لقد اندفع يهتف :"لقد استنفذت صبرى.. تلك الخطبة السخيفة ستنتهى... و الآن "
كررت ببلاهة و قد ادهشها غضبه :"استنفذت صبرك ؟!!"
قال بذات الغضب :" إلى متى تظنينى أقبل ؟!.. عليك أن تنهى هذه الخطبة اليوم.. و أمامك حتى مساء الغد لتعودى إلى بيتك ".
قالت بذات البلاهة و كأنه يتحدث بلغة غير مفهومة : "بيتى؟!"
تجاهل تكرارها لكلماته بينما يزفر بحنق
فسألت و قد زالت عنها حالة البلاهة المؤقتة :"أى بيت ؟؟ نحن مطلقان !!"قال وكأنه يقول شيئا بديهيا :" لقد قمت بردك فى الصباح التالى لطلاقنا ".
رأى المفاجأة على وجهها جلية ، فأشار بسبابته و قد اتسعت عيونه :"لم تخبرك .. لم تخبرك .. كنت اظنها شيطانا .. لكن على الشيطان ان يتعلم منها .. انها المادة الخام للشر ".
***
"عليك بأخذ الدواء ، إنه مهم لاجل ما فقدتى من دماء.. لاحظى ان الإجهاض ليس سهلا".
قالتها الام بحنو بالغ غير معتاد.أزاحت الابنة يدها بقوة :"لا. . انه سيسبب لى النعاس.. أريد ان اكون متيقظة عندما يعود امجد ليعيدنى ".
لاحت نظرة استهزاء بعيون الام و لكنها قالت بلطف :"أعدك لو جاء ، سأوقظك.. هيا تناولى الدواء ".
ترددت الابنة لثوانى لكن ابتسامة امها المشجعة جعلتها تتناوله و هى تؤكد لنفسها انها ستوقظها عندما يعود ... حتما ستفعل.
********
مصدومة..
زوجته..
مازالت زوجته..
لعامين كاملين ظنت انهما غرباء.
و أمها تعرف.. حتما تعرف...
و رغم ذلك جاءتها بمحامى لتطلب نفقة و مؤخر صداق.. كيف؟؟!
****
"تتذكرنى؟!"ابدى المحامى تلطفا بينما يقول :"بالطبع اتذكرك ".
و كيف لا.. و قد صنعت مشهدا مؤسفا يومها بينما ترفض بشكل قاطع..
يومها هتفت بحنق امام محامى احضرته امها الى المنزل : 'ما هذا الهراء ياامى.. بالطبع لن اقف بالمحاكم اطالب بنقود '
قالت الأم بقوة :' انه حقك.. النفقة و المؤخر.. مؤخر الصداق.. انه حقك.. شرعا و قانونا... و بإمكانك أن '
قاطعتها بلهجة شديدة : 'لن اطلب منه شيئا '.
عادت الأم للعناد: ' و لماذا لا.. فقط توكيل قضائي للمحامى و لن تتدخلى فى أى شيء.. لا تشغلى بالك.. توكيل و انسي الامر ".
قالت بصرامة :'لا '.
فقالت الأم مهينة إياها امام المحامى :'توقفى عن الغباء.. تظنين انه سيعود إليك اذا لم تطالبى بحقوقك ؟؟! أليس كذلك ؟؟! ....