الجزء التاسع

581 10 0
                                    

(أميرة)... (أميرة) ..ظلت (راندا) تُناديها لتُوقفها ، ولكنها لم تتوقف ، فأمسكت بيديها تلهث بعد أن ركضت ورائها تقول مازحه : لأ الواحد عاوز يعمل رياضة الموضوع كده مُخجل الصراحة ... الحبه دول جري وبلهث كده .

إبتسمت (أميرة) لتعليق (راندا) الساخر ، وشكلها المُضحك وهي تلتقط أنفاسها بصعوبة ..

بإستغراب تسائلت : طب مانتي كويسة أهو .... إيه إلي حصل من شوية ده ؟

_____________________

جلسا في مقهي آخر بعد أن أصرت (راندا) أن تستمع تبريراً لما قالته (أميرة) مُنذ دقائق معدودة ..

- هاه إيه بقا إلي خلاكي تقولي كده !!

رشفت من عصير الليمون بالنعنان بهدوء ، وجلست تتأمل (راندا) للحظات بصمت ثم قالت : (حسن) قابلني .

- بتهزري !!... قالت (راندا) بسُخرية : طب إيه يعني ما كُلنا عارفينُه وعارفين موضوعه مع (سارة) من زمان .

وبنفس هدوئها تابعت (أميرة) : وفاهمني كُل حاجة من موضوع إرتباطه لإنفصاله لجوازه من (سارة) .

وبدأت تسرد لها من وجهة نظر (حسن) ما رواه لها عن بداية علاقته مع (سارة) وحتي الآن .

___________________________

في أحد أفرُع هايبر ماركت كانت تتبضع ببعض الحاجيات التي أخبرت (أحمد) بأنها بحاجة لها للضرورة وستذهب لهُناك لجلبها ، رغم إصراره بأن تنتظره حتي يعود ويذهبا معاً ... ولكنها أخبرته بأن الموضوع ضروري لوصفة تُريد أن تعدُها له كمفاجآه ، وتستيطع الذهاب والعودة بمفردها ... ووافق علي مضض

إبتاعت حاجيتها ،وهي راحلة سمعت صوت ذكوري يُنادي : مدام (أميرة) .

إلتفتت لمصدر الصوت لتجد (حسن) يرتجل من سيارته ، وينزع نظارته الشمسية وهي يتقدم بإتجاهها مُبتسماً.

- (حسن) إذيك عامل إيه ؟

إستقبلته هي كذلك بإبتسامة رقيقة تُرحب برؤيته.

- أخبارك إيه ؟ عاش من شافك . آجابها (حسن)

- لا أبداً ...إحنا قولنا نسيب العرسان يتهنوا ببعض قبل ما ترجع للروتين الممل

ظهرت علي وجهه علامات الحزن ، ولكنه أدركها سريعا ببسمة يقول : ممكن تسمحيلي أعزمك علي عصير أو أي حاجة تانية .

تطلعت علي ساعتها في حيرة تقول : آه بس أنا سايبه (جميلة) مع جارتي ومش عاوز أتأخر عليها.

بإستغراب تسائل : (جميلة)؟!

في سعادة قالت : آه بنتي ..إنت متعرفش إني عندي بنت قربت علي سنة دلوقتي وإسمها (جميلة).

- آه ..أه طبعاً.... بس أنا مش هاخد من وقتك كتير .

شعرت من ناحيته برغبة مُلحة لجلوسهم وإخبارها بشيء مهم فوافقت.

- تحبي تشربي حاجة مُعينة ؟

- ليمون بالنعناع لو سمحت .

بعد أن آعطيا طلبهما للنادل قال مازحاً : لحد دلوقتي ما بتشربيش غيره .

ضحكت مُعلقة : الطبع يغلب التطبُع .

تناول بعض من كوبه وكذلك هي ، وكان الخجل هو سيد الموقف بينهما .

أحبت أن تقطع الصمت والحرج قائله : (سارة) عاملة معاك إيه ؟ ... هي مجنونة بس قلبها طيب .

وكأنها فتحت الباب الذي يهُب بالرياح عليها ،وقال بجدية : وده إلي عاوز أكلمك عنه .

وبدأ بسرد التفاصيل ..لقائه معها ، ومحاولاتها لتوقعه في شباكها ، ومعرفته بحججها البالية لتُخاطبه ، ثم إعترافه لها وإرتباطهم ، وإنفصالهم بطريقة قاسية .. لا تنُم عن وجود ذرة من الحب أو الإحترام أو التقدير لعلاقتهم السابقة ..

وكيف شعر بالعجز والصدمة من قرارها ، وعدم تقبُله للأمر ، ومحاولته للإنتقام منها ، وإظهار وجهها الآخر للجميع ، وأن الوداعة والرقة التي تتمثل بهما أمام آهلها والناس ليست بحقيقية ..

ولا ينكر أن الإنتقام كان وما زال هو سيد موقفه حتي الآن ، رغم ثقته بأنها مازالت تحتل مكانة في قلبه .

ترددت (أميرة) قبل أن تٌعلق علي كلامه ، لا تصدق أن صديقتها تفعل هذا ؟ ، وهو ورغبة الإنتقام الراسغة في عقله رغم قلبه الذي مازال يُحبها ؟ .

ساد الصمت بينهم لا يجد كُلاً منهما كلاماً جديداً يقوله ..

- إنت لسه بتحبها ؟!.

تسائلت (أميرة) ليُجيب (حسن) في كَسرة وآسي : للأسف آه.

بإستغراب قالت : وليه للأسف ؟!

- لإن دي (سارة) وأنا عارفها أكتر من أي حد ، أول ما هـ تتمكن أو تتأكد من حاجة وإمتلكتها علي طول هتحس بالملل وهتحاول تغيرها .

- ياااه ده أنا علي كده معرفهاش !!!...

- فيه ناس يا مدام (أميرة) بيكونو عِشرة سنين كتير وفاكرين إننا عرفنهم كويس عارفين فرحهم وحزنهم وجنونهم ، وضحكهم وعياطهم عاملين إزاي ؟ ، بس مع غيرنا بيكونو غير ... ممكن الواحد يكون مع حد حاجة ومع غيره حاجة تانية .

تنهدت بإستهياج : بس (سارة) مش كده ... ممكن تكون مجنونة وليها تصرفات غريبة بس مش بتلعب بالناس ومشاعرها ، وكآنهم لعب عندها .

- مدام (أميرة) أنا مش بقولك الكلام ده عشان أغير وجهة نظرك عن صديقة العُمر ، أنا قولتلك الكلام ده لإني مُتأكد إنك بتحبيها بجد وعوزاها تفضل أحسن .. وأنا عارف إنك كُنتي مشجعة علاقتنا من البداية ، وده إلي خلاني أتشجع وأكلمك .. لإن إنتِ أكتر واحدة هتأثر فيها ، وتبيني ليها إني لسه بحبها ، وعاوز أديها فرصة تانية .

بغضب قالت : ده مش يمنع عنك الغلط والمسئولية إنت برضو مشارك في ده .

- عارف ، وعارف إني مزودها حبتين معاها بعد ما إتجوزنا بس أنا عاوز مُساعدتك .

______________________

ديمانتياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن