الجزء الخامس 2

676 13 0
                                    

آتي المساء وظلت الزيارة للعناية المُركزة ممنوعة ، وحالة والدته لم تستقر بعد .. آتي خلالها (سارة) و(راندا) التي رمقت (أحمد) بنظرة تقزز عندما رآته ، ولم يفهمها هو ولم يلق لها بالاً كذلك .

وبعد أن رحلتا جاءت (ياسمين) التي عندما إلتقت (بأميرة) عانقتها بشدة قائلا: بجد وحشتيني جداً بقالي كتير مشفتكيش ... بس ياريت إتقبلنا في ظروف غير دي .

قالت (أميرة) في هدوء وإعياء: الحمد لله ... مش هتسلمي علي (أحمد) هو كمان بقالك كتير مشفتهوش .

في سرعة ضاحكة آجابتها : لا ما هو كان معايا في...

قطعت عبارتها عندما تطلع عليها (أحمد) بحدة ، فعلقت (أميرة) بدهشة : معاكي ... إنتو شوفتو بعض من فترة ، بس (أحمد) مقليش ؟.

في توتر أسرعت (ياسمين) تُجيبها : لا أبداً في محطة البنزين من فترة كده .. عادي يعني ، المهم كنت أتمناها الظروف تكون أحسن بس مبروك متآخره شوية بس إنتي عارفه بقا .

تبسمت (أميرة) في هدوء وقالت: تسلمي ... إتفضلي إقعدي .

مرت بضع دقائق ثم ظهر (أمجد) الذي أسرع تجاه (أحمد) وعانقه : ياه بقالي كتير مشفتكش ألف سلامة علي طنط يا (أحمد)

- الله يسلمك . آجابه (أحمد)

ثم توجه إلي (أميرة) حيث كانت بجوارها (ياسمين) واضعه ساق علي ساق لا تُعيره إهتمام ولا تنظر إليه حتي .. أمسك بيد (أميره) بكلتا يديه ما أثار غضب (أحمد) و(ياسمين) ولكن دون تعليق .. قال : إذيك يا (اميرة) عاش من شافك؟ .

في هدوء تبسمت وآجابته : الله يسلمك .. إذيك يا (أمجد) عاش من شافك .. عامل إيه ؟!!

- أنا تمام طول ما إنتي تمام ... ثم نظر لـ(أحمد) في لعثمة وقال : قصدى طول مانتو بخير .. أنا ديما بخير .

أخرجت يديها من يديه بخجل ونظرت لـ(أحمد) ثم قالت : أنا هجيب حاجة تشربوها .

أشار بيديه بالنفي يقول : لا متتعبيش نفسك .. أنا جي أطمن علي طنط وهمشي علي طول .

- لا مينفعش ثواني وجايه ..

ورحلت وقف (أحمد) يتطلع عليهما _ (أمجد) و(ياسمين) _ ثم قال : دقايق وجاي ..عن إذنكم .

رحل وترك الإثنين معاً .. ضحكت (ياسمين) وحاولت أن تهدأ من صوت ضحكتها مُعلقة : مفيش فايده فيك ... علي أساس يعني أغير وكده ، بس إلي إنت مش واخد بالك منه دي (أميرة) مش واحدة من ....

ونظرت له بإشمئزاز وتابعت : مش واحدة من الصنف الشمال بتاعك .

جلس بالكرسي جوارها واضعا ساق علي ساق كجلستها وضحك ساخراً مُعلقاً : إنتي فاكرة الدنيا بتدور عنك بس .... في حاجات تانية أهم منك بمراحل .

زفرت ضحكة : جاهل .

_______________________

مضي يوم آخر ومازلت والدته لا حول لها ولا قوة ، لا تُبدي إشارات للتحسن .. وطيلة تلك الفترة لم ينل أي من (أحمد) أو (أميرة) أي من الراحة ...

خرج الطبيب من غرفتها وسأله (أحمد) عن حال والدته ، أخبره أنه ليس هناك جديد للأسف ... ولكنها ترغب في رؤيته ..

نظر لـ(أميرة) التي تفهمت الموقف قائله : إدخل لوحدك أكيد عاوزه تشوفك وتطمن عليك .

بخطوات بطيئه ممزوجة بالرعشات توجه لسرير والدته ،أمسك كفيها وقام بتقبيله عدة مرات .. ببطء وإعياء بدأت تفتح عينيها تبسمت من أسفل ماسك التنفس وحاولت أن تنزعه .. فأسرع (أحمد) مانعاً إياها حتي لا تتعرض لخطر زائد .. ولكنها أصرت علي نزعه .

بدأت بإلتقاط آنفاسها بصعوبة بالغة ، ولكن ظلت تنظر له مُبتسمة وفي تعب وإعياء حاولت الكلام : إنت أحسن إبن .... ممكن الواحدة تتمني ... زيه .

في صوت باكي توسل إليها : عشان خاطري متتكلميش ... بلاش تتعبي نفسك.

ضحكت في إعياء تُعلق : يا... يا واد سيبني ،أنا... حاسة إنها... هتكون آخر مرة أتكلم .

ملء الدمع وجهة كاملاً وكآنه إتخذها ستارً لوجهه ، زاد في تقبيل يديها قائلا : الله يكرمك يا أمي متقوليش كده ... أنا مليش غيرك .

- لا ... ليك ... ليك غيري (أميرة) ...

حاولت إلتقاط آنفاسها لتُتابع الكلام ، مما جعلها تدخل في دائرة من السُعال المُتواصل ، نهض (أحمد) من مجلسه وهب ليُنادي علي الطبيب ..فأمسكت يديه تقول : لا إسمعني الأول .

- يا أمي عشان خاطري كفاية .. المهم صحتك وبكره... وبكره إن شاء الله هتتكلمي وهسمعك للصبح.

ضحكت ساخره : بتضحك عليا يا واد.. وتحولت ملامحها للجد مُتابعه : إسمعني ..(أميرة) شافت كتير في حياتها ... وعارفه ، عارفه إنك تعبت وإنت كمان إستحملت بس صدقني ... مش قدها ، دي بنتي ... زي ما إنت إبني ... حافظ عليها وإياك تضيعها من إيديك ..وإستحمل .. ولو ... ولو مش عشانها يبقي عشاني .

_______________________

تُتبع....

Enjoy ☺

ديمانتياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن