رجعت بذاكرتها الى الوراء..
الى ثلاث سنوات تحديدا
عندما كان يدرسها بكلية الطب ..كانت فى السنة الخامسة ..
كانت قد فاتتها المحاضرة الاولى لهذا الترم ..حيث اصيبت والدتها بانفلونزا حادة و اضطرت ان تبقى بجوارها لتعتنى بها ..
و عندما عادت الى الدراسة .. سمعت اراء زميلاتها عنه ..
فالبعض اشادن بوسامته.. و اخريات هاجمن صرامته .."انه يرفض ان يدخل اى طالب بعده ..و لو بثانية واحدة"
"ييدو صارم جدا فى قواعده التى اعطاها لنا من اول لقاء ".
" سمعت ممن سبقونا انه يشرح بشكل جيد و يعاقب بشكل جيد .. ".
******
كانت تجرى محاولة اللحاق بالمحاضرة قبل دخوله ..
فهو يدخل فى موعده بالثامنة دون تأخير ..و برغم محاولتها ان تلتزم ..و الا تتاخر الا ان الطريق كان مزدحما ..
و بدا و كأن الشعب كله قد خرج فى شوارع العاصمة ...
نظرت الى ساعتها بتوتر فالساعة الان الثامنة و خمس دقائق ...
تنفست بعمق فالباب مازال مفتوحا ..
تسللت بسرعة قبل ان يراها ..و زفرت ارتياحا عندما لم يلحظها. .
جلست تحاول ان تتابعه.عرفت فيما بعد انه رآها ..
و تعمد ان يبدو منشغلا حتى تجلس .
سالته :" اتذكر اول مرة رأيتنى فيها؟!"
هز رأسه قائلا :" بالطبع ".قالت :"عندما اصطدمنا ببعض اثناء هرولتى لمحاضرة؟!"
نفى قائلا :" لا .. قبل ذلك ..رأيتك تتسللين الى محاضرتى ..و تعمدت ان اتركك تدخلين ليتسنى لى تأمل هذا القد الرشيق. .."
قالت بتشكيك وقد اذهلها اهتمامه : "رأيتنى؟! كيف ؟؟ لا يمكن "!!
اجاب ببساطة :"لم ارفع عينى عنك تقريبا بينما تكتبين ورائي الملاحظات بانهماك زاد من اهتمامى بك ".
قالت بهمس :"لم الحظ ذلك ".
قال باهتمام :" اتدرين انك دوما تتأخرين على محاضرات الصباح .. مما جعلنى اتعمد التأخير عشر دقائق كاملة كل مرة حتى يتسنى لك الدخول قبلى".
فتحت فمها :" احقا فعلت؟؟"!!
اومأ ، فقالت :" اذن هو حب من اول نظرة"!!
قال بحيرة:" لا اعلم .. لا اعلم اهو حب من اول نظرة ام من الف نظرة .. لم يهمنى .. ما يهم هو انى احبك ..و انك لى .. عرفت ذلك من البداية".
قالت تغيظه:"يالك من متواضع".
قالتها ساخرة لكنه مال محتضنا جسدها الغض متحدثا بجوار اذنها فلفحتها انفاسه الحارة:" الست لى؟! قلبا و روحا و جسدا؟!"