الفصل الثالث 2

723 11 0
                                    

(سارة)... طالما رغبت بالتحرر من القيود التي تربطها منذ طفولتها.. لطالما رغبت أن تشعر بأنها حُرة نفسها تملك زمام أمور قيادة حياتها وكافة تصرفاتها ..تخرج ،تدخل تتحدث ،تصمت تأكل وتضحك وتبكي ...وتحب كيفما ووقتما تشاء ، دون أن يُملي عليها أحد رغبته ،أو أوامره ..

لكذلك إتبعت أن تُظهر عكس ما تُخفي ..وخاصة أمام والدايها وأقاربها ، أمامهم (سارة) الهادئة البريئة الخجولة الصامتة غير المُتكلمة ..التي تتبع الأوامر..

ولكن عندما تتخطي قدميها باب بيتهم تتحول إلي (سارة) المتحررة ..المتمردة ،و الجرئية .

حتي صدق والديها أن تربيتهم قد أحسنا فيها حُسنا ، ولكن التناقض في حياتها طالما يضعها في ضغط نفسي شديد ... واضعا إياها في حالة من حُب التملك والطمع رغبة في الحصول علي كل شيء حتي لو لم يآتي بالنفع لها ،ولكنها ستمتلكه ثم تزهده عندما تكتفي .

حتي بعد معرفتها بـ(حسن) ذلك الفتي الوسيم الجذاب.. الواثق غير المُبالي بشيء أو بأحد ، الذي يشغل عقول المئات من البنات في جامعهتا والجامعات المُجاورة ولا يُعطي وداً لإحداهن ..

ظلت فترة طويلة تُرمي بشباكها عليه بحجج بالية ،هي نفسها تُدرك أنها بالية غير مُجدية ، ومع ذلك كان يُعطيها إجابات علي تساؤلاتها مما أعطاها الأمل في المتابعة ..كم كانت تعشق رؤية الغيرة تشتعل في عيني الفتيات عندما يراهما معاً يتحدثان .. عندما تُدرك أن فٌلانه أو غيرها تُريد الإعتراف له بحبها ولكن يرفضهن جميعاً.. بطريقة مخزية ...أو عن كم سعادتها عندما عرفته علي صديقاتها (أميرة) و(راندا) وهي تري الإنبهار في عيونهن .. " ما (سارة) ماتوقعش إلا وهي واقفة" كم عشقت وقع تلك الجملة علي آُذنيها عندما سمعتها من (راندا) أول مرة تعقيباً عن رؤيتها لـ(حسن)

بدأت تشعر بـ لينه إتجاهها فبدآت هي بالشدة .

كانت مُتحمسة منذ البداية لتراه راكعاً لحُبها ... ويطلب إرتباطه بها ..حتي آتي اليوم عندما رن هاتفها في تمام العاشرة صباحاً .. آجابته ناعسه : ألو ...

بصوت ضاحك : ألو إيه .... إنتي لسه نايمة؟!

تطلعت علي الساعه في هاتفها وقالت فى مضض : إيه الساعة لسه عاشرة ؟.. والنهاردة مفيش جامعة .

- عارف.

- طب ما دام إنت عارف فيه إيه ؟!!

- هتعرفي لما نتقابل ... الساعة خامسة في كافيه (بينوس) تمام ؟

تثأبت وفردت ذراعيها لتستعيد بعض من النشاط وآجابته : تمام بس خليها علي الساعة سابعة عشان هقابل البنات علي خامسة.

- تمام ياستي إدلعي براحتك ...هستناكي علي سابعة في (بينوس) باي.

- باي

أغلقت المكالمة وألقت هاتفها ، وألقت بجسدها جواره وهي تضحك ..تعمل أن شباكها قد إصطادته ونالت ما تسعي إليه منذ عام ونصف فى الجامعة ... وفازت بما لم تستطع غيرها فعله ..

ولكن رغم مشاعر الحماس التي لازمتها طيلة فترة العام والنصف ،وبعد فرق خطوة تكاد تكون معدُومة لم تعد تشعر بذلك الفرح بل بدآ الملل يتخلل بعض الشيء في تلك العلاقة بالنسبة لها ..

إنه الجنون !!!

______________________

قُبلة!! ... أذلك كل ما يرغب به بعد بداية علاقتهم رسمياً !!...

بعد لقائهم في ذلك الكافيه مُنذ ما يقرب الأربعة أشهر حيث إعترف بحبه لها ، وعرف الجميع بقوتها فهي من فازت به في النهاية .. ولم تكن ترغب إخبار آهلها بهذه العلاقة بعد .. وظل الإرتباط في حدود دائرة الأصدقاء والجامعة ،ورجحت هي تآجيل الإرتباط الرسمي حتي إنتهاء الجامعة ..

ظلت تُظهر الدلال والحب والهيام ، وهو يُغرقها بالحب والدلال والهدايا ..

لكن ؟!!

هناك أشياء ترغب بها أكثر ، تلك الأشياء التي تُشبع تمردها وعصيانها للواقع المتناقض الذي تعشيه .. ترغب في الحب أكثر والدلال والهدايا .. ولكن قُبلة!!

ذلك اليوم الذي دعاها فيه لأحد حفلات أصدقائه في فيلا كبيرة في التجمع حيث إجتمعت تلك الفئه المُدللة من أبناء الأثرياء ، ذلك المجتمع الذي ينتمي له (حسن) وعشقته (سارة)

ظل الجميع يتراقص علي أغنام الأغاني الصاخبة الأجنبية ، ويتمايل الرجال والنساء كُلهم علي كُلهن ..

حتي شعرت بإثارة كبيرة ،وهي ترتمي في أحضان (حسن) مُتحججة بالرقص ،وهو لم يعد يتحمل أكثر .. أخذها من يديها بقوة ودخل لأحد الأماكن المغلقة في الفيلا .. وهي تتظاهر بالدهشة والإستغراب ، ولكن داخلها تصرخ من المُتعة واللذة ..

أمسكها ، وضعها أمام عينيه يتطلع علي كل شِبر في وجهها وكآنه يتأملها لأول مرة ، وعل إستعداد للبدء في رسم لوحة لها.. تتصنع الخجل ، ويتمسك بها أكثر قال لها خاجلاً: نفسي أبوسك .

هُنا تطلعت علي وجهة صامته بلا أي تعابير ..

قُبلة؟!!

كُلماترغب فيه هي فقط قبلة ؟!! .. وأي قُبلة تُريد .. القُبلة الأخوية أم الهادئة أمقُبلة أبوية ، أم قُبلة علي اليد ... ولما لا إذا كان كل ما ترغب فيه هو فقط قٌبلة؟!


ـُتبع ....

Enjoy ☺

ديمانتياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن