الامل بعد الفراق هو ما يجعلنا لا نفقد عقولنا ..
انه الامل بالعودة ..
الامل ان يكون كل ما حدث هو حلم مزعج. .و ليس حقيقة واقعة ..
حلما بشعا .. سنستيقظ منه لا محالة ..
و لو كان واقعا ..
فالامل بأن يعيده قلبه ..
يعيده حبه و مشاعره ..او ان يضعف .. يضعف بفعل اشتياقه .. فيهاتف .. او يبدى نظرات او يتفوه بكلمات حب ..
اشتياق ..اى شئ ..
اى شئ .. يجعل من العودة .. ممكنة ..هو ما يبقينا احياء ...
هو ما يجعلنا نعيش .. نعيش على الامل ..
و هى عاشت على الامل ... و الانتظار ..
انتظار العودة ...فالمحب .. دوما يعود ... و لو بعد مائة عام .. سيعود ..
بقدر حبه يكون ضعفه و استياقه ..
بقدر حبه .. تكون سرعة عودته ..بقدر حبه .. يعود ...
هذا ما كانت تردده بداخلها ..
سيعود ليكون لها ... و تكون له ..لا يمكن ان يكون لسواها او تكون لغيره ...
انه امر بديهى ..
امر عرفته يوم تزوجا ...
عرفت انها تنتمى له وحده ...
و كأنما كانا شخص واحد و انقسما و يوم تزوجا عادا فاندمجا ..
انه الانتماء .. انتماء الغصن للشجرة ...
و الشجرة للطين .. و الطير للعش ...
و انتظرت .. متحدية الجميع ...
*********
قال بنفاذ صبر بعدما مر بالغرفة للمرة الرابعة يحاول اقناعها بالتوقف و قد انتصف الليل :" توقفى عن المذاكرة .. لقد درستى لفترة طويلة ".
قالت بعناد لم تفهمه هى حتى :" لكنى لا افهم هذا الجزأ و قد ارسب ".
قال بثقة و قد فهم حيلتها :" لن ترسبين "
زددت بذات العناد :" بلى سارسب اذا ما تعطلت عن المذاكرة "
قال و قد المتعت عيونه :" لدى حل .. الم تقولى ان شرحى ممتاز ولا تحتاجين الى مراجعة المعلومة اذا ما وضحتها ؟!.. اذن ساشرح لك ".
هتفت :" حقا ؟!"
قال بينما يمسك يدها بيده اليمنى و يغلق المصباح باليسرى .. ساحبا اياها الى غرفة النوم ..
قالت و قد انعقد حاجباها :" لست افهم .. الى اين نحن ذاهبان ؟"
قال بابتسامة صغيرة :" سأشرح لك عملى "
سالت :" و كيف ذلك؟"
دخلا غرفتهما بينما يقول :" تعالى و سأخبرك .. فقط دعينى اوضح لك تشريح ال"
سالت :" فى غرفة النوم !!!"
اومأ .. "و على الطبيعة"
قالت بخجل :" لست احب فكرة ان تعرف عن جسدى اكثر مما اعرف ."
قال بتملك بينما يضع جبهته على جبتها فتتلاشي السنتيمترات الفاصلة بين طوليهما :" انه عملى ".
قالت بينما تستسلم :"تعرف ان الامر سيتطور و ان الدرس سيتحول الى"
قال بابتسامة كبيرة كمن كشف سره :" يعجبنى ذكاءك ".