اظلمت السماء واعلنت الشمس عن انتهاء مهمتها
ليزداد الجو برودة
صار الجو اكثر برودة واصطكت اسنانه بردا قميصه الخفيف لن يحميه الان
صار يبحث عن مكان ينام فيه الليله يحميه من قساوه الجو غير الراحم بحاله صار يجول في الشوراع ومنها للازقه يبحث عن قبس يساعده فقط لهذه الليله الضيق اشتد بصدره وصار يطلق انفاسه بصعوبه هذا الضيق الذي يشعر به لازمه
من حوالى سنتين الى الان اغمض عينيه محاولا تهداءت نفسه المكان المظلم تماما جعله يتمنى العوده للسجن الان على الاقل هناك مكان يستطيع النوم به ...... شعر بنوع من النور الذي يخترق جفون عينيه الخضراء فتحها ببطء واخذ يرمش بها قليلا
صدقا ان الله يرسل اليك رحمه من عنده
ابتسم وشكر ربه وهو يتقدم نحو ذلك المحل الصغير
وقف امام الزجاج الفاصل بينه وبين الداخل
لاحظ توجه رجلا متوسط الطول اسمر البشرة متناسق الجسد يرتدى ملابس عمل بسيطه ومريحه
تقدم ناحيه عمر وهو ينظر اليه بغرابه
- نعم سيدي هل تامرني بشيء ما ؟
سال ذلك الرجل الذي كان يظن بان عمر مجرد شخص يريد شراء شيء ما
ولكن عمر الان لايمتلك النقود لشراء قنينه ماء يروى بها عطشه
تطلع به قليلا ليقول بنوع من الحرج
- انا يا سيدي احتاج لمساعدتك
عقد حاجبيه بغرابه قائلا
- ماذا تريد .(وكتف يديه نحو صدره وهو يقول رافعا احد حاجبيه ). لا اضن انك متسول ما ؟
نهرت هذه الكلمه كيان عمر وجعله يندم على وقوفه هنا اعتصر طرف قميصه وهو يقول بكبرياء
- لا ولكن صدقا اشكرك على اضاعه وقتك الذي اضن باانه ثمين للغايه
وادار ضهره يريد الذهاب بعيدا من هذا المكان الله سيرسل لك العون وسيبعدك عن ما يؤذيك
- مهلا لحظه ايها الشاب الغريب
التفت عمر لذلك الرجل الذي كان لايزال واقفا مكانه
- نعم سيدي
تقرب ناحيته بعده خطوات
- هل تحتاج للمساعده
فكر عمر قليلا انه بالفعل الان يحتاج للمساعده ولكنه بكل تاكيد لن يدوس على كرامته لااجل المبيت هنا فلموت بل البرد افضل له من احناء راسه ذلا
- ان كنت تريد خدمه ما فا اعرضها على ارجوك لانني وبالفعل لا اعرف ما الذي جعلني اشعر بالثقه تجاهك
كلمات قالها ذلك الرجل وهو يتفحص ملامح عمر بهته
- في الحقيقه انا ...
كان يتكلم بتلكء واضح مما جعل الرجل يشعر بغرابه
واستحثه ملحاً
-ماذا تكلم يا رجل
قال دفعه واحده
- انا بالفعل احتاج الى مكان يئويني لليله واحده فقط ولا اعرف احدا هنا والجو بارد للغايه هذه الليله بالتحديد
سال الرجل بغرابه
- هل تريد المبيت بمنزلي
لم يتكلم عمر او يضف حرفا
- يا رجل انا اعيش بسكن مع مجموعه من الاصدقاء لااستطيع استدعائك انا اعتذر حقا
وضع يديه بجيبه وادار جذعه يريد الرحيل فالحياه لا تضيق على عنقه فقط بل تبدو صعبه عند الكثيرين
- هل انت جديد هنا اقصد لم ارك مسبقا
اراد الرجل اطاله الحديث مع عمر
- نعم انا كذلك
كان قد اجابه دون حتى النظر اليه
- انا اسف لن استطيع مساعدتك
زفر بضيق وهو يقول
- هل استطيع الميبت في محلك هذا لليله واحده فقط
أنت تقرأ
- جَسٖد أَنهكهُ أُلحب -
Romanceلطالما شعرت با أنني الوحيد الذي يمشي عكس الحياة ولا أحد يفتح ذراعيه يحتضن ذلك الجانب المعاكس في حياتي جميعهم يرتطمون بحياتي ويذهبون مخلفينَ لي كسراً في اعماقي .... لقد كبرنا دون ان ننتبه لم يسمح لنا احداً بأن نكبر على مهل .. - محمود الدرويش وكل شيء...
