برفقكم قليلا فكل ما امتلكه قلبا ضعيف ليس قطعه من الحجر
الساعه الان الثانيه ليلا والامطار الخريفه ازدادت هي ووضع الجوء سواءاً
كان اسعد ينتظر عوده عمر الذي قد تاخر بالفعل
ولكنه يلهي نفسه لحين عودته بلعب الشطرنج مع ثائر الذي كان مستمتعا للغايه والى الامام منهم
ميرا كانت تحتضن طفلتها الصغيرة التي لم تشاء النوم الى للان وها هما تراقبان مواجهه الشطرنج الحاسمه بينهما كانت تلتحف بذلك الغطاء الثقيل على ظهرها والى لاامام منها المدفئه الكهربائيه الصغيرة تفكيرها شارد بصاحب العينين المتعبه وكم تغير واتضحت عليه الهموم ملامحه ليست ذاتها فاانا لم اشهد بحياتي حزنا فيه من قبلٍ هكذا
تغيرت ياعمر كما تغيرت كل الاحداث معك لم يبقى شيئا على حاله ابدا
- ميرا نحن لسنا في فصل الشتاء ما بك
رفعت نظرها لثائر الذي كان يتحدث معها بمرح وهو يضحك
لتعقد حاجبيها وهي تقول بعناد
- ولكنني اشعر بالبرد
ضحك وهو يردف
- يا سلحفاتي المتاخرة الفكر اننا في الخريف
رتبت اللحاف واحكمت اغلاقه على جسدها وهي تقول
- الامطار تاتي في الخريف عزيزي ثائر
- كش ملك !
قالها اسعد باانتصار ليستاء ثائر بدوره وهو يقول
- تبا سلحفاتي انستني اللعبه
ضحك اسعد قائلا
- لايجيد السير يلوم الارض على اعوجاجها
رفع ثائر حاجبيه معا بصدمه وميرا اخذت تضحك بصوت عالى وربما تريد اغاظت ثائر اكثر
نضر اسعد لتلك الساعه المعلقه للحائط واعاد بصره لطاوله الشطرنج واطلق تنهيده قصيرة فعمر تاخر للغايه
لاحظ ثائر استياء اسعد او توتره لذلك قرر تقليب الاجواء وهو يقول
- جوله اخرى
عقد اسعد حاجببه قائلا
- الم تمل من الخسارة المفرطه
ضحك وهو يقول
- لا
اعاد الاثنان ترتيب الاعبين خاصتهم وبداء في اللعب من جديد
*******
- انا اخبرتك انني احبك وانتي لن تكوني لااحد غيري ميرا هل فهمتي
قالها عمر بغضب بالغ وهو يتطلع بعينيها التي احمرت من شده البكاء
امسك يدها واحتضنها بكفيه وهو يقول
- اخبري والدك انك غير موافقه على الزواج الان
اطلت براسها ارضا وظلت تبكي بصمت
ليجتاح كيانه بعض من المشاعر الغاضبه والغيرة القاتله ولكنه قال بتوسل اكبر.
- ميرا تحججي باي شيء اخبريه انك تريدن اكمال دراستك ومن ثم تتزوجين
بكت وهي تهز راسها ايجابا ليحتضنها هو بقوة قائلا
- ميرا ارجوك كفي عن البكاء
ابتعدت عنه وهي تتكلم من بين شهقاتها
- عمر الامر ليس متعلق بكون خطبتي من شخص اخر لامر متعلق باانني لااريد سواك
احتضنها وهو يربت على شعرها قائلا بحنان
- انا معك بصداقه المراهقين
انا معك بحب العشرين وعشق الثلاثين وسااظل معك حتى ضحكه الاربعين ..ومرض الخمسين ووحده الستين ..وياس السبيعين ...وسااكون لك عكازه الثمانين .....
ولم يكمل لانها قاطعته قائله وهي تبتسم ابتسامه ليتيمه وجدت قلباً تسكن فيه
- سااظل معك حتى يقال اننا لله وانا اليه راجعون
********
طرق الباب لينهض اسعد من مكانه بسرعه وخلفه ثائر
دخل عمر
تكلم اسعد بتائنيب
- اين كنت عمر في مثل هذا الجو والساعه المتاخرة
ظل عمر صامتا لم تقوى حنجرته على اخراج صوت يبرر بعض الاعذار
ليلاحظ اسعد ذلك
- بني هل انت بخير
اشار عمر اليه باصابعه باانه كذلك ودائما نوهمهم اننا بخير ولم نكن يوما كذلك وتوجه للحمام دون النطق بحرف واحد
نظر ثائر الى اسعد وهو يقول
- ما باله لما هو فظ هكذا
عقد اسعد حاجبيه وقال
- عمر ليس فظا ولكنه متعب انا اعرف هذا الولد جيدا
زم ثائر شفتيه وفظل الصمت
لينطق اسعد موجها كلماته لا ابنته
- ميرا اعدي له العشاء فلابد انه لم ياكل شيئا
همهمت له كااجابه وتوجهت للمطبخ
ونظر اسعد لثائر قائلا
- يا نسيبي العزيز لم نكمل جولتنا
ضحك ثائر بدوره وهو يضيق عينيه قائلا
- نعم فل نكملها.
**** ****
فيما كنت اعد الطعام بتفكير مشدوه تماما
على الرغم من انه يستحم لكن لاصوت لصنبور المياه المفتوح ولاصوت لمياه ترتطم بالارض في الحقيقه لاصوت يصدر من الداخل ابدا الهي هل هو بخير
كنت اعد له بعض الطعام الدافىء لانني متاكده انه سيصاب بنزله برد فعند قدومه كانت ملابسه مبلله تماما وشعره كذلك
سمعت صوت فتح باب الحمام لاتاكد من خروجه من المكان وتوجه لغرفه المعيشه حيث ابي وزوجي معا
وابنتي ايضا اضن ذلك لاانني لم اسمع لها صوت
****
كانا يلعبان معا على طاوله الشطرنج وعمر جلس على احد الكراسي ليتناول طعامه التي وضعته ميرا له قبل حضوره
لم ياكل شيئا ولانفس له بتذوق اي شيء ولكنه اجبر نفسه على ذلك ليطمئن العم اسعد لانه لن يكف عن سؤاله
شرب القليل من الماء واكتفى ببضع لقيمات وحمل الاطباق ليضعها بالمطبخ
توجه لغرفه المعيشه والتحف بااحد الالحفه الموضوعه على احد الارائك وجلس قريبا منهم وهو ينوه نفسه بمشاهده لعبتهما معا
يشعر بالصداع الذي سيفجر راسه والالم في حنجرته التي ربما قد التهبت
اما اسعد فقد كان سعيدا وهو يتغلب على خصمه الذي قد انشغل مع ابنته المشاكسه التي كانت تجلس بحجره وتقوم بشد شعره او ضرب احد خديه متعمده ازعاجه هذا طبعا حسب اتفاقها مع جدها لاازعاج والدها وتشويش فكره
- يالك من شريرة يا نور
قالها والدها وهو يحاول التركيز على اللعبه
لتقول وهي تضحك ببراءه
- ابي انت تستحق هذا
انفجر ضاحكا وهو يقول
- انا والدك يافتاه لما تقفين الى جانب جدك ضدي
شهقت ببراءة وهي تضع احد كفيها على فمها قائله
- انت تقول انه جدي وانا احب جدي اكثر منك
ابان ثائر على ملامحه صدمه كاذبه وهو يقول
- لما هكذا سااصاب بالحزن الشديد
قلبت بصرها بملل وهي تقول
- توقف عن هذه انت لست طفلا
عند هذه الكلمه تحديدا انفجر الثلاثه ضاحكين على برئتها
لينطق ثائر وهو يناولها ل امها قائلا
- اذهبي الى والدتك لاانني سااخاصمك مده من الزمن
نظرت الى جدها بتحدي وهي تقول
- جدي هل ستحضر لي الشكولا كما وعدتني
هز جدها راسه بالايجاب لتضحك بلطف بالغ وتقول بمرح
- احبك جدي
حملتها بين ذراعي فقد حان وقت النوم لقد سهرنا كثيرا
وانا في طريقي الى الخروج القيت ببصري نحو عمر الذي كان نائما على الاريكه وهو جالس في هذه اللحظه تحديدا كم تمنيت ان اقوم بتعديل وضعهه
وهو نائم
- تصبحون على خير
قالتها وهي تخرج ليرد الاثنان معا
ان كنت تظن انني لا اشعر بك فأان بعض الظن اثم
********
شعر بيد ثائر التي تطبطب عليه بخفه وهو يقول
- عمر استيقظ عمر
فتح عينيه بثقل شديد لتبان انها محمرة جدا لقله النوم ليقول ثائر
- عمر هيا قم للصلاه
ازال ذلك اللحاف من على جسده وشعر باللم بالغ برقبته جراء نومه الغير مريح ومسح وجهه بكلتا يديه وهو يحاول استعاده وعيه كاملا
...وصل الثلاثه للمسجد واكملوا فرض الصلاه التي كانت جماعيه
وعند اكمالها كان اسعد جالسا مع اصدقائه الى جانبه ثائر الذي كان يشاركهم الحديث ايضا
اكمل عمر قراءته لبعض الايات القرأنيه وطبق الكتاب ليضعه مكانه لم يستطع الاكمال لانه بالفعل شعر بالاعياء والتعب نال منه
اتجه لااسعد وهو يقول
- انا سااعود للمنزل لانني متعب بالفعل
طلب منه اسعد البقاء ولكنه رفض ذلك بلباقه ليقول ثائر وقد شعر باانه ليس على مايرام
- عمر هل انت بخير هل ارافقك
ابتسم ابتسامه كاذبه وهو يقول
- انا بخير لاتقلق
وهل يعاقب الله الكاذبين عند الاجابه انهم بخير هذه ليطمئنوا من يحيطهم
عاد بخطى مثقله للغايه وهو لايشعر بااطرافه الان
