الفصل العاشر

563 11 0
                                    


ثمة أشياء لا تنبغي أن تعود كما كانت في البداية ، ثمة أشياء تُقتل بداخلنا !

تُقتل بلا أمل في إيحائها من جديد ، هٌنالك أشياء تفقد معناها ورونقها عندما تفسد وتُحاول إعادة إصلاحها فمن الأفضل تركها والبدء من الجديد بدونها..

وقف (أمجد) يتأمل صمت (ياسمين) المُزعج ، يحاول الكلام ثانياً ، ولكن دون جدوي بعد حديثها معه عن إنتهاء العلاقة بينهم نهائياً ولا يوجد أي إحتمال لعودتها

هب من مقعده ..نظر لها بحدة ورحل من مكتبها وقبل أن يخرج أوقفته قائله : باشمهندس (أمجد) ياريت نلتزم بالشغل وماندخلش العلاقات الشخصية هنا تاني .

إلتفت لها غاضباً ، منع نفسه من الكلام مُجدداً ..

بالتأكيد ثمة أشياء لا تنبغي عودتها !!

ولكنه لن يترك الأمر يمر مرور الكِرام؟

_________________

أمسكت هاتفها المحمول وطلب رقم (أحمد) ثوان من التناغم الموسيقي المُلل المُزعج الذي يسمعه المُتصل ، ثم آتاها صوته مُتعب : ألو.

- صباح الخير يا باشمهندس كُل ده نوم ؟.

ليأتيها صوته المُتعب : لا نوم ولا حاجة ... عندي شوية برد بس .

- لا ألف سلامة ..ده أنا أجيلك بالموز والبرتقان حالاً

ضحك بصوت هاديء : تسلمي (أميرة) معايا وواخده بالها مني .

صمتت طويلا حتي قال : فيه حاجة يا (ياسمين) ؟!

إبتعلت رده البارد وقالت مازحه مٌتحامله : يعني مينفعش أكلمك غير لما يكون في حاجة !.... عموماً في حاجة كُنت عوزاك فيها ممكن نتقابل في نفس المكان علي الساعة 6 ...تمام معاك ولا ؟!!

- لا تمام ... نتقابل هناك 6 إن شاء الله ..سلام

وأغلق الخط ، ضربت بكفيها علي الطاولة وإنفجرت ترمي بأوراقها علي الأرض .

دخلت السكرتيره فجآه دون أن تطرُق الباب : خير يا باشمهندسة في حاجة ؟.

بعصبية ينقُصها الصوت العالي : ومين سماحلك تدخلي من غير ما تستأذني؟ ..إتفضلي علي مكتبك وياريت ميتكررش تاني التصرفات دي.

خرجت السكرتيرة مُسرعة والدموع تملأ مُقلتيها دون النُطق بحرف واحد .

_____________________

قلبها يؤلمها ، يؤلمها الشعور بالفراغ القاتل الداخلي ..

تصرخ دون صوت ، ولا يشعر بها أحد ، ولا يستطيع أحد سماع إستغاثة صمتها ..

أو ربما لا يتوقع أحد أن تكون المرآة القوية المغرورة والعنيدة تُعاني .

دائما ما تضع لنفسها الحدود في التعاملات ولكن ... لما يصر علي مُعاملتها هكذا وهو من يحتاجها ويحتاج مُساعدتها؟!! .

وحتي الأن كان ومازال بارداً وهناك خواء بداخله لها ..

هنالك ثلج قابع في روحه ، لا يُحرك ساكناً وكأنها شبح ..

أم أنها وحدها من إستطاعت أن تُذيب ذلك الثلج ، وتدخل قلبه ثم تغلقه مُجددا لأي شخصاً خارجاً .

ظلت في دوامة الأسئله والغضب بداخلها يتناقشان حتي آتي .

- مساء الخير إتآخرت ؟

- لا أبداً أنا لسه واصله

تطلع حوله ولم يجد الكثير من الزبائن في المقهي فقال مُعلقاً: الناس مابقتش تحب تنزل كافيهات ولا إيه ؟

لم تُعلق علي كلامه بل ظلت تتآمل في وجهه بحده ..

شعر بمُراقبتها له فقال خجلاً: فيه حاجة ؟!

إنتبهت له فهزت رآسها ثم قالت : أبداً شوية دراما مع (أمجد) !

إنتبه للموضوع أكثر عند ذِكر إسم صديق دراسته فقال : إنتو لسه زعلانين من بعض ؟!.

- إحنا مش زعلانين .

- أومال إيه بقا ؟!

تسائل ...فرددت بهدوء بارد وهي تضُم يديها أمام صدرها : إحنا إتطلقنا .

بإندهاش إنزعج (أحمد) : إتطلقتوا ... لا إله إلا الله ... ليه بس ده بيحبك ؟، وأنا مُتأكد من كده .

نظرت له لثوان ثقيلة علي قلبها ثم قالت بسُخرية ممزوجة بالألم : فيه حاجات إنت طلعت مش مُتأكد منها للأسف .

- مش فاهم ؟!.

- ياعم ... ولا يهمك ، إتفضل

وأخرجت حقيبة سوداء بداخلها بُرتقال .

فنظر للحقيبة بدهشة ثم قال ساخراً : وإيه ده بقا إن شاء الله ؟.

- ثلاثة كيلو بُرتقان عشان صحتك يا فندم.

- بتهزري ؟!!

أشارت علي جسدها ذهاباً وإياباً قائله: وده منظر واحده بتهزر برضو؟ .

وهَم الإثنان يضحكان علي الموقف الساخر

وفي الجانب الآخر الشخص القابع في رُكن بعيد يرتدي طاقية ونظارة شمس لُتداري ملامحه ، ولكن لم تستطع إخفاء غضبه الذي يكاد يفضحه

فما هو إلا (أمجد) الذي همم في نفسه : عشان كده كُنتي مًصرة علي الإنفصال ... أنا بقا لما أسيب ... الكُل لازم يسيب .

________________________

تُتبع....

Enjoy ☺ 

ديمانتياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن