17

176 26 2
                                    

قراءة ممتعة💜💫

~~~~~~

"عندما كنت في أوج ترحي،
لم أجد أحدا بجانبي،
سوى دموعي التي أطلقت سراحها لمواساتي."
-جيمين-

~~~~~~

يحمل بيده تلك القنينة الزجاجية والتي أصبحت تهتز بين كفتيه بسبب عدم تركيزه على إمساكها جيدا.

يسكب لنفسه بعضا من محتواها والذي أخذ لونه الأحمر الدامي في كأسه الموضوعة أعلى تلك الطاولة الخشبية.

قد تعدى الوقت منتصف الليل هناك، وهو لايزال في تلك الحانة ثملا يشرب باستمرار دون توقف.

مهما شرب وشرب، تلك اللحظة لا تفارق ذاكرته، عندما همس ذلك الحقير كما يسميه في أذن محبوبته والذي جعلها تبتسم له.

لا يحق لأحد تلقي ابتسامتها اللؤلؤية الساحرة سواه، هو أناني يريدها فقط له، لا لأحد غيره.

لو استطاع لوضعها داخل أضلعه وحبسها هناك ومتى ما أراد رؤيتها سيجدها بداخل روحه.
لن يستطيع أحد رؤيتها أو التكلم معها أو الهمس بأذنها حتى !!

وقف مترنحا ليرمي بعض القروش بجوار كأسه ويتوجه نحو الباب خارجا، لكنه اصطدم بجسد ضخم في أثناء سيره والذي لم يتركه يذهب بسلام، "هاي أنت، أين تظن نفسك ذاهبا،" تحدث بنبرته الخشنة حد إزعاج طبلة الأذن.

استدار إليه الأشقر وهو يناظره من أعلى رأسه إلى أخمض قدميه باستحقار شديد.

"إلى من تظن نفسك ناظرا؟" صرخ به متقدما نحوه ناويا افتعال شجار بينهما؛ لكن ما أوقفه هو همس صديقه الآخر، "ألا ترى زيه؟ إنه في الجيش الملكي، وانظر إلى تلك الشعارات والثلاث نجوم بجوار التاج المثبتة على كتفيه، هو برتبة عميد وقد يمحيك من الوجود لمجرد كلمة منه."

لم يأبه ذلك الرجل من كلام صديقه وتقدم نحو الأشقر قائلا، "لاتمزح معي فربما هي مزيفة، كيف يمكن لفتى صغير مثله أن يكون بهذه الرتبة."

"سترى من الفتى الصغير هنا، بعد أن أقطع لك رأسك،" هسهس جيمين بغضب وقد قام بوضع كلتا يديه على جانب خصره من اجل إخراج سيفه، وتلك بالتأكيد قد كانت أكثر فعل متهور قد قام به في حياته، فمن هذا العاقل الذي سيلوح بسيف أمام مدني بسيط؟

صَبْوَةُ الشّجَى :وٍجْدَان ||ج.ك {مكتملة.}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن