الفصل الثالث عشر

469 9 0
                                    

   أصبحت (سارة) تُعامل رسمياً كالخادمة المنبوذة في عائلتها ...

تغير دفة حياتها من النقيض للنقيض ..

لم يعُد يتحدثان معها ، ولا يتناولان الطعام معها، ويلقيان لها الفُتات والبواقي لتتناوله وسط شلال من الإهانات والشتائم ، والسُباب

بعد ذلك الموقف الفاضح الذي وضعت عائلتها فيه يوم راؤها في أحضان رجل آخر تتراقص وتتمايل... وتَسكر ..

وطلاق زوجها لها أمام العلن ، ومن وقتها لم يتحدث معهم ، ولم يُبال بإبنتهم...

وحتي حقوقها بعد الطلاق لم يُعطيها إياها، فبعد وصول أوراق الطلاق تسائلو بكُل طمع وجشع عن حقوقها ، ولكنهم حصلوا فقط علي الإهانة والسخط من والدته ، وهو قد سافر ورحل ..

وعندما عرفت مقصدهم صاحت ، وهاجت وماجت : إنتو إيه ؟

لينظروا لها بإستهزاء وقرف وعقدت الدهشة فاههم : إحنا إللي إيه ؟... إنتِ لسه ليكِ عين تتكلمي وتتبجحي كمان !

- آه لسه ؟

فصفعتها والدتها ، وأمسكت شعرها تشدهُ صارخة : إنتِ مشُفتيش يوم تربية يا قليلة الآدب .

وضعت يديها مكان الصفعة والدمع يتكون في مُقلتيها بحدة تقول : لا شوفت ... مش تربية بس شوفت القهر والإستبداد ، والتحكم في كُل كبيرة وصُغيرة في حياتي ، ده أنا يا شيخة كُنت بخاف ألبس بيجامة ضيقة أو قُصيرة وأنا صُغيرة ،لتقولي عليها عيب إزاي ؟.. ومينفعش! لبستوني لبس يكتم أنفاسي ويمنع مسامي من التنفس ، كنتو بتخنقوني ، وجسمي بيتحرق ..

- ده أنا حياتي كُلها لحد ما إتجوزت عيب ومينفعش ، ليه ماتكنش الحياة أبسط من كده ،من غير مُعاناة ، ليه فيه ثواب وعقاب ؟ ... عارفين ليه عملت كده ؟ ..عارفين ليه كُنت بخرج وأسهر ، عارفين ليه ؟!!

قام والدها من مضجعه ينظر بحده لها ، وكذلك والدتها يُريدان قتلها تلك الهوجاء الرعناء ..

لكنها تابعت : عشان أهرب منكم ، ومن تحكمكم فيا ليل ونهار ، ده أنا وصلت لمرحلة إنكم تتحكموا في الأحلام بتاعتي ... إلبسي ده ، كُلي ده ،إشربي ده .. إخرجي هناك ..إياكِ تُخرجي هناك ؟؟ ، حتي الجواز إتجوزي ده ... وأحب أعرفكم أنا كُنت أعرف (حسن) من زمان قبل ما نتجوز وكُنت بخرُج معاه ، بس وصلت لمرحلة وزهقت منه وسيبته ، عشان كده جه يتجوزني عشان ينتقم مني ، عرفتوا ليه (حسن) بيه فكر في بنتكم وإتجوزها ،رغم إن أهله كُلهم كانو بيبُصوا ليكم بإحتقار ...

صاح والدها : (سارة) ..إخرسي .

ورفع يديه ليصفعها ، أمسكت يديه تطلع عليه بعناد وغضب : لا مش هخرس .. كُنت مراته علي الورق وقُدام الناس ، بس أنا لسه لحد دلوقتي بنت ، بنت يا (ماما) ...بنت يا (بابا) .. كان بيذلني كُل يوم بدل المرة ألف ومليون ، وكل ما آجي وأطلب مُساعدتكم محدش يصدقني " لا يا بنتي ده إبن أصول ومتربي ...بطلي دلع "

أهرب من سجنُكم ،عشان أروح سجنه ...تعبت وفاض بيا كان منفذي الوحيد أعيش حياتي بره ، وبعيد عنكم ، غلطت وكُنت بتلذذ بالغلط ..وبستمتع بيه ..

صفعها والدها بقوة مرة وإثنتين حتي نزفت من فمها... سقطت علي الأرض تبكي بحٌرقة تقول كالملسوعة ، وهي تجهش في بكاء هستيري : إنتو السبب ، إنتو السبب .

_______________________

تُتبع ....

Enjoy ☺

ديمانتياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن