ثمة أشياء لا تنبغي أن تعود كما كانت في البداية ، ثمة أشياء تُقتل بداخلنا !
تُقتل بلا أمل في إيحائها من جديد ، هٌنالك أشياء تفقد معناها ورونقها عندما تفسد وتُحاول إعادة إصلاحها فمن الأفضل تركها والبدء من الجديد بدونها..
وقف (أمجد) يتأمل صمت (ياسمين) المُزعج ، يحاول الكلام ثانياً ، ولكن دون جدوي بعد حديثها معه عن إنتهاء العلاقة بينهم نهائياً ولا يوجد أي إحتمال لعودتها
هب من مقعده ..نظر لها بحدة ورحل من مكتبها وقبل أن يخرج أوقفته قائله : باشمهندس (أمجد) ياريت نلتزم بالشغل وماندخلش العلاقات الشخصية هنا تاني .
إلتفت لها غاضباً ، منع نفسه من الكلام مُجدداً ..
بالتأكيد ثمة أشياء لا تنبغي عودتها !!
ولكنه لن يترك الأمر يمر مرور الكِرام؟
_________________
أمسكت هاتفها المحمول وطلب رقم (أحمد) ثوان من التناغم الموسيقي المُلل المُزعج الذي يسمعه المُتصل ، ثم آتاها صوته مُتعب : ألو.
- صباح الخير يا باشمهندس كُل ده نوم ؟.
ليأتيها صوته المُتعب : لا نوم ولا حاجة ... عندي شوية برد بس .
- لا ألف سلامة ..ده أنا أجيلك بالموز والبرتقان حالاً
ضحك بصوت هاديء : تسلمي (أميرة) معايا وواخده بالها مني .
صمتت طويلا حتي قال : فيه حاجة يا (ياسمين) ؟!
إبتعلت رده البارد وقالت مازحه مٌتحامله : يعني مينفعش أكلمك غير لما يكون في حاجة !.... عموماً في حاجة كُنت عوزاك فيها ممكن نتقابل في نفس المكان علي الساعة 6 ...تمام معاك ولا ؟!!
- لا تمام ... نتقابل هناك 6 إن شاء الله ..سلام
وأغلق الخط ، ضربت بكفيها علي الطاولة وإنفجرت ترمي بأوراقها علي الأرض .
دخلت السكرتيره فجآه دون أن تطرُق الباب : خير يا باشمهندسة في حاجة ؟.
بعصبية ينقُصها الصوت العالي : ومين سماحلك تدخلي من غير ما تستأذني؟ ..إتفضلي علي مكتبك وياريت ميتكررش تاني التصرفات دي.
خرجت السكرتيرة مُسرعة والدموع تملأ مُقلتيها دون النُطق بحرف واحد .
_____________________
قلبها يؤلمها ، يؤلمها الشعور بالفراغ القاتل الداخلي ..
تصرخ دون صوت ، ولا يشعر بها أحد ، ولا يستطيع أحد سماع إستغاثة صمتها ..
أو ربما لا يتوقع أحد أن تكون المرآة القوية المغرورة والعنيدة تُعاني .
دائما ما تضع لنفسها الحدود في التعاملات ولكن ... لما يصر علي مُعاملتها هكذا وهو من يحتاجها ويحتاج مُساعدتها؟!! .
وحتي الأن كان ومازال بارداً وهناك خواء بداخله لها ..
هنالك ثلج قابع في روحه ، لا يُحرك ساكناً وكأنها شبح ..
أم أنها وحدها من إستطاعت أن تُذيب ذلك الثلج ، وتدخل قلبه ثم تغلقه مُجددا لأي شخصاً خارجاً .
ظلت في دوامة الأسئله والغضب بداخلها يتناقشان حتي آتي .
- مساء الخير إتآخرت ؟
- لا أبداً أنا لسه واصله
تطلع حوله ولم يجد الكثير من الزبائن في المقهي فقال مُعلقاً: الناس مابقتش تحب تنزل كافيهات ولا إيه ؟
لم تُعلق علي كلامه بل ظلت تتآمل في وجهه بحده ..
شعر بمُراقبتها له فقال خجلاً: فيه حاجة ؟!
إنتبهت له فهزت رآسها ثم قالت : أبداً شوية دراما مع (أمجد) !
إنتبه للموضوع أكثر عند ذِكر إسم صديق دراسته فقال : إنتو لسه زعلانين من بعض ؟!.
- إحنا مش زعلانين .
- أومال إيه بقا ؟!
تسائل ...فرددت بهدوء بارد وهي تضُم يديها أمام صدرها : إحنا إتطلقنا .
بإندهاش إنزعج (أحمد) : إتطلقتوا ... لا إله إلا الله ... ليه بس ده بيحبك ؟، وأنا مُتأكد من كده .
نظرت له لثوان ثقيلة علي قلبها ثم قالت بسُخرية ممزوجة بالألم : فيه حاجات إنت طلعت مش مُتأكد منها للأسف .
- مش فاهم ؟!.
- ياعم ... ولا يهمك ، إتفضل
وأخرجت حقيبة سوداء بداخلها بُرتقال .
فنظر للحقيبة بدهشة ثم قال ساخراً : وإيه ده بقا إن شاء الله ؟.
- ثلاثة كيلو بُرتقان عشان صحتك يا فندم.
- بتهزري ؟!!
أشارت علي جسدها ذهاباً وإياباً قائله: وده منظر واحده بتهزر برضو؟ .
وهَم الإثنان يضحكان علي الموقف الساخر
وفي الجانب الآخر الشخص القابع في رُكن بعيد يرتدي طاقية ونظارة شمس لُتداري ملامحه ، ولكن لم تستطع إخفاء غضبه الذي يكاد يفضحه
فما هو إلا (أمجد) الذي همم في نفسه : عشان كده كُنتي مًصرة علي الإنفصال ... أنا بقا لما أسيب ... الكُل لازم يسيب .
________________________
تُتبع....
Enjoy ☺
أنت تقرأ
ديمانتيا
Roman d'amourقال : الليالي جميعها باردة قميئة كئيبة ، الحياة لم يعُد لها طعم ، كله أصبح مُشابه ، لم يُعد للطعام طعم ، والموسيقي أصبحت نشاز غير مُتناغم .. أرغب بالإنتحار ولكن تلك الرفاهية المؤقته يقبع خلفها عذاب مُقيم و أبدي ... لقد خذلت الكثير ..أعرف ،ولكن أكثر...