قال بعد تردد دام لدقيقة :".كان ذلك يوم طلاقنا "
نظر الى وجهها بسرعة ليرى رد الفعل .. لكن وجهها كان جامدا ..
فاستطرد ببطيء :" لم اطيق الذهاب الى المنزل و انت لست به.. فقررت الذهاب الى البلدة..
و بعد قيادة ساعات وصلت.كان الوقت قبيل صلاة الفجر.. كنت اعلم انها مستيقظة..
فهى اعتادت الصلاة فى هذا الوقت.. اعتادت القيام تسأل الله القوة لان تربى الصبية الايتام الذين تركهم لها زوجها و رحل.. و اعطاها الله ما تريد.. و رغم ذلك كانت تواظب على الصلاة.. تشكره..
ومن لى سواها أبكى فى صدرها..
دخلت و وقفت أتأملها تنهى صلاتها.. و عندما انتهت..
نظرت الي نظرة طويلة دون حديث..
و عندما شعرت أنى لا أقوى على الكلام بادرتنى :'ماذا فعلت هذه المرة ؟' "
كانت تعرفه.. تعرفه كخطوط يدها كما تقول..
تعرفه أكثر مما يعرف نفسه..إنها المرأة التى يسقط عنه امامها قناع التماسك و الجدية. ..
إنها المرأة التى يترك أمام منزلها درجته العلمية و ثقافته و سفره و تجاربه ليعود الطفل الصغير الذى يحتمى بها من العالم... و يسألها ان تصلح اخطاءه.. او تبررها له قبل الاخرين...
"اقتربت منها حتى صرت على بعد خطوتين ثم قولت : 'طلقت زوجتى'
صفعتنى..
نعم دون نقاش.. و انا الذى لم اصفع قط فى طفولتى..
فأمى كانت دوما حنانا يمشى على الارض... صفعتنى بينما تهتف 'و هل بنات الناس لعبة ؟لتتزوج و تطلق كيفما تشاء ؟!!!'
الغريب انها لم تسألنى أسباب الطلاق او لما فعلت فعلتى... لقد هاجمتنى.... و اعتبرتنى المخطئ ".
صمت لثوان.. فظنته لن يكمل.. لكنه اكمل بفلسفية :"لماذا لما يسبق فضولها عقابها ؟؟؟
ان الطبيعى و المنطقى عندما تخبر احدهم أنك طلقت زوجتك ان يسألك السبب..
أن يسألك ما الذى دفعك الى ذلك ؟!
إنه الفضول البشرى الذى يجعلنى نتتبع اخبار الآخرين.. ربما بحثا منا على الإثارة.. إثارة نفتقدها بحياتنا.. و ربما تطفلا.. و فراغا..
الكثير من الاسباب..لكن امى لم تسألنى.. بل لم تهتم..
لقد هاجمتنى.. ووقفت معك.. و أظن انها لو رأتك مخطئة من أخمص قدمك و حتى شعر رأسك لم يكن ليغير ذلك من رد فعلها أو من وقوفها معك ."
تذكر انه صدم للصفعة.. يعرف انه يستحقها.. لكن امه لم تعتاد أن تصفعه.. كانت تكفيها كلمة.. كلمة ليترك الخطأ و يفعل الصواب..