الجزء السادس 1

652 9 0
                                    


إيه إلي إنتي عملتيه ده إنتي مجنونة ولا بتستعبطي ؟!!

بصوت صارخ يكاد يمزق طبلة آُذنها صرخ فيها والدها بعد رحيل الضيوف ، فتابع : إيه تفسيرك بقلة الأدب والذوق إلي حصلت ؟.

- يا (بابا) أنا ...

صاح وعلا صوته أكثر : بلا (بابا) بلا زفت إنتي خلتيني أنا وأمك في نص هدومنا من قلة ذوقك ... وناس بالمكانة دي والمستوي ده وتواضعو وجُم .. وإنتي تعملي كده !!.

صاحت هي كذلك باكية : لا متوضعوش إحنا مش أقل منهم .

- لا أقل منهم... وأقل أوي كمان ، وعرش ربنا ... وأمسك شعرها بيديه يكاد يمزقه : وعرش ربنا يا (سارة) لو عملتي كده تاني لعلمك الأدب من أول وجديد ..وأنا إدتهم ميعاد تاني ... وهتوفقي ورآسك فوق رقبتك أحسن قسماً بالله...

وهنا أمسكت والدتها يديه تترجاه : خلاص يا أبو (سارة) إستهدي بالله... ده دلع بنات ، وهي صدقني موافقة ..مش كده يا (سارة)؟

ونظرت لها تتوسل لتوافق ، فنظرت لها (سارة) باكية غير مُجيبه

خرجا من غرفتها تاركين إياها فى نوبة من البكاء والنبيح والغضب ، والعديد من التساؤلات ؟

كيف ؟

ولما؟... والآن؟

وما هو هذا الجنون ؟!!

________________________

ضغطت علي الأرقام بغل تطلبه فجاءها صوته الناعس : آنسه (سارة) ...إيه السرعة دي ؟

قالت وجم غضب الدنيا في عينيها : إنت فين ؟

تثاءب وقال في هدوء إستفزها : هكون فين يعني أكيد نايم في الشارع تحت بيتكم مستني طلتك عليا .

- هو ده وقت هزار وإستظراف .

ضحك مما زاد غضبها قائلا : خلاص متزعليش أوي كده ... خير عوزه إيه يا عروسة ؟

- بلاش الكلمة المستفزة دي ... هستناك في "بينوس" إللي في "سيتي" علي خامسة كده .

- آه .... لا مش هينفع خمسة عندي معياد مع صحابي .. ممكن سابعة ينفع.

أحست بأنه يتدلل عليها ، ويزيد من غيظها .. تظاهرت بالهدوء : تمام سابعة سلام .

وأغلقت الهاتف في وجهه دون أن تقول سلام ..

ضحك هو وألقي الهاتف علي الطاولة بجواره وهمس : لما نشوف آخرتها إيه !!

_______________________

الفصل السادس

تخطت الساعة الثامنة ولم يحضر (حسن) بعد ، تاركاً(سارة) وحدها ثائرة كبركان علي وشك الإنفجار لمُجرد اللمس .. حاولت عدة مرات أن تطلبه علي هاتفه ولكنه كان يُعطيها أنه "خارج الخدمة أو غير مُتاح "

كانت علي وشك الرحيل حتي ظهر هو يضحك غير مبالي بثورتها

- إحنا مش قولنا هنتقابل هنا الساعة سابعة .

جلس في هدوء وفتح أزرار جاكته وأمسك بسيجارة وأشعلها واضعاً ساق علي ساق ثم جائها رده بعدها : آه.. حصلت ظروف كده

- ظروف إيه ؟ ..وبعدين من إمتي بتدخن .

أنزل ساقيه وقرب وجهه من الطاولة يقول : حاجات كتير إتغيرت وإنتي مكنتيش موجودة يا عروسة .

- قولتلك قبل كده متقولش عروسة !!

غاضبه صاحت بتلك العبارة ، مما أثار إلتفاف القابعين في المقهي لها

فقال بهدوئه المُستفز : ليه إحنا مش قرينا فاتحة ، والخطوبة هتتحدد قُريب .

جحظت عينيها في دهشة تقول : فاتحة ؟!!

- هو والدك الأستاذ (مراد) مش قالك ... النهارده عدي علي والدي في الشركة وقرءو الفاتحة .. مبروك يا عروسة .

هبت قازفة من مكانها : إيه ؟... أنا أول مرة أسمع الكلام ده ؟ وبعدين إنت ليه بتعمل كده هو إحنا مش إنتهينا!!!

هز رآسه نافياً ويتظاهر بالحرج : لا عيب كده إنتي بنت وليكي سُمعتك .. مينفعش صوتك يعلي قُدام الناس .... وبعدين

ونفث دُخاناً كثيفاً من سيجارته وتابع : وبعدين مش إنتي إللي تقرري إنتهينا ولا لأ... أنا بس إللي أقرر.

شلت المفاجأة تفكيرها لا تُصدق ما يحدث ؟ ومن ذلك القابع آمامها ؟

هل هو (حسن) التي كانت تتحكم كيف يذهب ويجيء ؟!!

من كان يتمني لها الرضا لترضي ؟

هل إنقلبت الآية الآن ؟!!

- إيه سكتي ليه يا عروسة ؟

- إنت عاوز تنتقم صح ؟..

قالتها له دامعه تُحاول أن تمنع دموعها أن تظهر آمامه دالة علي ضعفها وعجزها الآن .

زفر ضحكة ساخره يقول : أنتقم !!

- آه تنتقم عشان أنا إللي سيبتك ... ومش عوزه أكمل معاك .. فداخل علي أهلي داخلة المهندس المحترم المرموق أبن الأصول ، والحسب والنسب .. مش كده ؟.... أنا هقول لأهلي كل حاجة .

صدر من فمه صوت طقطقه وتابع : أنا متسبش ... أنا إللي أسيب وبمزاجي وبس.. وبعدين الآنسه (سارة) مثال الشرف و العفاف عند أهلها تعمل كده ودي تيجي برضو .

وصل بها لأعلي درجات الغضب والثورة وصاحت : أنا مش هسمحلك تلعب بيا إنت فاهم .

آطفأ سيجارته في طفاءة السجائر وأشار للنادل بالحساب ودفعه بزيادة ثم هام واقفاً وقال : مش إنتي إللي تسمحي أو لأ... ووريني آخرك إيه ....يا عروسة .

ورحل

_____________________

تُتبع .....

Enjoy ☺

ديمانتياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن