-11-(وعد)

21 16 9
                                    

صوت رنين هاتفه الموضوع في جيبه جعله يستيقظ
رفع راسه من على قبر والدته التي كان قد قضى
نصف وقته لجانبها هذه الليله الصعبه عليه
- نعم عمي اسعد
تكلم بخشونه في صوته لانه كان نائم
ليرد اسعد عليه وهو يقول
- بني انا الليله ساابيت عند منزل ميرا لان والد ثائر موجود وكم اود هزيمته بلعبه الشطرنج هذه

صمت الاثنان ليكمل اسعد قائلا
- اين انت الان
نظر عمر من حوله المقبرة مظلمه تماما
قال بكذبه بيضاء
- انا عند احد اصدقائي
- حسنا بني عندما تعود المفتاح موجود في احد الزهريات في الحديقه قرب البوابه
- حسنا تصبح على خير
استاذن منه وتوجه الى المنزل

انا يائس وعيناي تود الامطار قليلا
وكأن الركض اصبح من هواياتي المفضله للهرب من كل شيء
وصلت لبوابه المنزل وزفرت بقوة لااعرف مقدارها
صار هذا المنزل اكثر مكان اود حرقه على الرغم انه ليس ملكي
على استئجار منزل في اسرع وقت
علي الهرب من الذكريات بسرعه
- انا متعب يالله ارجوك ساعدني

اكثر لحظه يشعر بها الانسان باانه جدا وحيد هي عندما يشاهد حياته كلها تنهار دون ان يلتفت اليه اي احد
وكل ما يستطيع فعله بنفسه هو الوقوف مكتف اليدين والتحديق

- فرنسيس سكوت فيستجيرالد

اكمل وضوءه وتوجه لشخص واحد سيفهمه يعرف كل ما يجول بخاطره
لاينكر انه ضعيف للغايه ولاينكر انه يود البكاء احيانا لاينكر ان كل هذه المشاعر تتحول لضيق بصدره وتثقله ولاينكر ان دموعه اصبحت حبيسه اكثر من اللازم
وابدا انه لاينكر ان الله اذا احب عبدا ابتلاه
ان الله ينزل علينا البلاء ليسمع اصواتنا بالدعاء
صدق ان الله يشعر بحالك ولديه الحل ويعرف كل ما يصلحك لكنه يريد ان يسمع اصواتنا الباكيه بالدعاء

اكمل صلاته ومع كل سجده كان يشعر بخفه طفيفه بشعوره
مع كل حرف كان ينطقه بالدعاء كانت الدموع تسبقه بالهطول

وكأن الليل اصبح افضل من ذي قبل هناك من يشعر به معه هناك من يتكلم له عن حزنه هناك من يشعر به يفهمه وكأن الوقت اختصر وكأن المسافه اصبحت اقصر وكأن روحه خفت قليلا
والدموع على سجادته صارت تضيء مكانه المظلم كل تلك الادعيه والبكاء والرجاء اعاده
لااعلم كيف اقول الدعاء وكيف ارتب الكلمات من شده حيرتي ولكنني اشعر باانني قد رفعت روحي للسماء ليست يداي فقط

نام على سجادته باكيا وتلك الدموع كانت عالقه بااهدابه الكثيفه
ربما هي اول ليله بعد عشر سنوات نام بها مرتاحا وكم حظي بنوم لم يشعر بالذه به
هناك من انسه في وحدته هناك من رد له
تلك الزياره القصيرة
هناك من كان واقف وسط بستان ملىء بالزهور الملونه وينظر له
ولكن كم كان شكله غريبا بين جمال والدته ونور وجهها كان هو متعب وشعره مبعثر حتى ثيابه كانت كلتلك التي يرتديها في السجن
بين ابتسامه امه الحانيه التي يشتاق لها كثيرا كاانها عادت له وهو يراها ركض ناحيتها باكيا كذلك الطفل الصغير الذي بكى عندما سقط ارضا من على دراجته الهوايئه
ركض واحتضنها بين اضلعه واقسم انه اذا رائها سيعانقها عناق المشتاقين
بين ضلوعه اختفت وفي قلبه صمدت
امه وعبيرها الذي كأن يشتمه بها لايزال ذاته وكانها حقيقه ياامي وكأن اشتياقي
شعر به الله لتائتي الي
قال ذلك وهو ينظر لها ويتفقدها لتبتسم مجيبه له
وهي تشير لطريق طويل شق تلك الحديقه
- بني عليك السير وتخطى تلك الذكريات الماضيه
- ما الذي تقصدينه امي
سال مستغربا
هل تشعرين بما انا فيه
مسدت على كتفه مجيبه بااطمئنان
- انا اشعر بك ومعك بكل شيء

 - جَسٖد أَنهكهُ أُلحب -حيث تعيش القصص. اكتشف الآن