وضعت اللمسات النهائية على ملابسها و كلها غيظ.. فلقد وضعت الطعام الذى جهزته بالبراد..
كانت تريد ان يكونا وحدهما .. دون شهود...
منذ متى و هو يحب طعام المطاعم.. الم يصفه تباعا بأنه "اكل شوارع".."آكله مضطرا ".
ما الذى تغير؟!
حسنا.. الذى تغير الكثير.. زوجك تغير..
لو لم يكن لبادرك بالامس بكلمة حب او تلطف.. او لمسة اشتياق..
انما بدا و كأنها كانت رجلا... رجلا و ليست امرأة مكتملة الانوثة .. رجلا لم يحرك فيه شيئا..
حتما هناك شيء خاطئ.. تحاول فهمه منذ الصباح بينما تنظر الى نفسها بالمرآة. .و كأنها تتأكد من نفسها..
تقيمها...
لعلها تجد الخطأ.. لكن لم تجد شيئا..
*******
كانوا ينتظرونها بالسيارة..
قالت آمال :"ما زالت ارى أن وجودنا خاطئ.. انهم بحاجة الى البقاء معا .. حتى لو سيتحدثا عن الطقس.. سيكون ذلك افضل.. "
قال حسن مبررا :" يريد مدخلا للحديث ".
فقالت امال :"ليس بوجودنا.. نحن سنزيد الطين بلة..
الأمر كان ليكون لطيفا لو خرجا معا بمكان رومانسى.. و ترك الأجواء اللطيفة تساعده.. لو اشترى هدية رقيقة لها... و تركها تشكره بطريقتها... او.. "
كان يجلس فى مقعد السائق يستمع الى نصائح امال التى رآها منطقية جدا.. و شعر انه اخطأ. .
نظر اليها عبر مرآة السابق المعلقة فى السيارة : "آمال.. ما نوع الهدية المناسبة! ؟"
فتحت امال فمها لترد عندما دلفت سمر السيارة فى هدوء تحيي الجميع.. ماعداه..
******
غاضبة..
آمال محقة..مال الاخرين بهم..
لقد افسد الامر. .. فهى لا تبدو مندمجة.. برغم محاولاتها... فهم اصدقاوه هو و ليس هى ...
امسك هاتفه يريد ان يعرف اى نوع من الهدايا يشترى...
لقد اقترحت امال هدية.. لكنه لا يعرف اى هدية.. قد تبدو كاعتذار.. اى هدية قد تختصر ما يريد قوله...
او قد تجعلها تلين...
فهو لا يحتمل حياة الغرباء تلك..
ان يتحول الحبيب الى مجرد غريب فهو شيء لا يطاق..
ان ينظر الى فمها الذى كان دوما يحتفظ بابتساماته له.. و يجده جامدا..
ليس امرا يحتمل..
فلقد اشتاق لابتساماتها...
اشتاق ان تكون حبيبته بين يديه ..