صَبْوَةُ الشّجَى :وٍجْدَان ||ج.ك {مكتملة.}

28

قراءة ممتعة✨

~~~~~

"كَدَيْجورٍ يَعْمِي الْأَبْصَار،
كَذَلِكَ هُوَ الْحُبُّ يَغْشِي الْأَنْظَار."

~~~~~

"إيزابيل!!"
صيحة مدوية، سُمع صداها أرجاء المكان.
كان مصدرها فحمي الشعر الذي ركض بأقصى سرعته متجها ناحية جسد محبوبته الذي يفترش الأرضية.

وقد كان أول الواصلين لها.

بيده قد أمسك وجهها برفق ليلاحظ جفونها التي أطبقت؛ ووجهها المدنس بالتراب إضافة إلى الدماء القاتمة، والصادرة من أعلى جبينها.

لم ينتظر أمرا ملكيا أو قدوم أحد الحراس الملكيين لفعل شيء لها، وسارع بوضع ذراعيه أسفل جسدها؛ يمناه أسفل ركبتيها، تظم كلتا قدميها؛ ويسراه استقرت خلف رقبتها وقد أمسكت يده كتِفها بشدة.

حملها واستقام راكضا ناحية القصر، وجسد صغيرته يتوسط ذراعيه.

خلفه الجنود وحاكمهم القلق على ابنته يتبعونه، لكنهم لم يستطيعوا مجارات العاشق المضطرب.

عند فتح الأبواب له ودلوفه المكان، سُمعت شهقات اللابثين فيه المصدومة والعالية.

أخذ بخطاه السلم متوجها ناحية جناحها، أين تقوده رئيسة الخدم ليدخل غرفتها المليئة بعطر اللافندر.

أسكن جسدها الساكن، فوق سريرها الشاسع بهدوء.

ليبدأ بصفع خدها الليّن برقة بينما يناديها، "بيل، إيزابيل، استيقظي صغيرتي أرجوكِ."
وقد اختفت من ذهنه فكرة كونها سيدته وحاكمته، وانعدم شعوره بالنظرات المستغربة والموجهة نحوه.

كان سيفضح عن قريب، لولا تدخل جيمين الذي قد أتى مسرعا، دافعا جسد الغرابي جاعلا منه يستقر على الأرض بعدما هو جلس فوق سريرها.
ليستطيع مخضر العيون رؤية الذي حدث لأميرته.

وضع كفته أين كانت خاصة الآخر قبل ثوان، لتجول أنظاره على كافة وجه الأخرى الخامد.

نظرات حادة وجهها الأشقر ناحية الجالس على الأرضية بجوار السرير، الذي لا يبعد بصره عن الأخرى بملامحه القلقة.

رمقه جيمين بسخط قبل أن يهتف بتلك الأجساد الصامتة خلفه، "مالذي تفعلونه بوقوفكم هناك؟ استدعوا الطبيب الملكي وأحضروا خرقات مبللة لتنظيف سموها،" ويكاد يقسم من في الغرفة، بأن حباله الصوتية ستتقطع إذا لفظ كلمة أخرى بنبرته الصارخة الغاضبة تلك.