الجزء التاسع 2

574 10 0
                                    


- عرفتي ليه عملت كده ؟

وأمسكت كوب عصير الليمون ورشفت آخر قطرات فيه تتآمل تعابير (راندا) المصدومة ..

- إنتي بتتكلمي بجد ؟

هزت (أميرة) رآسها بنعم دون التحدث

- (سارة).... (سارة) تعمل كل ده ، أنا كُنت عارفه إنها قادرة بس مش كده ... طب وبعدين ؟.

- أنا عارفه إن كلامي كان قاسي عليها بس هي لازم تتغير.. عُمرها ما هتلاقي حد بيحبها زي (حسن) بجد.

- وإنتي فاكره إن كلامك معاها كده هيغيرها للأحسن !.

إقتربت (أميرة) من الطاولة لتواجة (راندا) مُباشراً : قصدك إيه ؟

تطلعت (راندا) علي النافذة بجوارها تنظر للشارع من خلفها ثم تنهدت قائله : هنشوف.

______________________

قادت (سارة) سيارتها في شوارع القاهرة دون وجهة مُعينة ، تقودها بغضب غير مُصدقة ما قالته (أميرة) عند مٌقابلتهم اليوم ، لا تستطيع إبتلاعها وهضمها ... وكآن الدراما في حياتها كانت تنقُصها؟

حسنا إذاً ..الجنون من يقودها !ربما!فليقُدها الجنون هذه المرة وما المانع ؟!

ولا لوم علي أي شخص يشعر ويقوده إحساسه نحو الجنون !

توقفت أمام أحد النوادي الليلية كانت الساعة حينها تُشير للعاشرة ..

ترددت في الدخول ... ولكن من يقودها الآن الغضب ، الحزن ... والجنون؟!!!

وله حُرية الحُكم علي تصرفاتها!

خطوات مُتعثرة حاولت تمالك نفسها ، لتُظهرها ثابتة واثقة ، وقفت أمام البار ..رآئها النادل وتوجه لها بإبتسامة عريضة مُشاغبة : مساء الفُل.. الجميل يؤمر بإيه ؟

إبتلعت ريقها بصعوبة ، وتلعثمت فأعاد عليها النادل سؤاله : ما الجميل فيه حاجة مزعلاه؟ تحب تشربي إيه ؟!

- ممكن عصير برتقان؟

نظر لها بإستهزاء : برتقان ...ماشي برتقان برتقان .

جلست علي أحد مقاعد البار الطويلة ، أخرجت هاتفها من حقيبتها .. ولا يوجد أي مُكالمة من أحد .. لتلك الدرجة ليست بذات أهمية عند أحد؟

(حسن) وتوضح غرضه من زواجها "الإنتقام" لما فعلته به سابقاً

ولكن (أميرة) لما هذا التغير المُفاجيء ؟ ولما الآن بالتحديد ؟

حتي (راندا) لم تُكلف خاطرها بالإتصال لتهدئه الوضع بينهما ..

ووالدايها رواية أُخري لا داعي لذكرها وتصدع عقلها بهم..

- عصير البرتقان فيه فيتامين سي كتير .

سمعت التعليق من الشاب الجالس بجوارها ولم تلتفت له .. شعرت بالتوتر والحرج ما هي بفاعله هنا ؟!!

كانت ترتجف وهي تتناول من العصير ، ودمعه خبيثة سقطت منها وهي تحاول أن تُخبئها ..

أعاد الشاب بجوارها الحديث وهو يفترسها بنظرات طويلة هادئه : وشك مألوف حاسس إني شوفتك قبل كده .

يالهذه الإسطوانة المُعتادة المشروخة التي يستخدمها الشاب ، إلتفتت له لتوبخه ويرحل عنها ، ولكنها وجدته شاب وسيم طويل وعريض بوضع مُتجانس ومتوافق ، شعره بُني داكن طويل قليلاً مُجعد .. عينيه حادتين ومن كثر رموش عينيه تظن للوهله الأولي أنه يضع كُحلاً للعين ..

وضعت قبضة يديها أسفل ذقنها في ميوعة تقول : وأنا كمان حاسه إني شوفتك قبل كده .

___________________

تُتبع ....

Enjoy ☺

ديمانتياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن