كانت الساعه تشير الى الحادية عشر .. كيف نامت الى هذا الحد.. ماذا سيقول عنها اهل المنزل ؟!!
تحركت بسرعة لتستحم و لترتدى ملابسى..
ثم رتبت الغرفة عندما سمعت صوت سيارته..
لقد عاد. ..
تلون وجهها فى خجل... متذكرة الامس..
خرجت من غرفتها ، لتجد الجميع امام المنزل.. الاولاد و زوجاتهم و اطفالهم.. الكل فى استقبال الجدة...
وامجد الذى خرج من باب السائق.. ليساعد امه فى الخروج..
كانت امه تتوكأ عليه بعد اصرار منها على عدم حملها ... بينما تصعد سلم المنزل بخطوات متمهلة..
الكل كان يفسح الطريق متهلل من فرحته. .فرحة صادقة بعودة الام...
كيف نجحت من تدعوها امها بالجاهلة بأن تجمع ابناءها حولها.. و فشلت امها الجامعية ان تفعله ...فانفض الجميع من حولها فى اقتناع ؟!!
كيف نجحت تلك المرأة البسيطة ان تحصل على كل هذا الحب.. الحب العلنى... و التقدير.. بينما امها.. نجحت فى تحويل اى حب الى كراهية...
تتذكر عندما كان يهاتفها شقيقها و يزفر ارتياحا اذا ما علم ان امه ليست بالمنزل!!!
ان تصبح مكالمة التليفون.. مهمة صعبة!!! ... حديث لمدة دقائق مصدر هم و قلق!!
و دون ارادتها شعرت بالشفقة على امها.. امها التى تعيش بمفردها.. بعد ان انفض الجميع من حولها...
عبست بينما يتجادل بداخلها صوتين.. أحدهما ينهرها لشفقتها.. و الاخر يدعوها للرحمة...
ابتسمت لها حماتها بينما تقول بضعف :" لما تعبسين يا كنتى ؟! هل ضايقك احدهم ؟!"
ثم قالت تهدد بسبابتها امجد :"اياك ان تكون انت من ضايقها ".
فقال امجد سريعا :" و هل اجرؤ ؟!"
حاولت سمر الابتسام... فالكل ينظر نحوها ، ثم قالت بلطف حقيقي :" حمدا لله على سلامتك ".
فقالت المراة تلومهاو هى تفتح ذراعيها :"هكذا دون حضن او قبلة "!!
تحركت نحو المرأة الطيبة لتتلقى ادفأ حضن امومى.
. بينما تهمس المرأة بلطف ، مرتبة على ظهر كنتها :"لقد طردت امجد.. كلاكما. . لا تعودا دون حفيد لى ... ولدى يحبك... فحافظى على بيتك... ليس سهلا ان تجد المرأة رجلا حقيقيا... رجلا يتمنى سعادتها .. ".
ثم رفعت صوتها الضعيف قليلا :"و اذا ما اغضبك... فقط اعلمينى.... و سأضربه لاجلك ".
فقال امجد متوسلا :" انا مسكين ".
ضحك الجميع على طريقته ، ثم قالت الام :"والآن دعونى ارتاح ".
هذه المرأة اتأكئت على ادهم ، لكن امجد تحدث بلهجة طبيب عن الأدوية. .و مواعيدها... و ضرورة الالتزام بها...