الفصل الرابع

729 13 0
                                    

ظل كل دقيقة يتطلع علي ساعته في مضض .. مضت أكثر من ساعة ولم تظهر بعد ، كان علي وشك المغادرة حتي ظهرت أخيراً ..

بعد مرور دقائق عديدة من الإعتذار المُتكرر قالت (راندا) : خلاص بقا يا (إياد) إضحك عشان خاطري ... عارفه إتأخرت عليك بس الشغل إنت عارف.

ضامً يديه أمامه وواضعاً ساق علي ساق صامتاً يستمع لإعتذارها ثم قال : خلاص يا (راندا) مفيش مشكلة ... المهم مش تعمليها تاني وتسبيني أستناكي كتير كده ... لو هتتآخري أوي كده قولي نآجل ميعادنا في وقت تاني .

وضعت قبضة يديها أسفل خدها تقول : خلاص ياعم ده إنت زعلك وحش بشكل .

ضحك .. وطلبا الطعام وظلا يضحكا حتي أخبرته بقرارها الجديد

توقف عن الآكل ونظر لها قائلا: إيه ؟!

- إيه ..إيه ؟

- إيه إلي إنتي قولتيه ده ؟

بلعت الطعام في فمها ورشفت بعض المياه ثم قالت : قررت أكمل دراسه بما إني بالفعل معايا ماجستير فهكمل الدكُتوراه بس من بره .

ألقي بمعلقته في غضب : وأنا فين من قرارك ده إن شاء الله !!.

- يا حبيبي مانا بقولك أهو

علا صوته قليلاً : بعد إيه يا (راندا) بعد ما قررتي وكمان من بره ؟!.

نظرت حولها في خجل وقالت هامسه : وطي صوتك شوية الناس بتتفرج علينا ... وبعدين ده لسه قدامه موال ياما .. ولسه أصلاً متقبلتش في المنحة المعروضة يعني...

أطرق بيده بقوة علي الطاولة : خلاص مش عاوز أعرف مادام إنتي قررتي كل حاجة لزمتي إيه دلوقتي ؟!

نظرت له في دهشه ،وتتعجب تصرفهُ الطفولي والغير لائق حيث يجلسان : إيه يا (إياد) شُغل العيال ده ...إنت عيل مانا قولتلك إللي فيها .. ومفيش داعي للحركات دي ومتنساش إحنا بره في مكان عام .

- أنا مش عيل أنا راجل ... ولو كنتي فاكرة إننا بعد الجواز هتمشي كلامك عليا تبقي بتحلمي .

- أفندم!!!!!

بصوت واثق آجابها : زي ما سمعتي كده .. وأنا مش شايف أصلاً موضوع الدُكتوراه ليه لازمه .

ظلت صامته تُحدق فيه مثل تمثال جامد لا يتحرك ، لا تُصدق ما تسمع " أنا الراجل ... كلامي يمشي ... وملهاش لازمة الدراسه " هل ذلك هو (إياد) الذي طالما أمطر عليها بكلامه الُمتحضر المُثقف الذي جذاباها إليه ، عن مزجه التدين والثقافة وأهمية العلم والتطور...

والآن ؟!!

من ذلك القابع آمامها ؟!!

قطعت شلال تفكيرها وهبت واقفة وأمسكت حقيبتها : أنا عوزة أمشي... ولازم أمشي دلوقتي ؟

تصنع الدهشة والهدوء : إيه حصل لكل ده ؟

بصعوبة بالغة حاولت منع نفسها من التزلزل آمامه : مش عوزه أتكلم عشان منغلطش في بعض أكتر من كده .. ممكن نمشي ؟

قام بالإشارة للنادل لدفع الحساب وسبقته هي للخارج تحاول السيطرة بقدر المُستطاع التنفس عن غضبها ، وكانت أشبه بكرة من النار تكاد تحرق كُل من حولها ...

وهنا رآته .. رآت (أحمد) يجلس مع فتاة ما في (كافيه) يضحكان ،لم تُميز ملامح الفتاة حيث كان ظهرها في وجهها ، وبعدها قاما معاً.... وعانقته الفتاة ؟!

ما هذا اليوم اللعين منذ بدايته ، مشاكل الدراسة ..ثم شجارها مع (إياد)... والآن الختام المسك مع (أحمد) ...

(أحمد شاكر) المثال الحي علي الشرف والأمانة والإحترام ، والعشق والإخلاص لـ(أميرة) يُعانق قتاة آخري وفي مكان عام هكذا وكآنهما لا يخشيان شيء.

خرج (إياد) يُخبرها أنه مستعد للرحيل معاً ، فآجابته في ثقة : لا شكراً يا باشمهندس أنا هروح لوحدي .

بغضب : إزاي هتروحي لوحدك ؟... أنا معايا العربية هوصلك .

- لا شكراً ... وهروح زي ما جيت ، وعموماً أنا طلبت "أُوبر ".

أنهت جُملتها ووصل سائق "الأوبر" فقال (إياد) بغضب عارم : (راندا) بلاش الحركات المُستفزة دي ،وتعالي يلا عشان أوصلك .

في تحد آجابته : وأنا قولتلك شكرا مش محتاجة ..

تطلعت للمرة الأخيرة للكافيه حيث (أحمد) .. ولم تجده ،فلابد آنه رحل ..

وركبت السيارة ورحلت هي كذلك تاركه (إياد) في مرحلة الغليان .

_____________________

دخلت غرفتها بغضب ،ألقت بحقيبتها و كُتبها علي أقرب كرسي لها ، ألقت بجسدها علي السرير..

دخلت والدتها عليها فازعة : مالك يا (راندا)؟ خير يابنتي إن شاء الله ؟.

لم تُجيبها (راندا) بشيء ،وظلت واجمة غاضبة ، وحزينة علي وشك البكاء .

تابعت والدتها تبكي : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ..ده إنتي كنتي خارجة الصبح فرحانة ومبسوطة ،وترجعي كده ؟

عدلت من جلستها ورمت بنفسها في أحضان والدتها تبكي بشدة ...

- مالك يابنتي؟! ...لا حول ولا قوة إلا بالله ..إيه حصل بس طمني قلبي الله يهديكِ

دامعة .. أخبرتها (راندا) ما حدث معهما منذ ساعات قليلة ... فعلقت والدتها واجمة : لا إله إلا الله .. هو عاوز يعمل فيها راجل من أولها ،ده كلام أمه أنا عارفه ... تلاقيها فضلت تلف وتدور عليه بالكلام إنك شخصية ومبتقبليش بأى حاجة وخلاص ،وعوزة تفردي شخصيتك عليه ..

وتابعت (راندا) : ومش بس كده يا (ماما) ده أنا شوفت ...

وقطعت عبارتها دون أن تُتابع فعلقت والدتها : شوفتي إيه يابنتي ؟!

غاصت (راندا) في أحضان والدتها أكتر : ولا حاجة ... ولا حاجة .

_____________________

تُتبع....

Enjoy ☺

ديمانتياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن