الفصل الرابع 2

693 12 0
                                    

مضي ما يقارب الثلاثة أيام لم تسمع منه شيء ،لم يُحدثها ولم يعتذر عن طريقته الفظه معها .. هل طاوعه قلبه علي تركها هكذا دون سماع صوتها؟ في يوم دعو شقيقها الأكبر لتناول الطعام معاً ،هي ..والدتها و(حازم) .. كانت تتحدث بكثرة محاولة منها إخفاء توترها وحزنها عن تجاهله لها .. وفي وسط الطعام قال (حازم) : (إياد) كلمني وبجد ده عيل ... ولا يهمك .

لم تنتبه لما يقصد في البداية ثم تسائلت وهي حامله طبق من الأرز تتناول منه بإستغراب : عيل إيه ؟... وأسبني من إيه ؟... مش فاهمه حاجة .

تطلع عليها الإثنين بحزن فقال (حازم) مازحاً : ياستي إنتي كبيرة وجامدة ومش أي حد يقدر عليكي ... وبعدين ده عيل تخيلي يا (ماما) ونظر لوالدته وتابع : قال إيه أنا أووف ..سيبك إنتِ بس منه وربنا هديلك إلي أحسن منه.

شلت الصدمة تفكيرها لم تصدق ما تسمع أو حتي مِن من صُدر هذا الكلام ؟

ألقت بطبقها ومعلقتها بقوة علي الطاولة وقامت صارخة والدموع تتجمع بقوة وغزارة في عيونها صاحت بهما : يعني إيه أووف هو أنا لعبة في إيديه عشان يقول أووف !! ..مفيش إحترام ولا تقدير ليا ولا حتي لأهلي ..وفوق ده كله مش أنا الغلطانه ..

وحاولت أن تتماسك لتُتابع وقلب آمها يكاد يتمزق حزناً عليها مُتابعه : ده هو إلي غلط في حقي وقدام الناس ومعملش أي تقدير ولا إحترام ليا ...وفوق وفوق...

وسقطت عبراتها بقوة لتدفع بالحزن والغضب الجام بداخلها : وفوق ده كله عاوز يعمل عليا راجل من غير سبب أنا عملت إيه لقلة الإحترام والتقدير ده؟!! .

وركضت إلي غرفتها ..أغلقت بابها سقطت خلفه صادمة ،غاضبة غير مُصدقة لما حدث أو كيف أو متي حدث كل هذا ؟!!

وآمها راكدة ساكنة مكانها تبكي في صمت ..بينما قال (حازم) : لا حول ولا قوة إلا بالله .

_____________________

بعد يوم عمل طويل ومرهق ،وزحمة الطرق المؤدية لبيته وصل (أحمد) أخيراً لمنزله كان هدوء البيت زائدً عن حده الطبيعي دخل غرفته وخلع حذائه ،أخذ لحظات ليستعيد بعض من عافيته وقام للبحث عن والدته و(أميرة) ..ففي هذا الوقت تحديدا لطالما كان كلاً منهما يتسارعان لتحضير الغذاء له ناديَ عليهما دون رد ..

دخل غرفة (جميلة) ليجد (أميرة) نائمة علي الكُرسي المواجه لسريرها .. وضع الغطاء عليها وقبلها علي رآسها ،وخرج يبحث عن والدته ..

دخل المطبخ لم يجدها ، وصل لغُرفتها طرق الباب عدة مرات خجلاً منه الدخول ، لم يسمع رداً عنها .. أصابه القلق قائلاً: (ماما) أنا هدخل .

فتح الباب ليجدها مُلقاة علي الأرض فاقدة للوعي ..

صرخ صائحاً: (أميرة)...(أميرة)

هبت (أميرة) من مضجعها فازعة ،حاولت أن تتدارك الموقف ، ووصلت حيث (أحمد) يحاول أن يحمل والدته علي سريرها

قالت هي في فزع : خير يا (أحمد) إيه حصل ؟!!..... تطلعت علي حماتها فاقدة الوعي لا تُعطي أي إشارات للإيفاقة : طنط مالها؟!! دي كانت .... كانت زي الفل و...و...

صاح (أحمد) فيها : مش وقت كلام دلوقتي بسرعة إتصلي بالإسعاف ...بسرعة .

تعلثمت في مشيتها وتوترها الزائد جعلها تخُطيء في طلب رقم الإسعاف .. ظلت تدمع وهي تضغط علي الهاتف مرة وراء مرة

أمسك منها (أحمد) الهاتف عنوة صارخً : مش عارفه تكملي حاجة للآخر .

وطلب هو الإسعاف .

________________________

تُتبع ....

Enjoy ☺

ديمانتياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن