده حتي الحجر احن من قلبهم عليا

ما إن انهت كلماتها حتي ازدادت في البكاء أكثر ، بينما ظلت إسراء تنظر نحوها بقلة حيلة لكنها إجابت محاولة إعطائها بعض الطاقة الإجابية : يا لتين يا حبيبتي اهلك مبيكرهوكيش هما بس طريقتهم فى التعامل صعبة شوية بس طبعا  مبيكرهوكيش مفيش اهل بيكرهوا ولادهم هما أكيد بيحبوكي

نهاية اللعبة  ( الجزء الثاني من صراع الحب والألم )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن