(أميرة)... (أميرة) ..ظلت (راندا) تُناديها لتُوقفها ، ولكنها لم تتوقف ، فأمسكت بيديها تلهث بعد أن ركضت ورائها تقول مازحه : لأ الواحد عاوز يعمل رياضة الموضوع كده مُخجل الصراحة ... الحبه دول جري وبلهث كده .
إبتسمت (أميرة) لتعليق (راندا) الساخر ، وشكلها المُضحك وهي تلتقط أنفاسها بصعوبة ..
بإستغراب تسائلت : طب مانتي كويسة أهو .... إيه إلي حصل من شوية ده ؟
_____________________
جلسا في مقهي آخر بعد أن أصرت (راندا) أن تستمع تبريراً لما قالته (أميرة) مُنذ دقائق معدودة ..
- هاه إيه بقا إلي خلاكي تقولي كده !!
رشفت من عصير الليمون بالنعنان بهدوء ، وجلست تتأمل (راندا) للحظات بصمت ثم قالت : (حسن) قابلني .
- بتهزري !!... قالت (راندا) بسُخرية : طب إيه يعني ما كُلنا عارفينُه وعارفين موضوعه مع (سارة) من زمان .
وبنفس هدوئها تابعت (أميرة) : وفاهمني كُل حاجة من موضوع إرتباطه لإنفصاله لجوازه من (سارة) .
وبدأت تسرد لها من وجهة نظر (حسن) ما رواه لها عن بداية علاقته مع (سارة) وحتي الآن .
___________________________
في أحد أفرُع هايبر ماركت كانت تتبضع ببعض الحاجيات التي أخبرت (أحمد) بأنها بحاجة لها للضرورة وستذهب لهُناك لجلبها ، رغم إصراره بأن تنتظره حتي يعود ويذهبا معاً ... ولكنها أخبرته بأن الموضوع ضروري لوصفة تُريد أن تعدُها له كمفاجآه ، وتستيطع الذهاب والعودة بمفردها ... ووافق علي مضض
إبتاعت حاجيتها ،وهي راحلة سمعت صوت ذكوري يُنادي : مدام (أميرة) .
إلتفتت لمصدر الصوت لتجد (حسن) يرتجل من سيارته ، وينزع نظارته الشمسية وهي يتقدم بإتجاهها مُبتسماً.
- (حسن) إذيك عامل إيه ؟
إستقبلته هي كذلك بإبتسامة رقيقة تُرحب برؤيته.
- أخبارك إيه ؟ عاش من شافك . آجابها (حسن)
- لا أبداً ...إحنا قولنا نسيب العرسان يتهنوا ببعض قبل ما ترجع للروتين الممل
ظهرت علي وجهه علامات الحزن ، ولكنه أدركها سريعا ببسمة يقول : ممكن تسمحيلي أعزمك علي عصير أو أي حاجة تانية .
تطلعت علي ساعتها في حيرة تقول : آه بس أنا سايبه (جميلة) مع جارتي ومش عاوز أتأخر عليها.
بإستغراب تسائل : (جميلة)؟!
في سعادة قالت : آه بنتي ..إنت متعرفش إني عندي بنت قربت علي سنة دلوقتي وإسمها (جميلة).
- آه ..أه طبعاً.... بس أنا مش هاخد من وقتك كتير .
شعرت من ناحيته برغبة مُلحة لجلوسهم وإخبارها بشيء مهم فوافقت.
- تحبي تشربي حاجة مُعينة ؟
- ليمون بالنعناع لو سمحت .
بعد أن آعطيا طلبهما للنادل قال مازحاً : لحد دلوقتي ما بتشربيش غيره .
ضحكت مُعلقة : الطبع يغلب التطبُع .
تناول بعض من كوبه وكذلك هي ، وكان الخجل هو سيد الموقف بينهما .
أحبت أن تقطع الصمت والحرج قائله : (سارة) عاملة معاك إيه ؟ ... هي مجنونة بس قلبها طيب .
وكأنها فتحت الباب الذي يهُب بالرياح عليها ،وقال بجدية : وده إلي عاوز أكلمك عنه .
وبدأ بسرد التفاصيل ..لقائه معها ، ومحاولاتها لتوقعه في شباكها ، ومعرفته بحججها البالية لتُخاطبه ، ثم إعترافه لها وإرتباطهم ، وإنفصالهم بطريقة قاسية .. لا تنُم عن وجود ذرة من الحب أو الإحترام أو التقدير لعلاقتهم السابقة ..
وكيف شعر بالعجز والصدمة من قرارها ، وعدم تقبُله للأمر ، ومحاولته للإنتقام منها ، وإظهار وجهها الآخر للجميع ، وأن الوداعة والرقة التي تتمثل بهما أمام آهلها والناس ليست بحقيقية ..
ولا ينكر أن الإنتقام كان وما زال هو سيد موقفه حتي الآن ، رغم ثقته بأنها مازالت تحتل مكانة في قلبه .
ترددت (أميرة) قبل أن تٌعلق علي كلامه ، لا تصدق أن صديقتها تفعل هذا ؟ ، وهو ورغبة الإنتقام الراسغة في عقله رغم قلبه الذي مازال يُحبها ؟ .
ساد الصمت بينهم لا يجد كُلاً منهما كلاماً جديداً يقوله ..
- إنت لسه بتحبها ؟!.
تسائلت (أميرة) ليُجيب (حسن) في كَسرة وآسي : للأسف آه.
بإستغراب قالت : وليه للأسف ؟!
- لإن دي (سارة) وأنا عارفها أكتر من أي حد ، أول ما هـ تتمكن أو تتأكد من حاجة وإمتلكتها علي طول هتحس بالملل وهتحاول تغيرها .
- ياااه ده أنا علي كده معرفهاش !!!...
- فيه ناس يا مدام (أميرة) بيكونو عِشرة سنين كتير وفاكرين إننا عرفنهم كويس عارفين فرحهم وحزنهم وجنونهم ، وضحكهم وعياطهم عاملين إزاي ؟ ، بس مع غيرنا بيكونو غير ... ممكن الواحد يكون مع حد حاجة ومع غيره حاجة تانية .
تنهدت بإستهياج : بس (سارة) مش كده ... ممكن تكون مجنونة وليها تصرفات غريبة بس مش بتلعب بالناس ومشاعرها ، وكآنهم لعب عندها .
- مدام (أميرة) أنا مش بقولك الكلام ده عشان أغير وجهة نظرك عن صديقة العُمر ، أنا قولتلك الكلام ده لإني مُتأكد إنك بتحبيها بجد وعوزاها تفضل أحسن .. وأنا عارف إنك كُنتي مشجعة علاقتنا من البداية ، وده إلي خلاني أتشجع وأكلمك .. لإن إنتِ أكتر واحدة هتأثر فيها ، وتبيني ليها إني لسه بحبها ، وعاوز أديها فرصة تانية .
بغضب قالت : ده مش يمنع عنك الغلط والمسئولية إنت برضو مشارك في ده .
- عارف ، وعارف إني مزودها حبتين معاها بعد ما إتجوزنا بس أنا عاوز مُساعدتك .
______________________
أنت تقرأ
ديمانتيا
Romanceقال : الليالي جميعها باردة قميئة كئيبة ، الحياة لم يعُد لها طعم ، كله أصبح مُشابه ، لم يُعد للطعام طعم ، والموسيقي أصبحت نشاز غير مُتناغم .. أرغب بالإنتحار ولكن تلك الرفاهية المؤقته يقبع خلفها عذاب مُقيم و أبدي ... لقد خذلت الكثير ..أعرف ،ولكن أكثر...