الجزء الخامس 3

669 12 0
                                    

خلي البيت من المُعزين بعد أن سمع منهم الرُبع كاملاً ، ومنهم من سمع سورة ورحل ... ولكن قد خلا الوقت منهم جميعاً ولم يتبقي غير (أميرة) تحاول مواساة (أحمد) ..

كانت تتحدث علي الهاتف في الصالة بينما (أحمد) في غرفته قائله : معلش يا (راندا) هتعبك معايا ، هخلي (جميلة) معاكي النهاردة .

ليُؤتيها صوت صاحبتها من الهاتف : علي إيه بس ؟... خلي بالك علي (أحمد) وربنا يلهمكو الصبر والسلوان .

حاولت (أميرة) منع بكائها تقول : إدعيلنا يا (راندا) .

- خلاص مش هطول عليكي وروحي شوفيه ... البقاء لله .

- البقاء والدوام لله .... مع السلامة .

أغلقت الهاتف وخلعت حجابها عن رآسها ودخلت إلي الحمام لتمسح دموعها وتُحاول أن تتماسك حتي لا تزيد الحُزن علي (أحمد)، بعدها توجهت للمطبخ وأعدت بعض من الطعام ليتناوله ، حيث لم يتناول شيء من الأمس عند وفاة والدته .

دخلت للغرفة المُعتمة ووضعت الصينية الممتلئه بالطعام علي الطاولة وتوجهت له تقول باسمه : إيه ده من إمتي بتحب الظلمة كده ... بتداري علينا حلاوتك يعني .

بصوت أهلكه البُكاء والحزن قال : وهو فاضل في حياتي غير الظلمة .

وضعت يديها علي قلبها غير مُصدقة قوله ، جثت علي رُكبتيها أمامه واضعه كفيها علي ركبتيه تقول بحزن : لا إله إلا الله ... ليه تقول الكلام ده بس يا حبيبي .

حني رآسه فجآه للأسفل ليكون في مواجهة وجهها يصرخ : عشان ... عشان

" إستحمل لو مش عشانها ..يبقي عشاني "

توقف عن التكملة يتذكر كلمات والدته الأخيرة ، تعجبت تتسائل : (أحمد) مالك ؟.... لو فيه حاجة قولي ، أنا عارفه موت طنط - الله يرحمها - متأثرين بيه كلنا ، وإنت أكترنا .. بس عمرك ما تنسي أنا جنبك ومعاك وهفضل طول عمري جنبك ومعاك .

تطلع علي عينيها العسليتين التي طالما عشق النظر لهما ، وبعدها عانقها بقوة يكاد يعتصرها ، ضحكت حاولت أن تلتقط أنفاسها مازحه : طب براحه لأموت في إيديك .

أمسكها من كتفيها بقوة يقول غاضباً : إياكٍ مش عاوز أسمع كلمة موت منك تاني .. ده أنا مفضلش ليا غيرك .

مسحت وجهه بيديها في حب تقول : أنا و(جميلة) معاك .

ضمها مجددا لصدره وهذه المرة كان يبكي ، همت لقول شيء ولكن تركته يبكي في صمت .. بعد بضع دقائق ، نظر لعينيها مجددا ثم قام بتقبيلها .

في خجل وضعت رآسها أسفل ذقنه، رفع ذقنها ونظر لها في حب يقول : أنا بحبك .

قالت في خجل : وأنا بحبك أكتر من أي حد في الدنيا .

ثم قامت هي بتقبيله ، عانقها وقبلها ثانية ..

وكان اللقاء الحميمي بينهم مرساة له وثبات بما يملك ، وحب وعشق مازالا مستمرين لها .

_______________________

قابعة خلف حاسوبها الذي ظل مرافقً لها طيلة تلك الفترة منذ إنفصالها عن (حسن) وإنشغال صديقاتها عنها ،فلم تجد ونيس لوحدتها غيره ..

دخلت عليها والدتها تضحك ويظهر علي وجهها علامات الفرح فإستغربت (سارة) تتسائل : مالك يا ماما إيه الحاجة اللي مفرحاكي أوي كده ؟.

بوجه بشوش مبتسم سعيد آجابتها : أوي يا (سارة) أوي .

- طب خير ماتقوليلي عشان أفرح معاكي .

في خبث آجابتها والدتها : طبعا لازم تفرحي إيش حال ده فرحتك أصلا

تملكت الدهشة والإستغراب ملامح (سارة) : يعني إيه مش فاهمه ؟!!!

- يعني جالك عريس إيه بسم الله ما شاء الله حاجة عظمة ..

توقفت عن بحثها الإلكتروني غاضبه صاحت وهمت واقفه تقول : إيه عريس؟!!.... وده مين إن شاء الله ، وأنا قولت مش هتجوز كده .

فصاحت والدتها تقول : مش لما تشوفيه الأول؟! ده واحد الله أكبر مستوي عالي وعنده فيلا وعربية وبيشتغل في شركة باباه ... أبوه عنده شركة ... والله أنا خايفه لأحسدك أنا ؟ أصل ما بيحسد المال إلا صحابه .

- فيلا إيه؟ ... وعربية إيه؟....وحسد إيه ؟ أنا مالي بده كله ومش عوزه أتجوز بالطريقة دي ، وإن شاء الله عنده مال الدنيا هو أنا بيعه .

وقفت والدتها راحلة وقبل أنا تخرج من الغرفة قالت : بصي بقا بطلي دلع إنتي كنتي الأول بتتحججي بالجامعة بس دلوقتي خلصتي ومن سنة كمان وقاعدة لا شغله ولا مشغله ، وبعدين بتتأنتكي علي إيه ده لما يشوف مستواكٍ هيغير رآيه ، وهو بالمستوي ده .

غادرت والدتها الغرفة وهي تصفع الباب بقوة زلزل (سارة) وأقعدها علي سريرها تاركه إياها في عمقِ الأسئلة وتحاول معرفة الأحداث التي تجري معها...

متي ؟.

. وكيف ؟

وأين ؟ حدث كل هذا

________________

تُتبع .....

Enjoy ☺

ديمانتياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن