"ظننت انه لا مال لديك لنذهب فى شهر عسل ".
اجاب بابتسامة صغيرة :"انها امى...
لقد اعطتنى المال بينما تنهرنى 'انه لاجل عروسك و ليس لاجلك.. انا اعلم انك ترفض ان تأخذ منى المال بدعوى استقلاليتك و انك كبرت.. و كل هذه الاشياء و التفاهات التى لا افهمها.. لذلك لا اعطيك انت.. و انما اعطى زوجتك.. '... لم يكن بامكانى ان ارفض.. ستغضب.. وانا لا يمكننى اغضابها ".
قالت مقررة حقيقة : "تبدو مرتبطا بها ".
بالطبع.. فهو اصغر اولادها..
اجاب بصراحة :" ولماذا لا افعل.. فانا لم اعرف لى ابا سواها.. فلقد مات ابى بينما لم اتم شهرى السادس ".
قالت تتأكد :" اخبرتنى من قبل انها لم تتزوج بعده"؟!
اجاب بعد ايماءة بسيطة :" لقد احبته.. كان كل ما تملك بالحياة ثم ذهب و ترك لها ثلاثة اطفال.. و هى وحدها بالحياة لا تعرف شيئا.. "
قالت تغيظه :" اذن كنت المدلل. .فانت الصغير ".
نفى بزفرة خانقة :" امى لا تعرف الدلال... فانا رجل.. منذ وعيت على العالم وانا رجل.. اعنى.. انها قوية.. فرضت علينا القوة.. ".
قالت :" لا اصدق انها لم تدللك.. حتما انت المفضل لديها ".
اجاب :" نعم انا المفضل.. فانا الذى لم يرى والده.. اليتيم الذى يرى نظرات الشفقة.. و همسات التعاطف
.. فيربت الناس على ظهره بلطف لانه فقد الاب.. لكنها لم تشعرنى يوما انى يتيم.. لا انا و لا اخوتى.. اعنى اننا لم نحصل على مزايا او استثناءات لديها...ربما لانه كان بداخلى تخوف.. تخوف ان تفشل فى تربيتنا.. او ان تدللنا فنفسد.. او ان يدعى احد اننا تربية امرأة.. و كأن المرأة لا تصلح لان تربى وحدها...
امى كانت مثالا حيا و رائعا ان الطفل قد يربى جيدا دون اب .. و لكن لا يمكن ابدا ان يربى جيدا دون ام.. "
"تبدو متعصبا للمرأة "
ابتسم بلطف ابتسامة آخذه فلم تنتبه لقوله :"متعصبا لامى" بينما تسبح فى عمق عيونه و روعة ابتسامته..
احتضنها بلطف بينما يقول :"لم انتهى من شرح الامس .. هيا بنا لاكمل لك شرح.. الا تقولى ان شرحى ممتاز.. هيا هيا ".
"توقف.. لا اريد ... توقف" كانت تقولها بدلال ...