الجزء السابع 2

614 10 0
                                    

بعد عمل التحاليل والفحوصات اللازمة ،إتضح أنها كانت مجرد وكعة صحية ناتجة عن إرتفاع في ضغط الدم ، مع إصابتها بمرض السكري ، ولم تتناول دواء الضغط فأدي لعلتها تلك .. ولم يكن أحد معها حينها إضُطرت إلي الإتصال بـ(أمجد) للمساعدة .. ولم تجده فكان حلها الوحيد الباقي (ياسمين) .

خرجت من غرفة الفحص تتسند علي الممرضات من مشفي خالها (سعيد نورالدين) .. كانت (ياسمين) جالسة علي أحد كراسي الإنتظار وعندما خرجت ، وقفت وأسندتها معهن قائلاً : شكراً هتولي الموضوع من هنا .

تطلعت السيدة (زينات) حولها تتسائل : أومال (أمجد) فين ؟!!

- هو في الحمام يا طنط وجاي دلوقتي ... يلا إحنا وهو هيحصلنا علي البيت .

أدخلتها سيارتها وقادت بها لمنزلها .. وعندما وصلن وضعتها في غرفتها وحضرت لها كوب من الأعشاب الطبية التي أوصها بها الطبيب ..

قالت السيدة (زينات) ممتنة وخجلة : بجد تسلمي تعبتك معايا.

- علي إيه يا طنط ؟ حضرتك زي والدتي.

في خجل أمسكت كفيها تُطبطب عليهما قائله : أنا عارفه جيت عليكي عشان إبني .. رغم إنه عارفه إنه لِعبي وبتاع ستات زي أبوه بس جيت عليكي كتير .. بس إنتي أكيد مقدرة إنه إبني ومهما عمل هفضل أفضله علي الكل.. وظلمتك بإني جوزتهولك من الأول وأنا عرفاه كويس .

أطلقت (ياسمين) تنهيدة قوية تُعبر عن مدي إرتياحها بإعتراف والدته ذاك قائله : عارفه .. بس خلاص الموضوع إنتهي .

- عارفه يا (ياسمين) علي قد ما (أمجد) لِعبي ومش قد المسئوليه ولا بيت ولا عيال .. بس حَبك ..

نظرت لها (ياسمين) غير مُصدقة قولها فتابعت السيدة (زينات) : إسمعي مني أنا آُمه وعرفاه أكتر من أي حد في الدنيا دي كلها .. حَبك بجد ولسه بيحبك وعوزك رغم المشاكل الكبيرة إلي بينكم دلوقتي والخلافات ،هو باقي عليكي ...

قاطعتها (ياسمين) راجية : خلاص يا طنط الكلام ده فات لآوانه خلاص ..

- عارفه صعب عليكي بعد ما شفتيه مع بدل الواحده ألف ... وإستحملتي الخاينة والسهر والشُرب .. بس حاولي تديلُه فُرصة أخيرة ..

نظرت لها (ياسمين) صاعقة بما تقوله تلك السيدة هل نَست كم من المرات تآتي لها شاكية عن تصرفات إبنها غير العقلانية وسهره وأصدقاء السوء الذي لا يرغب بتركهم ؟؟

هل نسيت كم من المرات وقفت في وجهها تُكذبها أن أخلاق إبنها ليست كذلك وكل ما تقوله مجرد إفتراء كاذب ؟!

وهل نسيت بأنها وصفتها بالزوجة الفاشلة التي لم تقدر علي أن تحتوي بيتها وأسراره ؟!!

هل نسيت بتلقيبها بـ الحقودة المُستهترة التي ترغب أن تتفوق علي زوجها لتُذله ؟

أي جنون هذا ؟!

قفزت من مقعدها قفزاً مُسرعة تقول : الوقت إتأخر لازم أمشي ... ألف سلامة .

وخرجت من الباب بسرعة قبل أن تسمع تبادُل تحية السلام .

_____________________

لم تُصدق ما حدث معها منذ ثوانٍ معدودة ، ما تقوله تلك السيدة .. هل الأزمة الصحية التي عانت منها أدت لذلك التخريف؟ ...

وهي وإن كانت تُظهر الهدوء وعدم المُبالاة معظم الأحيان ..لا يعني تماماً أن تتساهل في حقها لأي من يكون هو أو هي ؟

توجهت لطريق الخروج وعند الطريق الخارجي المؤدي للبوابة الرئيسية ..وجدت (أمجد) عاقد حاجباه ، واضعاً يديه في جيوب سترته ..يرتدي شالاً وطاقيه صوفية أعطته منظراً شبابياً جذاب ...

نظرت له نظرة جانبية ورحلت ،أمسك ذراعها بقوة قائلاً بعد لحظات صمت : شكراً.

أمسكت بيديه تٌفلت قبضته من ذراعها تقول : ولا يهمك تصبح علي خير .

- سمعتيها ، وفهمتي؟ .

تظاهرت بعدم الفِهم : سمعت إيه وفهمت إيه ؟!!

بلع سُخريتها ، وردها البارد : سمعتي إنها آسفه وفهمتي إني محبتش حد قدك ولا ذيك؟ .

ساخره ، رافعه غُرتها للوراء التي سقطت من شدة الهواء بالخارج : وده معناه إيه؟!

- أنا لسه بحبك ... وعوزك ... وممكن أنسي كل المشاكل إلي حصلت في الفترة الأخيرة ، بس المهم نكون مع بعض .

أصدرت صفيراً طويلا : والله ... وده من إيه إن شاء الله ؟!!!

إقترب من وجهها يصرخ : بطلي طريقتك المستفزة دي .

صاحت هي كذلك : لما تبطل إنت إلي بتعمله ..أنا مش فاهمه إنت عاوز إيه ؟ بس أنا تعبت من الحوار ده لإنه طول زيادة عن المفروض يكون فيه ؟

- إنتي عارفه أنا عاوز إيه ؟... عوزك يا (ياسمين) ونفسي نرجع لبعض وكفايه لعب عيال بقا .

أخذت نفساً عميقاً لـ تُزيح الغضب منها قليلاً ... إقترب من وجهها أكثر ، وأصبح في وضعية التقبيل ، ظلت تتطلع علي عينيه لفتره حتي ظن أنها ستُقبله بدورها ...

ولكنها قالت بثقة : وأنا مش عوزاك يا (أمجد) .

ورحلت ...

_________________

تُتبع....

Enjoy ☺

ديمانتياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن