06

321 41 18
                                    

قراءة ممتعة. 🍒❤

~~~~~~

"كنت دائما مؤمنة بأن حياتي قد غلفها السواد،
قبل وجود بدرها الساطع الذي أنارها.
والذي لم يكن سواك.

لكنني أبدا لم أفكر بأن رحيلك سيخلق لونا جديدا...
أشد حلكة من سماء ليلة قد غابها نور قمرها وبريق نجومها."

~~~~~~

تلاقَت نظراتُهما، وأصبح كلُُّ مِنهما غارِق وسط سحر الفضاء الموجود داخل مقلتي الآخر.

قد توقف الزمن بالنسبة لهما، وأصبحا غير مدركين للوسط الخارجي الذي يحوم حولهما، لو تُرِكا هكذا لبقيا الدهر طوله يتبادلان النظرات.

لكن حِسُّ إنسِِ أعادهما لواقعهما، الإنسُ الذّي ذهب مُباشرةً نحو شاحِبة الأدَمَة، تسألها عمَّا إذا كانت بخير وتُوَجِّهُها نحو الخارج، بينما الأخرى لم تعي بَعد ماتقوله لها تلك الأمَة فقط تستمر بالهمهمة وهي لم تُزِح بصرها عن غُرابيِّ الخصُلات الذي وقف يُلَملِمُ أغراضهُ هامًّا بالخروجِ مِن ذلك المكان.

"آنِستي، بعدَ الغداءِ مُباشرةً سيتمُّ تجهيزكِ من أجل الحفل،" نطقت خادمتها التّي تسيرُ خلفها تابِعةً إيَّاها، تُذكِّرُها بجُلِّ مواعيدها والأشياء التي يجب عليها فعلها.
"حسنا حسنا فَهِمتُ ذلك، لقد كرَّرْتي الأمرَ تقريبًا خمسَ مرّات،" تحدّثت بتذمر بينما سارعت في خطواتها حتى تسبقها وتُظَلِّلَها لكن الأُخرى بدأت تتبعُها بنفسِ وتيرةِ مشيها.

توقّفت الأميرة فجأة ثمّ استدارت نحو الفتاة الشَّابة التّي فاقَتها طولًا، "أيمكنكِ عدَمُ تتَبُّعي أينما ذهبت، الأمرُ يزعِجني كما أنَّ لا أحد هنا ليعاقبكِ على تركي وحدي، وحينَ يحينُ موعِدُ غدائي ستَجِدينَني في قاعةِ الطّعام أتناولُه وذكِّريني بمواعيدي، والآن إلى اللِّقاء،" تلفَّظَتْ بسرعة دون أخذ ِنفس، ثمّ هرولتْ مبتعدةً عنها، غير مُعطِيَةٍ إيّاها بذلك أيَّ وقتِ لِتَتْبَعها أو لاستِوعابِ كلامِها حتّى.

بما أنّها الفترة الصباحيّة، فإنّ مُعظَم الفَتيات يتَلَقَّوْنَ دروسهُنَّ الآن، عداها طبعًا.

صَبْوَةُ الشّجَى :وٍجْدَان ||ج.ك {مكتملة.}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن