الجزء الأخير5

362 9 0
                                    


نفس المشهد يتكرر من الجديد ولكن مع نقص فرد وزيادة أوجاع ... (أحمد) الجالس علي كُرسي الإنتظار في المشفي .. دون والدته لتقرآ القرآن لتهدئته.. كم كان يتمني أن تكون حاضره الآن، لتضمه وتُطمئنه ، لتخبره أن المشاكل مهما كَبُرت لها الحل ، أن تُلهم قلبه الصبر والسلوان ، أن تزرع الأمل وتنزع الألم ، أن يسمع دعوات قلبها، ويري سماحه وجهها فيعرف أن كُل شيء سيهون ..

ومعه كلاً من (أمجد) و(راندا) و(سارة)

خرج الطبيب من غُرفتها وعلامات قلق واضحة عليه .. ونقلها إليهم كذلك .. أزاح نظاراته ووقف صامتاً لثوان كانت كالدهر لهم ثم قال : للأسف إنهيار عصبي حاد ... ايه اللي حصل بالضبط ؟ ... وايه الطريقة اللي قولتها فيها الحقيقة ؟!!

تطلع كلاً من (راندا) و(سارة) لبعضهن غير مُدركين بما حدث .. وتوجه (أمجد) للحائط خلفه سانداً ظهرا عليه غاضبا ... بينما بلع (أحمد) ريقه بصعوبه وتابع الطبيب : هتفضل تحت المراقبة 48 ساعة ومن غير ما حد يدخل لها تماما ...

ثم أمسك بدفتر ملاحظاته مُتابعا: وفيه موضوع تاني .

فأسرع (أحمد) مُتسائلاً: خير يا دكتور؟ .

- للأسف .. المدام حامل ؟!

______________________

شهر مضي والكل يغلق الباب علي مُعاناته ، الزوج الكاذب الآثم .. الصديقة التي كانت تتلقاه تلقي المُحبين ،والتي تتفهم النفوس وتلعب بقلوب من حولها...

الصديق المُغفل غير العالم سوي بـ نذواته المتعددة ..

الأخت أو هكذا ظنت نفسها التي تُحاول أن تُحافظ علي سلامة صديقتها وآختها بالكذب ..

والأخيرة التي تُريد الحصول علي كل شيء ، وحصلت علي اللاشيء

ربما لا يهُم ، ربما (أحمد) أحسن بجبنه وهروبه وإن كانت الدنيا قد دللته فلم يعد قادراً إلا علي نهل رحيقها من دون شقائها ..

و (ياسمين) التي أصبح بداخلها كراهية سوداء بغيضة، التي ما أن تمس القلب حتي ينتشر سوادها كسرطان ، وهو إن إسود ماتت الروح

(أمجد) دوما ما إستنقصته (ياسمين) ،دوما ما كانت _ لسبب لا يعلمه _ فوقه ، ما الذي يجعلها مطمئنه دوما وأبدا بأن الناظر إليها سيحسده عليها؟ وهو قطعا أقل مستوي من الرجل العادي ، في نظرها علي الأقل ؟ لذلك بحث عن من يكسر ذلك التفوق ؟ ولكن كسرهُ هو !

(سارة) المغرورة دائما التي ترفض الشعور بالضعف ، ولكنها أكثر الناس ضعفاً ، وحاجة للمساعدة

(راندا) التي أخذت عُزلة أشهر بعد إنفصالها ، تتمايل كورقة في قلب عاصفة ، قلبها يصر علي البقاء في نوبات الماضي ،وعقلها يرفضه

تجمع أربعتهم في المكان الذي حدده (أحمد) كلاً منهم يبكي بداخله علي ويلاه ..و لم تحضر (ياسمين) بعد ..

ظل الصمت هو سيد الموقف بين (أحمد) (أمجد) (سارة) و(راندا) ..كلاً منهم يريد التكلم أولاً ولكنه يخاف ويخجل ولا يقوي علي النطق ولو حرفاً واحداً .. للأسف ليس كل ما يتمناه المرء يدركه هكذا إكتشف كل واحداً منهم ولكن بطريقة خاصة .. طريقة خادعة ،كاذبة ، صادمة ،موجعة ،وجنونية..

بعد ما يزيد علي ربع ساعة علي صمتهم .. قالت (سارة) : وبعدين هنفضل قاعدين كده ؟ .. و(أميرة) في المستشفي لوحدها

لتُجيبها (راندا) بغضب عاصف : لا متقوليش إنك خايفه عليها أووي دلوقتي؟

- وماخفش عليها ليه بقا ؟!

بسخرية وكآنها تتذكر آجابتها (راندا) : يمكن عشان كلامك إلي كان زي الزفت ليها عن أنانيتها ونسيتي أنانيتك إنتي ... عن حُبك لجوزها وده بالمناسبة مش حقيقي بس عشان تكسري قلبها وتوجعيها ؟.. كرهك الشديد ليها كل ماتشوفيها بتضحك ومبسوطة عشان نقص فيكي إنتي..

لتُقاطعها (سارة) واقفه من مقعدها بحدة : أنا اللي أنانية وحقودة صح ؟ ..أنا إللي فضلت أكذب عليها الفترة دي كلها ببنتها وكل لما آجي وأتكلم توقفيني ... أنا إللي شوفت (أحمد) و(ياسمين) سوا ومرضتش أقول ليها بحجة إني خايفة علي نفسيتها ... أنا أم القيم والمباديء والشعارات وكلام الجرايد ده ..وأكتر واحدة زبالة بتخبي وتكذب .

همت (راندا) باكية واقفه من مقعدها هنا تدخل (أمجد) مُحاولاً إيقافهن فصاحت به (سارة) : الله يكرمك متجيش إنت وتعمل فيها صاحب المباديء .. وإنت بالذات ..

فجحظ عيناه مُحاولاً تمالك أعصابه فتابعت : أه إنت تحب أتكلم دلوقتي؟؟ ..مين إلي كان بيبعت الرسايل لـ(راندا) ؟ مين إلي كان بيساعدها إنها تطلع من الصدمة القاسية اللي كانت بتمر بيها ... مين ؟

_____________________

تُتبع .....

Enjoy ☺ 

ديمانتياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن