"السؤال المهم هنا .. هل تحبينه؟!"
ترددت للحظة ..
و قد شعرت ان هذا النقاش اصبح محرجا للغاية .. برغم انها لم يسبق ان تحرجت من والدها ..
شعر اباها بترددها .. فسأل :"هل تعرفين اولا ما هو الحب يا عزيزتى؟!"
اومأت ثم قالت بهمس :"اظن ذلك .. لست صغيرة ياابى .. سأكمل الثالثة و العشرين بعد ثلاثة اشهر ".
قال الاب بابتسامة حانية :" و هل لانك ستكملين الثالثة و العشرين .. تعرفين ما هو الحب !!"
غمز بينما يكمل :" اخشى ان يكون الامر لا يتعدى الاعجاب ".
قالت تجادل :" وهل هناك حبا دون اعجاب"؟؟!!!
وافقها :" يبدا الحب بالاعجاب ..اتفق ..
و لكن هناك اعجاب لا يتطور ابدا للحب .. و هناك اعجاب يتطور الى احتياج .. احتياج كبير .. لا يمكن لشخص اخر ان يعوض هذا الاحتياج .. و الاحتياج اذا ملأه اى رجل اخر .. اذن لن يتطور الامر الى حبا ابدا ..".
قالت :"ابى انت تعقد الامور كثيرا ".
قال ضاحكا :"ابدا .. انا اريد ان اوضح لك ما الحب ..حتى تجيبينى على سؤالى .. هل تحبينه ؟؟"
صمتت فاكمل :" اعرف انك معجبة به .. لكن الاعجاب وحده ليس كافيا..
ليس كافيا لتحتملى عصبيته .. اذا غضب ..
او بروده اذا غضبتى ...
ليس كافيا .. لتتجاوزى عن اخطاءه ..
ليس كافيا ..لتبررى نسيانه لامور او تفاصيل تعدينها مهمة للغاية ..و يراها تافهه و سخيفة ..."
قالت :"انا لا ارى سواه "
ثم قالت بهمس مستدركة :"ايكفى هذا ؟!"
اومأ مبتسما ... لكنه اجاب :"اود ان تفهمى حبيبتى .. ان الحب وحده لا يكفى لزواج ناجح "
لم تفهم عندئذ ماذا يقصد ..
لكنها الان تفهم جيدا ان الحب لم يكفى ...
و كل هؤلاء المتفاصحين المتشدقين بان الحب يكفيهم .. فلا يهم سواه ..
او الفتيات غير الناضجات المرددين لكلمات الاغانى و الافلام بأن ( عشا صغير كعش العصافير يكفى ... لقيمات بسيطة تكفى .. لان نعيش مع من نحب سعداء )
فلا العش الذى يبنى بطوبة حب و طوبة عشق يكفى.
الزواج يحتاج الى ما هو اكبر من الحب لينجح ...
و الا لنجح زواج والديها ..
ليتك شرحت لى ووضحت ياابى وقتها ...
لكن عوضا عن ان يشرح قال :"اذن انت موافقة ؟!"
اومأت
فقال الاب بينما يربت على شعرها :"اذا كنت بحاجة الى وقت او الى تفكير. .".
