أشار على سطر كتبته يتحدث عن مخاطر النزيف ، بينما يقول بإتهام و صوت أجش :" لو أنك تركت مريضك ينزف حتى الموت.. فأنت لم تقتليه مباشرة.. و لكنك قتلتيه بإهمالك".
رفرفت رموشها بلا وعى تحاول ان تفهم ماذا يقصد..
لما هذا الهجوم؟؟
لماذا هو منفعل ؟؟
سألت باهتمام :" ماذا تقصد ؟"
أجاب مباشرة بحدة :" أقصد قتلك لطفلى"!
شحب وجهها بينما قالت بسرعة تنفى عن نفسها التهمة :" لم اقتله! "
قال باستهزاء :" أحقا؟؟ لقد قتلتيه بإهمالك.. بإهمالك الطعام و النوم... بالإجهاد البدنى الشديد.. بعنادك معى عندما أحذرك أو أنصحك و تسخيفك من مخاوفى... و أنا طبيب كما أنى زوجك ".
قالت ترجوه :"لو سمحت .. توقف.. لا داعى لهذا الحديث الآن ".
هزأ :" أنت محقة.. فما فائدة الحديث و قد مات.. ما فائدة الحديث مع فاقدة الأمومة مثلك"!
أوقفته :" امجد ".
نظر إليها شرذا... إن يوم طلاقها يعاد امامها...
ذات الكلام الجارح ..
ذات الاتهامات..
لكنها اليوم تتلقاها صامتة.. ربما لأنها تعرف أنه محق..
لقد آلمتها كلمة فاقدة الامومة هذه المرة بذات قدر المرة الاولى..
منذ ذلك الحين و هى تسأل نفسها.. أهى لا تصلح أن تكون أما ؟؟
إنها لم تشعر بتلك الأمومة.. كانت فى دوامة فلم تنتبه إلى حقيقة أنها بالفعل تحمل طفلا..
لكنه كان منتبها .. أكثر مما يجب...
وقفت تنهى لقاؤهما.. فهى لن تسمع المزيد.. فرأيه بها لم يتغير فيما يبدو..
و لقد نجحت فى إكتساب كراهيته...
و لن يسامحها...
ابدا...قالت و قد اختنق صوتها لرغبتها فى البكاء:" أمجد.. أنا آسفه... آسفه لانه مات... لم يكن ينبغى له أن يموت ...
لقد ظننت أنه... انا..
أنا لم يسبق لى الحمل. و لقد كان أخر يوم امتحانات... كنت لأرتاح و أنام و أكل جيدا.. كنت لأطيع كل ما تقول ".
تنفست بعمق.. ثم تذكرت أنه لا يصح أن تقول ما تقول. إنهما غرباء الان.. .و لن يعيد اعتذارها شيئا. .و لن يغير من واقع أنه يمقتها...
تشكر الله انه لم يرفع ضدها دعوى إنها قتلت طفله!!
****
كان ينظر إليها دهشا.
فأخر ما يتوقعه هو اعتذارها..
لقد توقع هجوما أخر..كما هاجمته يوم أجهضت الطفل. .