24

212 30 21
                                    

قراءة ممتعة🧡

~~~~~~

"وستبقى لحظاتنا معا موصومة في خافقي
أين تتربعين على عرشك محتلة بذلك جميع دواخلي،
وعندها استطعت أن أقول عنك' يا مالكة قلبي' ."

~~~~~~

"بيل تعالي بسرعة" ناداها الغرابي وقد قرفص أمام أحد الشجيرات.

ذهبت ناحيته بعدما كانت واقفة بدون حركة، فقط رأسها المرتفع والذي يتحرك بسبب نظراتها المتوجهة نحو تلك الأشجار الشامخة.

وقفت بجواره، وقد ارتفع هو بمحذاتها، مغلقا كفتيه على شكل دائرة؛ واضح بأنه يخبئ شيئا بداخلها.

"مالذي لديك؟" هي سألت بفضولها المعتاد، عاقدة كفتيها خلف ظهرها، وجسمها يترنح للأمام والخلف في حماس؛ ناقلة نظرها بين يديه الواسعتين وابتسامته الرحبة.

فتح يديه ببطئ حتى لا يهرب القابع هناك، وابتسامته تزيد وسعا كلما ظهر.

"ماهذه؟" سألت بهمس قلقا من أن يخاف ذلك الكائن ويهرب.

"إنها دعسوقة،" همس بالمقابل.

ابتسمت الشقراء للطافة هذا الشيء الصغير الأحمر، "إنها جميلة،" تكلمت بشرود.

اتسعت ابتسامته أكثر ليحدثها عن الأسطورة الوحيدة التي يعلمها، "تقول جدتي أن الدعسوقة جالبة للحظ، فإذا أمسكت بها تمنى أمنية ثم أتركها تطير لتتحقق لك."

"هل هذا حقيقي؟" تساءلت شاحبة الأدمة.

"بالطبع هو كذلك، كل شيء تقوله جدتي هو صدق وحقيقة،" تكلم بانفعال بسيط وقد تقوست شفتاه للأسفل قليلا بسبب شكها في صدق كلام جدته، ثم أكمل، "ولكي تعرفي بأنها حقيقة، سأدع لك شرف تمني أمنية بها."

نطقت الأخرى ب'حسنا' لتغمض عينيها مفكرة قليلا ثم تقرب وجهها لكفة يده الحاملة لتلك الحشرة، بعدها تنفخ فيها فتطير الدعسوقة بعيدا عنهما.

فتحت زرقاوتيها لتقابلها مجرته الحالكة ببريقها المميز المعتاد، دقائق مرت وهما شاردان بدواخل فضاء بعضهما فينطق فتى الدخان سائلا إياها، "مالذي تمنته فاتنتي؟" قاطعا بذلك الصمت المحيط بينهما.

صَبْوَةُ الشّجَى :وٍجْدَان ||ج.ك {مكتملة.}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن