ابتسمت امها بسعادة .. ليس لانه سياكل معهم ... و لكن لان ابيها سيتاخر و اتصل يعتذر و سياكلون دونه ...
و قد جاءتها الفرصة .. لتهينه ..و تقلل منه ..
بدأ الامر عندما استرسلت فى وصف الاماكن التى زارتها بالاجازات حول العالم .. لتحسسه بالهوة الاجتماعية بينهما ...
كانت مسترسله فى الحديث دون ان يبدو عليه انه يعى ما تقصده ..
"بالطبع انت لم تزر يوما امريكا ".
اجاب بعد ان مضغ قطعة من الدجاج لدقيقة :" بالطبع لم اذهب فى زيارة مثلك. .. لانى درست فيها لعامين كاملين لاجل شهادة الدكتوراة .. واعرف اغلب الاماكن ...اوكد لك انك اذا احتجتى الى دليل يوما فى واشنطون .. فلن تجدى من هو افضل منى ..".
شعرت بوجه امها يمتقع .. فهى لم تتوقع هذه الاجابة ..
قالت عندما كانوا على المائدة قبل الشروع فى الاكل :" بالطبع تفضل ان تأكل بيدك عوضا عن الشوك و السكاكين .. تلك الامور التى لم تعتاد عليها ".
شعرت سمر بالغضب و قد فهمت ما ترمى اليه والدتها :" ومن منا لا يرتاح باتباع السنة .. و لكنى معتاد على الاكل بالشوك و السكاكين .. فانا كما اخبرتك حصلت على الماجستير من المانيا .. و الدكتوراة من امريكا .. "
قالت الام :"بالطبع على نفقة الدولة".
اوما موافقا :" الدولة بالفعل تختار المتفوقين كل عام ليدرسوا بالخارج ..و كنت سعيد الحظ انه تم اختيارى مرتين ...و لدى عرض للحصول على درجة
الاستاذية من السربون بفرنسا .. لكن فرنسيتى ليست جيدة بقدر الالمانية .. لذلك مازالت افكر ".سألته سمر بدهشة من الخبر :"وانا ؟!"
قال بلطف :"ستأتين معى بالطبع ".
سالته :"و دراستى؟!"
قالت الام بعد ان صفقت بيدها سعيدة لوجود شرارة خلاف :"بالطبع لا تتوقع منها ان تترك دراستها و قد انجزت جزأ كبير منها لاجلك ..
تدمر مستقبلها لاجل مستقبلك!!!
اعرف ان اغلب الرجال امثالك يرفضون تعليم المرأة من الاساس ... لكن لا تتوقع منا .. انا او والدها ان نوافقك على ان تترك تعليمها و "
قاطعها :"لو كنت ارفض تعليم المرأة لطلبت زوجة غير متعلمة ..
ثم ان هذا الامر سابق لاوانه ..
و انا اعرف ان زوجتى تريد اتمام دراستها وهو الامر الذى اشجعها عليه ..
و انا لم اوافق بعد على العرض ".
كانت قد امتعضت سمر بالفعل ..
و فقدت شهيتها ..و شعرت به ايضا يفقد شهيته ..
و لكن امها .. امها كانت شهيتها عظيمة بينما تقول بلطف غريب عليها :"لماذا لا تأكلون .. ان الطعام شهى للغاية ".