الفصل الأول 2

836 12 0
                                    

فتحت عينيها فجآه وتطلعت حولها قائله في تعب : أنا فين ؟..أنا..

أمسكتها السيدة (فردوس) بلطف قائله: إنتي في المستشفي يا حبيبتي ..

ما أن سمعت كلمة المستشفي حتي وضعت يديها علي بطنها في تعب ،وإعياء شديد :البيبي...كويس؟!!...أنا لسه في السابع ..أنا...

- إهدي يا بنتي ...كل حاجة بخير والحمد لله ..إنتي كويسة .

في رجاء سآلتها: طب يا طنط بالله عليكي بنتي كويسة؟!!

قبل أن تُجيبُها دخل (أحمد) الغرفة فسآلته في قلق :إيه الأخبار ؟

آشار لها برآسه ،فقبلت (أميرة) وخرجت بعد أن ضمت ولدها لصدرها دامعه ...

________________________

بخطوات ثابتة تمشي ..واثقة والكل يلتفت إليها ،تُثير شهوة الرجال ،وحسد النساء ..لم تكن (ياسمين) بالجمال الصارخ ولكن رقة ملامحها وأناقتها وثقتها تُجذب كل من حولها ..

صوت حذائها يقطع صمت المكتب الذي تدخله فيلتفت الكل لها وكآنها تتعمد لفت الأنظار إليها ،تدلف لمكتبها وخلفها عم (سيد) ساعي المكتب ..

وضعت حقيبتها علي مكتبها وجلست علي الكُرسي القابع خلفه .

قال الساعي في توتر : تؤمري بحاجة يا مدام (ياسمين) ؟

في غضب هادئ أجابته: الباشمهندسة (ياسمين) ياعم (سيد) ودي آخر مرة هلفت نظرك علي الموضوع ده..

- آسف والله يا فندم..أنا..

قاطعت جملته سائله : الباشمهندس (أمجد) وصل ؟

- لسه يا باشمهندسه .

في سخرية قالت : كالعادة طبعا ....تمام إعملي القهوة بتاعتي .

خرج عم (سيد) والعرق يتصبب منه كم يخشي الجميع تلك المرآة بحق ،بينما جلست هي صامتة للحظات ثم فتحت أحد أدراج المكتب لتُخرج إطار يحمل صورة لأربعة أشخاص "هي بشعرها البُني القصير أنا ذاك ،و(أميرة) بحجابها و(أحمد) وذلك البائس (أمجد).

تحسست الصورة وهي تقول في آسي: وده بقا حالنا بعد سبع سنين .

فُتح باب مكتبها فوضعت الإطار بسرعة للدرج ،فدخل شاب طويل وسيم يرتدي بذلة رسمية بدون ربطة عُنق ، أول زُراريا من قميصه لم يغلقهما لتُظهر سلسلة من الفضه تتدلي علي رقبته ، لديه ذقن خفيف تزيد من وسامته ..

جلس دون إستآذان وقال في مرح :صباح الفل يا (ياسمين)

في إشمئزاز آجابته : الباشمهندسة (ياسمين) .

فتابع بذات المرح: هو حد برضو يقول لمراته حبيبته يا باشمهندسة؟.

في برود تطلعت عليه وآجابته : أولا ده مكان شغل مش قهوة إحنا هنا في شركة مُحترمة ثانيا طليقتك مش مراتك ..مش تنسي دي كويس.

تجحظ عيناه وهو يقول في حزم : لأ مش طليقتي ...مراتي ودي مشاكل بسيطة وهتتحل يا باشا .

نظرت له في إشمئزاز : باشمهندس (أمجد) لو هتتكلم في حاجة غير الشغل هضطر أرفع عليك شكوي بإنك بتضيع من وقت العاملين هنا .

في غضب :عوزه مني إيه؟

- أيوه كده ركز معايا...مبدئيا كده فين التصميم الجديد ؟ لازم يتراجع لإن صاحب الشقة عاوز يبدآ فيها...ثانيا إجتماع مجلس الإدارة الأخير متبلغتش بيه ليه؟ ولا حتي وصلتلي قرارات الباشمهندس (حسين).

- اوكيه بالنسبة للتصميم أنا راجعتهو...

قبل أن يُكمل قاطعته في حدة : وده من ايه إن شاء الله !،علي أساس شغلي هنا إيه؟

في بلاهه آجابها: ما أنا وإنتي واحد فقلت ...

لتُغمض عينيها وعلي وجهها علامات إشمئزاز وإمتعاض : باشمهندس (أمجد) أنا هنا مبهزرش...لم تُكمل عباراتها وطلبت رقماً وبعد لحظات تكلمت بجدية : باشمهندس (صبري) بعد إذنك بقدم شكوي عن الباشمهندس (أمجد) لإنه مش شايف شغله كويس ده بالإضافة إن ورق التصميم الأخير مش موجود في مكتبي ولازم نبعته بكره..

ظلت تتحدث للحظات ثم أنهت المكالمة وترمُق (أمجد) في إستهزاء...

وقف (أمجد) في بداية المكالمة وكان في قمة توتره يضع يديه علي خصره والجاكت مُنزاح خلفهما،يتحرك بقدميه خطوة للخلف والأمام كثور يستعد للخوض .

بعدها توجه للباب وزفر ضحكه قائلا: تمام أوي يا باشمهندسة.

________________________

عندما صفع الباب خلفه ألقت بقلمها علي المكتب بحدة وإلتفتت بكُرسيها لتواجه نافذة المكتب مواجهه السماء ،زفرت بقوة ..لا تعلم لما آعجبها (أمجد) هذا عن دون الشباب في الجامعة ..كانت حُلم نصف شباب الدفعة والنصف الآخر؟ ...أجل هي لم تكن تتمني أن تكون حُلم النصف الأول بل الآخر الذي إختار غيرها ..

عندما علمت قررت أن تنتقم مِن من؟! ربما من نفسها ...قررت أن ترتبط بذلك المرض الذي يُدعي (أمجد) ....

كانا صديقين منذ البداية تعلم آلاعيبه تماما ونزواته....

، لم يكن هناك ما يُثير إنتباهها .. أو حتي دهشتها؟ تعرفا منذ اليوم الأول في الجامعة ربما وسيم ،يتسم بالعضلات .. خفيف الدم قليلا ..يُجذب معظم فتيات الجامعة إلا هي...

هي؟؟!! لم يثير إنتبائها غيره، هو؟؟!! لما لم يثُيرها أحد غيره.. لما هو ؟!!...لذلك عاندت نفسها بعدما إختارها هي.. وأصبحت مع اللعوب

إنه الجنون

___________________________

تُتبع....

Enjoy ☺

ديمانتياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن