شعرت بالدموع تحرق مقلتيها برغم معرفتها ان امها فعلت كل ما بوسعها لتنهى زواجها.. و لكن مع كل انكشاف للحقائق تشعر بالالم..
و الخزى..
ترى كيف يراها؟؟..
الا يقول المثل ان الابناء يكونون مثل الاباء..
ربما يظنها مثلها..
لهذا.. لهذا هو بعيد عنها...
شعرت بألم فى صدرها عندما وصلت الى هذا الاستنتاج..
إنه أمر مخزى.. مخزى تماما...
ليتها لم تطلب منه ان تأتى معه. .
******
وقفت السيارة امام المستشفى ،بينما يقول هو :" عملت هنا فى فترة تدريبي الاولى ".
نظرت الى المكان.. إنه يدخلها الى ماضيه .. و الى عائلته..
لاحظت أنها أول مرة يتحدثان دون جدال.. ربما كان يحتاجا الى مكان مغلق كالسيارة.. ليتحدث.. و تسمعه..
لكم اشتاقت الى سماعه...
سماع نبرة صوته القوية.. و حديثه.. حديثه اللين.. و اللطيف .. و حتى الساخر.. اشتاقت له..
امسك بيدها بينما يجتازا البوابات.. كانت يده باردة.. فحركت كفه الاخر تحتضنها علها تعطيه بعض الدفء بينما تقول : "كفك بارد.. هى ستكون بخير ".
كان اشقاؤه كلهم يقفون امام غرفة العناية المشددة ... و الوجوه كلها قلق .. رغم ابتسامتهم لرؤية شقيقهم الاصغر..
فتبادلوا الاحضان بينما يؤكد اكبرهم :" ستكون بخير طالما ان امجد هنا.. انه صغيرها المفضل.. و معه زوجته ... ستسعد امك بهديتها تلك".بينما يشير نحو سمر على كونها الهدية..
تبسمت سمر بينما تصطبغ بالخجل..
هل يعلمون بتفاصيل ما حدث ؟!..
و هل هى فعلا هدية سعيدة؟؟كانت تنظر الى تكاتفهم..
و مدى ترابطهم بينما ترى بوضوح تفكك اسرتها..
فكل فرد فى جانب....
الأب ببلد و الابن ببلد و هى... و هى بعيدة.. ووالدتها...
لماذا لم تحصل على اسرة سعيدة و مترابطة كتلك الاسرة؟!
جلست تنتظر بينما امجد يستخدم علاقاته السابقة و بطاقته الطبية لتجاوز صلاحيات المواطنين العاديين.. حتى انه ارتدى اللباس الطبى المعتاد.. و دخل الى أمه ليطمئن بنفسه برغم تطمينات الاطباء..
خرج بعد دقائق يتحدث إليها :"لا تصدق انك موجودة .. هيا.. ستدخلين اليها لتراك ".
كانت تستعد بينما تتجهز للدخول بينما هو يؤكد لاشقاءه انها "بخير و ستخرج بالصباح ". فتنفس الكل الصعداء ...