الفصل السادس عشر

7.4K 394 68
                                    

لقد اندفع يهتف :"لقد استنفذت صبرى.. تلك الخطبة السخيفة ستنتهى...  و الآن  "

كررت ببلاهة و قد ادهشها غضبه :"استنفذت صبرك ؟!!"

قال بذات الغضب :" إلى متى تظنينى أقبل ؟!..  عليك أن تنهى هذه الخطبة اليوم.. و أمامك حتى مساء الغد لتعودى إلى بيتك ".

قالت بذات البلاهة و كأنه يتحدث بلغة غير مفهومة : "بيتى؟!"

تجاهل تكرارها لكلماته بينما يزفر بحنق
فسألت و قد زالت عنها حالة البلاهة المؤقتة :"أى بيت ؟؟ نحن مطلقان !!"

قال وكأنه يقول شيئا بديهيا :" لقد قمت بردك فى الصباح التالى لطلاقنا ".

رأى المفاجأة على وجهها جلية ، فأشار بسبابته و قد اتسعت عيونه :"لم تخبرك .. لم تخبرك .. كنت اظنها شيطانا .. لكن على الشيطان ان يتعلم منها .. انها المادة الخام للشر ".

***

"عليك بأخذ الدواء ، إنه مهم لاجل ما فقدتى من دماء..  لاحظى ان الإجهاض  ليس سهلا".
قالتها الام بحنو بالغ غير معتاد.

أزاحت الابنة يدها بقوة :"لا. . انه سيسبب لى النعاس..  أريد ان اكون متيقظة عندما يعود امجد ليعيدنى ".

لاحت نظرة استهزاء بعيون الام و لكنها قالت بلطف :"أعدك لو جاء ، سأوقظك..  هيا تناولى الدواء ".

ترددت الابنة لثوانى لكن ابتسامة امها المشجعة جعلتها تتناوله و هى تؤكد لنفسها انها ستوقظها عندما يعود ...  حتما ستفعل.  

********

مصدومة..

زوجته..

مازالت زوجته..

لعامين كاملين ظنت انهما غرباء.

و أمها تعرف.. حتما تعرف...

و رغم ذلك جاءتها بمحامى لتطلب نفقة و مؤخر صداق.. كيف؟؟!

****
"تتذكرنى؟!"

ابدى المحامى تلطفا بينما يقول :"بالطبع اتذكرك ".

و كيف لا.. و قد صنعت مشهدا مؤسفا يومها بينما ترفض بشكل قاطع..

يومها هتفت بحنق امام محامى احضرته امها الى المنزل : 'ما هذا الهراء ياامى.. بالطبع لن اقف بالمحاكم اطالب بنقود '

قالت الأم  بقوة :' انه حقك.. النفقة و المؤخر.. مؤخر الصداق.. انه حقك.. شرعا و قانونا... و بإمكانك أن '

قاطعتها بلهجة شديدة : 'لن اطلب منه شيئا '.

عادت الأم للعناد: ' و لماذا لا.. فقط توكيل قضائي للمحامى و لن تتدخلى فى أى شيء.. لا تشغلى بالك.. توكيل و انسي الامر ".

قالت بصرامة :'لا '.

فقالت الأم مهينة إياها امام المحامى :'توقفى عن الغباء.. تظنين انه سيعود إليك اذا لم تطالبى بحقوقك ؟؟! أليس كذلك ؟؟! ....

وجع حيث تعيش القصص. اكتشف الآن