قال غاضبا :"تعرفين ما هو رأي فى هذا الامر ".
قالت بغضب مماثل و قد أزعجها غضبه :" هذا ليس نقاشا "!!
فزفر ثم أولاها ظهره :"ومن قال أنى اتناقش.. هذا الأمر ليس قابلا للنقاش ".
نادته :"أمجد.. هى.. هى تظل أمى.. و تريد الحضور..ولا يمكننى الرفض.. أعنى.. لقد تغيرت.. و اعترفت أنها بحاجة الى طبيب نفسى.. و..هى تتابع مع آمال... هى تريد... أن تكون معى يوم الولادة ".
نظرت إلى بطنها المنتفخ بعبوس ، ثم أكملت :" لا يمكننى أن أرفض.. هى تغيرت و... و تحترمك ..و ".
سأل ساخرا :"و تحبنى ؟!"
أجابت سريعا بشكل فكاهى غير مقصود :"ليس إلى هذا الحد ؟!"
ثم استطردت مستدركة و قد وعت إلى ما تقول : "أعنى.. إنه اول حفيد لها.. و.. و هى أمى... و ستظل.. أليس أنت من صمم أن .. أن ازورها و أتودد إليها.. لأن الدين يأمرنى بذلك... و. الدين يأمرنى أن اجعلها ترى حفيدها ".
قال بحنق :"تراه و أنا غير موجود.. لكن يوم الولادة.. سأكون هناك ".
قالت بتودد و لطف و قد قررت أن تستخدم الدلال الأنثوى الذى لا يخيب :"لأجل خاطرى.. ألا يكفى أنك لا تريد توليدى ".
قال مبررا :"تعرفين أنى لا اقوى على فعلها.. أنا لا يمكن ان اراها.. لا أحتمل أن يجمعنى مكان بها.. النقاش انتهى ".
قالت بوهن متعمد :" أمجد. . حبيبى.. أنا خائفة. .. أنا خائفة من الولادة.. نعم أنا طبيبة و اعرف .. لكن خائفة.. و أحلم بكوابيس.. أرجوك .. إنه يوم صعب حقا.. و ".
شعرت بالانتصار.. فقد تبدلت تعابيره الصلبة.. و بدا عليه التعاطف ، ثم زفر بقوة :" حسنا.. أخبريها ألا تحاول أن تكلمنى... و اقسم إن حاولت أن تقول شيئا يدمر ما بيننا ، فأنى.. "
قالت مؤكده :" لا توجد قوة على الأرض تستطيع أن تفعل.. لا تنسى أن بيننا الآن "
أشارت نحو بطنها المنتفخ.
فانحنى رأسه بلطف يقبل بطنها ، فحركت اصابعها فى شعره بسعادة.. و هى تحمد الله. فقد أتاها كل ما تتمنى.
*****
بعد سنين .."منذ ساعتين أسألك ما الذى يغضبك و تقولين لاشيء.. و أنا لا أحب ذلك .. أراجع كل ما قولت أو فعلت فلا أجد شيئا خاطئا.. أراجع كل تواريخ علاقتنا.. فربما نسيت مناسبة ..عيد مولدك أو مولد أطفالنا. .لا شيء.. ماذا فعلت؟؟ ..
اخبرينى... هيا... هاتى ما عندك... فأنا على الاستعداد للاعتراف و الإعتذار عن الحرب العالمية الثانية فقط لتكفى عن عبوسك".
قالت بعد تردد:"سأبدو سخيفة ".
فرد سريعا بلطف :"لن تبدين.. حتما أنا مخطئ .. هيا ".
صمت لدقيقة فاستحثتها عيناه ، ثم قالت :"اعطيت الاطفال جميعا قطع الشيكولا... و أول مرة تنسانى! "
فقال بابتسامة كبيرة :"و هل يعقل أن افعل ؟! .. أنا أفكر فيك قبلهم ".
نظرت له بعيون متسعة و كأنها تقول (أحقا؟!)
فأومأ بينما يخرج من سترته لوح كبير من نوعية فاخرة تحبها ..فابتسمت بسعادة كبيرة... و هى تقبض عليها بقوة..
فسأل باهتمام :" كل هذه السعادة لأجل قطعة حلوى ؟!!"
فاجابت بينما تمزق الغلاف بسرعة :"كل هذه السعادة لأنها منك... بإمكانى الشراء. . لكن ما تعطينى... تكون أطيب المذاق و أجمل بكثير ".
تحرك يقترب منها حتى احتضنها من الخلف بينما يقول :"لكننا بحاجة إلى تقليل السكر... تعرفين. .فقط حتى نهاية هذا الحمل ".
عبست قليلا بينما تنظر إلى بطنها :"كنت أتمناها بنت هذه المرة ".
فاجاب بلطف :"و أنا أيضا .. لكنها تعويذة خاصة..لا احد فى عائلتى ينجب فتيات.. نحن محرومون فيما يبدو.. و ظننتك ستكسرينها.. لكن حتى الآن ثلاثة صبية و الرابع بالطريق.. و سنتوقف ".
فقالت قاطعة :" لن أتوقف حتى تأتى الفتاة ."
رفع يده مستسلما..