04

364 51 20
                                    


قراءة ممتعة 🍒❤

~~~~~~

"لا تخبرني عن الفردوس العالي،
فلست أطمح له،
مادمت أنت باقيا إلى جواري."

~~~~~~

"أنذهب ؟ " سَأَلَهَا نَاظِرًا إلَيْهَا .
"أجل فَالْوَقْت مُتَأَخِّرٌ ، وَأَنَا نعسة" ، تمتمت بنبرة غَلَبَها التَّعَب ، فَلَيْسَت مُعْتَادَةً عَلَى كُلِّ هَذِهِ الْحَرَكَة فِي حَيَاتِهَا ، النَّشَاط الْوَحِيد الجَسَدِيّ الَّذِي تَقُومُ بِهِ هُوَ عِنْدَ تَعَلُّمُهَا دُرُوس الرَّقْص وَالْفُرُوسِيَّة ، وَرُبَّمَا الرِّمَايَة فَلَا تَحْتَاجُ كَثِيرًا لِحَرَكَة كَبِيرَة ، كُلّ ماتحتاجه هُو التركيز .

تتساءل عَنْ الْمَسَافَةِ الَّتِي يُبْعُدُهَا الْقَصْرُ عَنْ هُنَا ، وَكَم سيمضيان مِنْ الْوَقْتِ لِلْوُصُول ، مُتْعَبَة ، تُرِيدُ النَّوْمَ ، الشيئ الْوَحِيد الَّذِي تُرِيدُهُ وتحتاجه الْآن ويحتل كُلّ فِكرِهَا هُو سَرِيرُهَا الْغَالِي .

نَهَضَ مِنْ مَكَانِهِ نَاوِيًا التَّقَدُّم لِلذَّهَاب إلَى الْقَصْرِ .

قَدْ مَشَى ، خُطْوة ، خُطْوَتَيْن ، عَشْرَ خُطُوَاتٍ ومجهدة الْجَسَدِ لَا تَتْبَعُه ، اِلْتَفّ بُغْيَة التَّكَلُّم مَعَهَا وَرُؤْيَة مالذي يَجْرِي مَعَ هَذِهِ ' غَرِيبَة الْأَطْوَار ' كَمَا أَصْبَحَ يُسَمِّيهَا مُنْذُ الْيَوْمِ بِسَبَب تَصَرُّفاتِهَا .

"لما لَا تتقدمين ، هَل عَلِقَت هُنَاك ؟ أَم أنكِ أَصْبَحْت نَبْتَه وَنَمَت جذورك لِشِدَّة قبوعك عَلَى الْكُرْسِيِّ؟" رَافِعًا قَلِيلًا مِنْ صَوْتِهِ حَتَّى تَسْمَعَه لِبُعْدِ الْمَسَافَةِ الْبَسِيطَة بَيْنَهُمَا .
"جيميني ، تَعَال هُنَا ، أحتاجك"، توسلته صَانِعَةً بَعْض الْحَرَكَات اللَّطِيفَة بِوَجْهِهَا .

قَدْ تَقَدَّمَ نَحْوَهَا ، لَكِنَّهَا لَا تنبس بِبَنْتِ شَفَةٍ ، فَقَط تُرَكِّزُ بَصَرِهَا نَحْو عَيْنَيْه بنظراتها الَبريئة ، هَلْ هَذَا وَقْتُ اللَّعِب الْآن ؟ هُوَ بِالْفِعْلِ مُنْتَصَفُ اللَّيْلِ وَهِيَ تَلْهُو هُنَا .

"هل وَبِالْخَطَأ أكلتِ لِسَانَك مَع الخبز" مُضَيَّقًا عَيْنَيْه سَائِلًا إيَّاهَا ، "يا حارسي الوسيم مَمْشُوق الْجَس..."
"لن أفعل" بصرامة تَحَدَّث
"لكن لَمْ أَقُلْ شَيْئًا حَتَّى الآن"، صَاحَت متذمرة مِنْه ، مَع ضَرَبَهَا لِطَرَف كَتِفِه بقبضتها الصَّغِيرَة النحيلة .

صَبْوَةُ الشّجَى :وٍجْدَان ||ج.ك {مكتملة.}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن