الفصل الثاني

735 12 0
                                    

بصعوبة بالغة حاولت أن تركن سيارتها في ذلك المكان المُزدحم بشارع خلفي في (عباس العقاد) رن هاتفها المحمول عدت مرات وهي لا تستطيع الرد بسبب القيادة ...ولكن آخيرا وجدت المكان المناسب .

- ألو ...عارفه إني إتآخرت ، بس الطريق زحمة جدا .... المهم إنتو فين ؟؟

هكذا ردت على صديقتها (راندا) في حنق .

توجهت للمكان الذي أشارت له (راندا) بعد مسافة من السير لا بآس بها في ذلك المكان المزدحم بمحلات السواريه وفساتين الزفاف ...كيف لهم أن يضمو ذلك في مكان واحد ؟ إن كانت رغبتهم في تعداد الإختيارات بالنسبة للمشتري ..فإنهم يضعونه في دوامة تنتهي دائما بإختيار الأسوأ له لإنتهاء الكابوس المزعج والسعر الأفضل للبائع لتخليصه من الكابوس .

فى غضب ومضض قالت لها بعد أن سلمت عليها : يا الله الجو حر موت ..والمكان زحمة إيه ده موسم الأفراح والتزاوج ؟!!

ضحكت (راندا) وهي تضمها ،فتابعت (سارة) :أومال فين (أميرة) ؟

أشارت (راندا) حيث كانت تقف أمام فستان أزرق سماوي فاتح يتخلله الكثير من الورود الصغيرة أسفله..

أطرقت (سارة) علي كتف (أميرة) في هدوء : مساء الخير ...أخبارك إيه يا مدام ؟

في هدوء تبسمت (أميرة) :مساء الخير ...إذيك يا (سارة) وحشاني بقالي كتير مشفتكيش.

- أعمل ايه بقا يا ستي الجامعة ،و(ماما) و(حسن) والذي منه إنتي عارفه ؟

- الله يكون في العون ...المهم إننا إتجمعنا في حاجة زي العسل .

تطلعتا معا إلي (راندا) التي إحمر وجهها خجلا ،وقالت (سارة): طبعا العروسة..هو فيه أعز منها .

قالت (أميرة) في آسف : معلش يابنات عوزين نخلص بدري لإني سايبه (جميلة) مع طنط (فردوس) وهي تعبانه زي مانتو عارفين ومش عوزه أتقل عليها .

نظرت الفتاتين لبعضهما ثم قالت (سارة): لا عادي ما...

لكزتها (راندا) قائله : تمام يلا عشان نلحق .

___________________

دخل البيت في تعب ووضع المفاتيح علي أقرب طاولة قابلته... عندما سمعت والدته صوت الباب خرجت من المطبخ مُسرعه تُنادي علي

إبنها : (أحمد) إنت وصلت إمتي ؟!!

جلس علي أقرب مقعد منه ونزع عيوناته وأطرق رآسه للخلف صامتاً لثوان ثم قال : من حبه صُغيرين .

جلست آمامه ووضعت المحرمة التي تمسكها جانباً ثم سآلته : عملت إيه ؟!!

أطلق زفرة قوية تكاد تُمزق قلبها وقلبه قائلا: أنا تعبت يا أمي ..والله تعبت

ديمانتياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن