وقف خلف النافذة غير آبها لثرثرة حسن و فضوله بينما يتابعها بعيونه..
لقد خرجت باكرا عن المعتاد .. و كأنها تهرب من شئ..
تهرب منه..
و لا يعرف لما..
لقد انقشع جزء من الغموض...
انها لم تكن من راسله...
كان يجب ان يعرف..
كان يجب ان يثق بها...
كان يجب ان يعرف ان هذا ليس اسلوبها..
لقد صدق انها صاحبة هذه الكلمات القاسية..
و ربما هى غاضبة منه.. لانه لم يثق بها..
و لها كل الحق لو غضبت..
حرك أصابعه بتوتر فى شعره بينما يتذكر كيف كان عندما عاد من سفره ..
لقد كان غاضبا... مصمما على الانتقام...
مصمما ان يجرحها.. بكل الطرق..
بقدر ألمه كان سيكون انتقامه..
لكنه لم يقوى..
يعترف..
انها المرأة الوحيدة التى يضعف امامها...
كيف تخيل أنه قد يقوى على جرحها ؟؟؟!!
بل أن محاميه تجرأ و عرض ان يضعها بالسجن...
فبعد ليلة طويلة مسهدة رأى فيها صورة زوجته فى حفل خطبتها... قرر ان ينتقم.. و بالقانون...
فهاتف محاميه.. كان اتصالا طويلا..
عرض فيه المحامى كل الطرق التى تجعل من زوجته كما قال ( لن تستطيع ان تلتقط انفاسها بينما تجر من شكوى قضائية الى اخرى.. صدقنى ستقبل قدميك ان ترحمها).
لقد قال مصطلحات كثيرة عن النشوز و الجمع بين زوجين و أشياء كثيرة جعلته يهدأ قليلا إنه سينتقم لا محالة..
و هاهو هنا منذ أسبوع و لم يفعل شيء... لا يقوى على جرها بقاعات المحاكم أو أن يؤذيها.
لعن ضعفه.. لكنه ابتسم..
كانت آمال على حق..
كان لابد ان يتحدثا..
ف هاهى ثبتت براءتها فى نقطة...
لو تحدثا اكثر. ..
لعادت اليه طوعا..
هو متاكد انه تحبه..
ان قلبه يخبره بذلك...
********
لماذا لم تبقي.. لتطمئن عليه..
لماذا خرجت هاربة ؟؟
ضغطه مرتفع !!!
يعانى من الضغط..
منذ متى؟!
و ماذا حدث بالأمس ؟.
لا تتخيله أبدا مريضا...