وارتمى على احد الافرشه الممدوده ارضاكانت قد انهت صلاتها وبعض من الاعمال المنزليه لكي تخفف عن والدها عند رحيلهم وكم من مرة طلبت منه ان تحظر له خادمه ما لكنه كالعاده كان يرفض ذلك
سمعت صوت فتح الباب الخارجي نظرت له من نافذه المطبخ لعله ثائر ولكنه كان عمر كان يسير محني الضهر متعب يجر نفسه جرا
المها قلبها على حاله وتمنت الموت الان بالفعل
لم تستطع كبت رغبتها برؤيته وها هي تصارع نفسها منذ حوالى ربع ساعه
وعندما ايقنت ان الغرفه صامته وهو نائم احكمت لف الوشاح على راسها دخلت على اطراف اصابعها كي لاتوقظه
ظلت تنظر لوجهه الذي كان يدفن نصفه باللحاف الثقيل انفاسه كانت ثقيله للغايه
يبدو انه لم ينم جيدا منذ زمن كم رغبت الان من ان تسير اناملها على وجهه بهدوء ولكنها كبتت تلك الرغبه بل تبخرت تماما عندما سمعت صوته قائلا دون ان يفتح عينيه حتى
- ميرا غادري
بلعت رمقها بصعوبه وتجمدت اطرافها ربما حتى قطرات الدم في جسدها تبخرت ايضا
- غادرى بسرعه
كانت كلماته ثقيله للغايه وبحه غريبه في صوته جعلتها تخاف على حاله اكثر يبدو انه يتالم كثيرا
ولكنها لم تجبه بشيء بل تركت الغرفه وتوجهت لسريرها ترمي بنفسها عليه والدموع قد انسابت بندم على حاله وما فعلته به***********
اشرقت الشمس واكملت توضيب الحقائب وانهت ايضا كل الاعمال المنزليه تقريبا
اكملت تغير ثياب ابنتها نور التي لم تكف عن التذمر دقيقه واحده او تخليق المشاكل
- الم تنتهيا بعد
التفت الى ثائر الذي يقف عند باب غرفتها لتقول
- قليلا فقط
اشار الى الباب الخارجي وهو يقول
- سااخرج وان انتهيتما الحقا بي
هزت راسها بالايجاب
وتركت شعر نور ابتنها وهي تخاطبها
- نور انتهيت الحقي والدك عزيزتي
- حسنا امي
وانصرفت
تنهدت ببطىء وحملت تلك الحقيبه الصغيرة خاصتها وتوجهت للخروج
في طريقها للخروج مرورا بغرفه المعيشه لم تستطع قدماها السير خطوة جديده ابدا توقفت عنده
حيث كان نائما كما كان في الامس
بلعت رمقها بصعوبه ونظرت ناحيته تذكرت ماحصل البارحه لتقبض يدها وتغادر المكان
وعندما تختفي ابتسامه صاحب الابتسامه الدائمه اعلم ان الامر قد تخطى كل الحدود
ودعهم اسعد بعدما الح عليهم بقضاء يوم اخر معه ولكن ثائر رفض بحجه الاعمال المتراكمه عليه
دخل للغرفه ونظر ل عمر الذي يبدو انه لم يشعر بشيء حوله
كانت درجه حرارته عاليه جدا عندما التمس جبينه شعر بسخونه كبيرة
وكاانه اخرج كل الحرقه داخله ليجعلها تحرق جسده خارجا وليتها هكذا فقط لو كان الامر بدرجه الحرارة ل انطفاءت ببعض العقاقير والادويه
بقي اسعد الى جانبه يتقفد درجه حرارته بين الحين والاخر او يسعفه بالكمادات التي لم يتوقف عنها طوال تلك الساعات من النهار حتى الليل كان فاقدا للوعي تماما لم يكن يشعر بشي حوله ابدا وربما تلك الحمى جعلته يهذي ببعض الامور
عقد اسعد حاجبيه وهو يسمع كلماته المتفرقه
ازاح الغطاء عنه ونظر لوجهه الذي يبدو انه سينفجر الان
مايحيط عينه تحول للون الاحمر وشفتيه كانتا حمراء متورمه
ناداه اكثر من مرة طالبا اليه استعاده وعيه
وربما في الثلث الاخير من الليل كان قد استرد شيئا من عافيته®®®®®®©
Saif
الاجزاء كا انو مطوله والاحداث هم هيج
لان بعدني بل البدايه فقط
انتظروني بالاجزاء القادمه دمااار
😈👌😈👌😈👌😈
أنت تقرأ
- جَسٖد أَنهكهُ أُلحب -
Любовные романыلطالما شعرت با أنني الوحيد الذي يمشي عكس الحياة ولا أحد يفتح ذراعيه يحتضن ذلك الجانب المعاكس في حياتي جميعهم يرتطمون بحياتي ويذهبون مخلفينَ لي كسراً في اعماقي .... لقد كبرنا دون ان ننتبه لم يسمح لنا احداً بأن نكبر على مهل .. - محمود الدرويش وكل شيء...