الفصل الثاني والعشرون

167 11 0
                                    

الفصل الثاني والعشرون

دلفت والدتها إلي الداخل بينما تراقب نظرات الأخري الباردة والواجمة ، جلستا سويًا علي الأريكة ، لتنطق إسراء بهدوء : خير يا ماما ، غريب أنك جاية هنا بنفسك ؟!

نطقت كلماتها الأخيرة ببعض التهكم ، تنهدت والدتها بينما تجيبها بتردد وهي تشيح بأنظارها عنها : أنا اسفة يا إسراء حقيقي انا حتي مش قادرة ارفع عيني عليكي اترددت كتير قبل ما اجيلك بس قولت لازم اتكلم معاكي قبل الاوان ما يفوت

نطقت أخر كلماتها بحزن ، عقدت إسراء حاجبيها بدهشة مرددة بعدم تصديق : انتِ عايزة ايه أنا مش فاهمة حاجة وبتعتذري علشان أيه

عاد التوتر ليكون حليف من تجلس أمامها وهي توزع انظارها علي باقي أرجاء البيت بأرتباك بينما تردد : يمكن انا اكون غلطت في حقك كتير اوي وعارفة اني مش من حقي اطلب منك انك تسامحيني بس انا كبرت فعلا وممكن في اي لحظة اموت وممكن اي حد مهما كان صغير تجيله اللحظة دي مرة واحدة ولما حاولت افكر في ده عرفت اني اذيتك كتير اوي فوق ما ممكن اتصور وانا في النهاية مليش غيرك انتِ و ياسر وان انا المفروض معملش حاجة غير اني اجري ورا سعادتكوا ، عارفة اني عرفت ده متأخر وانك حاليا بتفكري انك في فيلم من الافلام اللي بتشوفيها بس انا بجد مش عارفة اقولك ايه غير اني اتمني انك تسامحيني وانا صدقيني هحاول اعوضك عن كل حاجة

ما إن انهت كلماتها حتي نظرت نحو إسراء بتوتر التي كانت تنظر نحوها بعدم تصديق وقد فرغت فاهها بدهشة ، نفت إسراء برأسها سريعًا محاولة استيعاب ما يحدث ، مرددة بدون تفكير : مستحيل ده يكون تفكيرك انتِ عمرك ما فكرتي بالطريقة دي

ظهر الحزن جليا علي ملامح الاخري ما إن سمعت كلماتها ، ولكنها رددت : عندك حق عمر ما دي كانت طريقة تفكيري طول عمري كنت باينة اني بفكر في نفسي وفي شكلي وبس مع ان دي ليكي حقيقة وانتِ اكيد بتفكري ان كلامي ده كذب بس صدقيني كل كلمة قولتلها صح وانا بجد ندمانة

تنهدت إسراء واضعة رأسها بين يديها متذكرة معاملة والدتها لها علي الدوام ، بدًا من صغرها إلي موافقتها السريعة علي رجاح حتي تنتهي من وجودها معها الحزن بدا علي وجهها ما إن رفعت رأسها رغم محاولتها لإخفائه ردت بهدوء حاول أصتناعه : مسامحاكي رغم كل حاجة

نظرت نحوها والدتها بعدم تصديق ، خاصة عند ما رأت تعبيرات وجهها الحزينة، نفت برأسها مرددة بدهشة : أزاي ده ازاي تساميحني كده اصلا باالسرعة دي

حاولت إسراء الابتسام مرددة بأعتيادية : عمري ما هبقي فرحانة لما اموت وانا مضايقة منك او مضايقة من حد عمري ما اقبل الاذيه لحد مهما كان غريب عني ما بالك بقي بأمي

كادت والدتها تبكي عند ما سمعت تلك الكلمات منها وهي تردد بعدم تصديق : انا مش مصدقة بجد نفسي من اللي انتِ بتقوليه ده انتِ ازاي كده بجد

نهاية اللعبة  ( الجزء الثاني من صراع الحب والألم )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن