الفصل العاشر

7K 366 78
                                    

وقفت تحت صنبور الماء تحاول ان تبرد عقلها الذى يدور فى حلقات  الماضى.. 

كانت تشعر بالبؤس و تناهى اليها صوت اغنية لقصيدة  شعرية :( ماتت بمحراب عينيك ابتهالاتى و استسلمت لرياح اليأس راياتى) ..

كان الصوت واضحا و كأنما يشاركها عذابها..

انهمرت الدموع الصامتة تمتزج مع الماء بينما تشعر ان لا أمل .. لا أمل لها أبدا..

كانت الأغنية هى القشة التى قصمت ظهر البعير لهذا اليوم الطويل..

فانهار البرود..  و الكبرياء الزائفة  ...

سقط القناع ليكشف عن مقدار الألم..

و اخيرا خرجت و قد شعرت بالانهاك..

"موعد الغداء"

صدح صوت أمها..  فقالت بصوت منخفض :"لا أريد "
ثم اكملت :"سأنام".

كانت أمها بباب الغرفة.. شعرت بها..  لكنها لم تنظر إليها.. بينما توليها ظهرها..

فبدأت امها بالتأنيب :"انتظرها لنأكل سويا..  فترفض لتنام..  و اكل وحدى؟!"

لم تكن تأبه إذا أكلت ابنتها ام لا..  تأبه فقط لانتظارها الذى مر سدى ..

كانت قد سمعت من قبل عن هذا النوع من البشر..  الكثير الشكوى..  المتذمر..

حسنا الحياة معه لا تطاق..

كيف يمكن للحياة ان تستقيم مع شخص لا شيء يرضيه..  لا شئ على الإطلاق..

ستنام...  انه الشيء الوحيد حيث يمكنها ان تكون سعيدة..

*****

قالت آمال لائمة :"حسن يقول انك لم تكن تريد أن تأتى لتزورنا.. ما الأمر؟؟ ماذا فعلنا لتغضب منا؟!"

قال حسن بينما يلتقط أحد أصابع الكفتة الساخنة :" غاضب منك أنت فقط فيما يبدو..  أما أنا فلا يمكنه أبدا أن يغضب منى.. فأنا صديقه المفضل ".

اشارت بسبابتها الى صدرها :"منى أنا؟؟ .. و ماذا فعلت ؟! انى لم اره منذ عامين؟!"

مضغ زوجهاقضمة كبيرة من أصبع الكفتة ثم قال :"من نصائحك الذهبية التى اهلكته ".

سألت امجد :" ماذا حدث ؟"

فتح أمجد فمه ليجيب ، لكن حسن أجاب عوضا عنه :" لا شيء.. زوجته ستتزوج بآخر...  و يتعاملا كالأغراب و ".

قاطعته آمال:" لا يمكنها أن تتزوج بآخر..  تعرف ذلك.. إنها تحبه ".

و هنا قال أمجد بعنف :" لا يمكنها أن تتزوج بآخر..  لأنها زوجتى. . شرعا و قانونا..  لن تتزوج..  لأنى لن أقف دون حراك .. ".

وقف متأهبا ، فقال حسن ساخرا :"و لماذا لم تخبرها بذلك..  لماذا تخبرنا نحن ؟!"

وبخته زوجته :" أى صديق ذلك الذى يجد صديقه حزين.. فيزيد من حزنه "!

وجع حيث تعيش القصص. اكتشف الآن