الفصل الأول

1.4K 16 1
                                    

تمازجت الضحكات والدموع في أغنية ما هي القصة التي سترويها ؟!!

من ركود الماضي

ستجد نفوسنا طريق المستقبل

بخطوات الحاضر التي ستتردد أصداؤها وتصل للغد

بداية النهاية

قاموا من مضاجعهم إلتفوا في شبه دائرة كلاً منهم ينظر للآخر يُعاتبه وكذلك يُعاتب نفسه .. قطعت تطلعاتهم قائله: أنا بقا هريحكم من الجنان ده ...

أخرجت مُسدساً من حقيبتها ووجهته في وجه كُل واحد منهم لثوان ، وكأنها تختبر قوة تحملهم وشجاعتهم، تضعهم في الإختبار وهي صاحبة قرار بدايته ونهايته ، صاحبة قرار سحب الأوراق وإنتزاعها ..

كانت أشبه بالدهور لهم .. الهلع.. الرعب والخوف تملكهم وإلتصق بعظامهم

بينما كانت ملامحها حينها مطلية بلون سلام داخلي تام

ليقول أحدهم: إهدي الموضوع مش يوصل للدرجة دي ..

- لا يا روحي يوصل

تقول آخري مُتوسلة : أرجوكي ..دي مجرد حوارات بسيطة وهتتحل مش محتاجة نوصل لكده .

وآخري راجية : أرجوكِ إحنا...إحنا كُنا بنحاول نساعد بعض ..

لتُصيح هي : لا بجد نساعد بعض ...كُلنا زبالة ومجانين ونستاهل الموت ...

ثم نظرت بإتجاه الصامت الراجف : هاه مش عاوز تتوسل إنت كمان؟

ثم هجم عليها هو وتبعه آخر ... ثم إنضمت لهم الفتاتين .. الكل يُصارع من أجل البقاء ، النجاة .. العيش، كان لابد من إتخاذ القرار في وقت تضعك الحياة في عدة إختيارات، وأيا كان خيارك، فلن تعود كما كنت بعدها ...

صوت طلق ناري دوي في المكان وسقط أحدهم أرضاً غارقاً في دمائه وسط ذهول الآخرين ...

الفصل الأول

الممر المؤدي إلي غُرفة العمليات خالي من الأطباء والممرضين ..خالي من الأصوات ولكن لا يخلو من التوتر والقلق الذي يكاد يقتُلان صاحبه ..

ليس بوسعه شيء سوي الإنتظار ...ولكن الانتظار محنة ، في الانتظار تتمزق اعضاء الأنفس ، في الانتظار يموت الزمن وهو يعي موته ، والمستقبل يرتكز على مقدمات واضحة ولكنه يحمل نهايات متناقضة ..

يتملكه الخوف ، يكبُر بداخله كلما زاد إنتظاره يعلم أن مُناخ خوفه هو مآوي لجرثومة الظلام الذي سيسكن فيه بدونها

قام القلِق والمُترتر المُنتظر وقلبه يكاد ينخلع ،أخذ يتحرك إياباً وذهاباً كطفل مُعاقب غير راكزاً في موضع واحد يُحاول تمالك أعصابه بقوة ، مليء بالغبطة والضيق

إمرآه في منتصف العقد السادس تجلس علي كُرسي مُمكسه بمصحف تقرآ منه..

في وقار وهدوء قالت السيدة : يابني إهدي كده وصلي علي النبي (أميرة) قوية وهتقوم بالسلامة.

تحشرج صوته وكأن الحروف تخنق روحه قائلاً : يا أمي أنا قولتلها مش عاوز ولاد ،وكفاية أوي إللي حصل المرة الأخيرة كانت هتروح فيها ..بس هي أصرت ، وأنا والله راضي .

قامت من مضجعها ،و وضعت السيدة (فردوس) يديها علي ظهر وحيدها وقربتهُ منها في حنان: صلي علي النبي يا (أحمد) دي رغبتها وهي نفسها في حته عيل منك .. حرام عليها يعني !!

- عليه الصلاة والسلام ... ثم صمت قليلا وتابع غاضباً :وأنا مش عاوز عيال ،أنا عايزها هي وبس ...هى والله وبس.

تحسست الخوف في حركته ، تعلم أنه يُحارب ويُصارع ،يبدو علي ملامحه اليأس والخوف ... الخوف من الوحدة بدونها

تنهدت : إهدى ...وإدعلها تقوم بالسلامة ،وربنا معاها إن شاء الله .

مرت الثواني ..الدقائق..والساعات ولم يخرج أحد من غرفة العمليات ليُطمئنهم ،و(أحمد) يكاد يُجن ..

لعنة الإنتظار ثانياً ، إزداد شعوره بالوقت حينها أكثر،فـ أصبحت الثواني ساعات والدقائق أسابيع والساعات أعواما وقروناً

ثم خرج الطبيب تحدث معهما ..تبتسم الأم ولا يُبدي (أحمد) أي تفاعل.

______________________

- صباح الخير .

قالتها (أميرة) لذلك الفتي الجالس بمفرده في كافيتريا الجامعة في خجل ..لم يرُد عليها في البداية فأعادت كلامها :صباح الخير ...حضرتك الباشمهندس (أحمد) في ثالتة ديكور؟ .

دون أن يلتفت (أحمد) أجابها ببرود وهو ممسك بكتاب ما يقرآه : أيوه أنا هو؟ .

لم يُثير قلة ذوقه معها أي من غضبها بل بهدوء جلست علي مقعد آمامه قائله : أنا (أميرة) في إعدادي هندسة والباشمهندس (رآفت) بعتني ليك عشان شوية معلومات لإني بفكر أدخل ديكور.

تابع بإسلوبه اللامُبالي قائلا دون أن يلتفت لها : وإشمعني أنا عندك الباشمهندسه (ياسمين) ممكن تساعدك ؟! ..وهي من أوائل الدفعة .

وببرود زائد عن بروده أجابته : آه ما أنا عارفه بس إنت إللي كنت مقدم مشروع إسمه مدينة السما.. (سكايبيا)...

هنا تطلع عليها للمرة الآولي قائلا في إستغراب : وعرفتي منين الإسم ده ؟!

- إسم إيه؟!!

-(سكايبيا)!!

- مدينة في السما أو جزيرة في السما بالمعني الأصح... (سكايبيا) ؟ مش إنت الوحيد إلي بيحب يقرأ النوع ده من القصص.

تطلع علي ملامحها للمرة الأولي بوجهها الطفولي وبسمتها الرقيقة ، وحجابها البسيط ..

ضحك وقال : شكلك بتقري روايات كتير .... ثم مد يده ليُصافحها : (أحمد شاكر) ثالثة ديكور .

لتبتسم واقفه تقول في رقة دون أن تُبادله الصفح : عارفة ... وأنا (أميرة جلال ) إعدادي هندسة ...عن إذنك .

لتتركه مع هلهلة روحه.

______________________

تُتبع....

Enjoy ☺

ديمانتياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن