الفصل الحادى عشر

7.6K 365 83
                                    

"لم اسلم على امجد بعد..  تعالى معى ".
قالها ياسر بسلامة نية..

قالت ترفض :"لا لا ".

لكنه تجاهل رفضها بينما يطرق باب المكتب :"فقط تعالى.. سأحادثه فى مشكلتك ".

طرق باب المكتب المفتوح بينما يهتف بابتسامة واسعة و حبور ظاهر :"حمدا لله على سلامتك ياافضل طبيب نسا و توليد فى هذه المجرة..  لقد أنار وجودك الجامعة باكملها..  اتدرى انى لم ارك منذ خمس سنوات كاملة . .. نحتاج إلى أن نتسامر طويلا .. "

كانت يده فى يد أمجد فى سلام طويل..
بادله أمجد الإبتسامة..

فأكمل ياسر :"خطيبتى..  من المؤكد تعرفها..  كانت طالبة لديك قبل سفرك...".

نظر اليها أمجد نظرة طويلة و كأنه يحاول ان يتذكرها بينما يكمل ياسر بسلاسة :"   إن دكتورة سهام هى المشرفة على رسالتها للماجستير..  و تعرف انها مريضة.. و الآن البنت فى حيرة...  و لا نعرف هل تحتاج إلى تغيير المشرفين أم ننتظر شفاء دكتور سهام أم ماذا.. كل شيء متوقف ".

ناداها بصوت عال :"سمر.  تعالى..  اقتربى .. .   لا تخجلى..  بالطبع لن تخجلى من دكتور أمجد..  انه كان مدرسك يوما ما... لا ريب أن درس لك... أليس كذلك ؟!"

أومأت.. و قد ازعجها ما يفعله ياسر..

بينما تعض شفتها فى ضيق..

لماذا لم تخبره من هو طليقها؟!

لكن كلما ارادت إخباره رفض فى إصرار مثالى يبدو الآن سخيفا بينما كان يقول :" لا يهم من هو ... ولا يهم أن أعرف أى شئ عنه .. إنه ماضى..  ما يهم هو انه انتهى من حياتك ".

و عند العبارة الاخيرة تود أن تصرخ( لم ينتهى... و لن يفعل) .

و ها هى تقف بين الماضى و الحاضر..

الماضى الجامد الملامح. 

و الحاضر المبتسم ببلاهة و صفاء..

كانت تنتفض..  كعصفور بلله المطر و تود لو يحدث شيئا..  معجزة ما تأخذها بعيدا..

لكن المعجزات لا وجود لها فى هذا العصر بينما يتحدث ياسر بحسن ظن موجها حديثه إلى أمجد :"أطمع أن تتولى أنت الإشراف عليها.   أو مساعدتها على الاقل فى هذه الفترة ..  تعرف كيف هو الوضع حاليا.. و التخبط الحادث بالقسم هنا.  ".

ثم قال بإبتسامة ماكرة ربما :" ترفض حماتى أن نتم الزواج إلا بعد أن تناقش رسالتها.. و أنا متعجل ".

رفعت عيونها إلى أمجد فى إرتباك ..
هل رأت إشتعالا فى عيونه ؟؟!!
نارا!!!

تقسم على ذلك..

فرأت فى عيونه أن كلاهما تذكر عندما قال ذات الكلمة "أنا متعجل "لها فى ذات المكتب منذ حوالى ثلاثة اعوام...

يومها خجلت..
خجلت بشدة.. و لكنها فرحت..

و ظلت طيلة اليوم ترددها بحبور..

وجع حيث تعيش القصص. اكتشف الآن