الفصل الحادي عشر 2

531 11 0
                                    

كلماتها كالصاعقة التي ضربت طفلاً يبكي ، وساد الصمت ..

بكلمات مُتقطعة قال : (هند)... أنـ...أنا ..

-إسكُت وإسمعني .

وافق بـ إنهزامية علي طلبها ...فقالت : عارف إيه الفرق بين السعادة والراحة ؟

إستغرب من سؤالها ذلك ؟، وما علاقته بما يتحدثان عنه ؟

لم يُعلق فتابعت: السعادة في إنك تلاقي حلمك وتحققه ، وتعيش فيه زي ما إتمنيته ، السعادة ممكن تكون في رحلة في فيلم في سيجارة في جنس لحظة بتحس بيها بسعادة.. بنشوة ، بحاجة كده عوزه تخليك تتنطط مكانك ...بس لحظة عابرة ومش بتدوم وبتختفي ، وبتنتهي بسُرعة ...

السعادة بتكون في الحاجات المُغرية المُلفتة اللي بتكون كده برضو عند كُل الناس ..

يعني ممكن تشتريها !!

بس الراحة ..الراحة غير ، الراحة إنك تلاقي نفسك عايش في واقع غير إللي إتمنيته أو إتوقعته ،مُختلف تماما عن الأحلام والخطط إلي كانت في خيالك ..لكن الواقع ده أفضل ومناسب ليك وملائم أكتر من أي حاجة إتمنتها ...

دي بقا علاقتي بيك ، عمري ما شوفتك ، ومن غير زعل مش عوزه أشوفك ، عيزاك تفضل بالصورة إلي رسمهالك ...

فيه جملة في رواية عجبتني " أريدها لا تعرفني ولا أعرفها ، لا من شيء إلا لأنها تعرفني وأعرفها "

حابه ضعفك ، حُزنك ، إِحتياجك ، وشوقك ، حابه الطفل إلي مبيظهرش لحد غيري – وأنا متُأكده من ده _ ... عارفه بل واثقة إنك في واقعك غير ، آه خذلت ناس كتير ، ولسه بتخذل ناس ، وأكتر حد بتخذله إنت ؟!!

عارفه إنك مبين للناس قوة وجبروت محصلش ، بس إنت لو حد خدك في حضنه وطبطب عليك ، مش هتبطل عياط ونحيب ..

وعارفه إنك ضيعت حاجة كبيرة وغالية بقوتك المُصطنعه دي ، ومتزعلش مبقاش ينفع ترجعه تاني ، إللي راح راح ، وإللي جاي لازم يكون بمزاجنا وعلي كِفنا ... لازم تكمل صح ، قوم وقاوم وحارب ، أنا لو بإيدي دلوقتي أمسك التليفون وأطلُب (إياد) وأفضل أتخانق وأزعق فيه هعملها بس دي هتكون بس مُجرد سعادة مؤقته ، وبعدها هزعل وهضايق أكتر وأقول يارتني ما كلمته ....

ضحكت وأكملت : أنا عارفه إنك إتخضيت لما قولتك بحبك !... رغم إن أنا أول واحدة كُنت حاطه الشرط ده "ممنوع نحب بعض ..إحنا بس بنريح بعض " بس أنا حبيت (طارق) إللي مش إسمه (طارق) ، الضعيف اللي مبين للناس كُلها إنه (هرقل) ،بس هو الباكي إللي عُمره ما ورا حد دمعته .... مش كده برضو يا (طارق) ؟!!

سَمعت صوت ضحكته وقالت : أيوه كده إضحك ، أنا مش عوزه أحُطلك هم فوق همومك ، ولا أحزان زيادة ... أنا عوزاك زي ما إنت معايا ، وزي مع الناس بره زي ما إنت ...بس الإنسان إللي بيدور علي الراحة ، ومش السعادة...

ديمانتياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن