عليك ان تعرف ان الحب الذي يضعه الله في القلب لاينتزعه لاغياب ولا بعد ولا مسافات وحتى الخذلان لن ينتزعه صدقني ....
الجو الذي اصبح باردا تدريجيا والسماء التي تلونت باللون الذهبي الاخاذ كان جالسا على تلك الارجوحه الصغيرة بوسط الحديقه يحاوط راسه بكيفه مغمض العينين الصوت الوحيد المسموع هو صرير الحديد جراء احتكاكها ببعض
الذكريات لا ترحمه ابدا والافكار تقسو عليه اكثر
عبير والدته الراحله وذكرياتها لاتفارقه كم من مشاعر لااشتياق لن تصف ما يجول به ويعبر عنه كيانه لايوصف حال شخصٍ بعد الفراق ولكن هل للرماد الاحساس بالاحتراق .....
شعر بيد صغيره وصوت طفله بريئه كانت تضربه بخفه وهي تقول بنهم
- من انت عمو
وكان هذا الصوت الوحيد الذي انتشله من العالم الذي هو يغرق فيه رفع بصره لتلك الطفله الملائكيه ذو العينين الزرقاوتين والشعر البني القصير كانت صغيرة للغايه ولكن الغرابه من وجوده باديه على ملامحها
عيناها كانتا تشبهان فتاة كنت متعلقا بها كثيرا وها انا الان اقسم عن تحرقي شوقا لرؤيتها
ولكن هل هذه الفتاه امامي حقيقه ام ان خيالي بداء بالتقلب صدقا
مسحت الدمعه التي كانت عالقه بااهدابي بسرعه لاابتسم قسرا عني
وكنت على وشك التعريف عن نفسي لو لا استوقفني صوت خشن قائل
- من انت
التفت لصاحب الصوت لقد كان رجلا ضخما ذو عينين بنيه حاده جدا وشعر بني ايضا لابد وانه والد هذه الطفله الملائكيه
وقفت من مكاني وانا اقول متقدما نحوه
- مرحبا انا عمر
صافحني وهو يقول
- وانا ثائر تشرفت بمعرفتك
ابتسمت بدورى ولكن بكل صدق تلك الابتسامه كانت قد تلاشت بسرعه وانا المح دخول فتاه ما كانت ترتدي ملابس سوداء محتشمه وادارت وجهها ناحيتنا للتوقف عجله الزمن امامي هل هي ميرا ذاتها تلك العيون الزرقاء التي اشعلت في قلبي نارا جعلتني احترق من داخلي بحته لم اسمع كمله واحده مما كان يقولها ذلك الضخم سوى كلمه
اعرفك على زوجتي ميرا !!
ظلت تتردد في مسامعي وتحولت للكنه صعبه ان افهمها اغمضت عيناي وصدغي بداء يؤلمني كثيرا
لدرجه كنت على وشك ان اسقط امامهم- هيا يا اولاد الجو بارد للغايه في الخارج
قال اسعد ذلك بعدما حياهم ليدخل الجميع عدا خطوات ميرا البطيئه وعمر الذي ظل واقفا مكانه
في حافه الهاويه وكانه وقع في حفرة عميقه حوطته بااشواكها القاسيه وازدرت به الجروح وتراقصت على احزانه الحشرات المحيطه به صارت كل خطوه منهم عندما تضرب الارض تمزق روحه وتضطرب انفاسه عندما يفكر بهما معا شعور صعب جدا
وردد هذه الكلمات بصوت منكسر وخافت
- لقد وعدتني انك لن تتخلي عني اين ذهبت وتركتني- بني عمر لما لازلت واقفا ستصاب بنزله برد هكذا هيا للداخل
ابتسم بجانبيه ولم تستطع الحروف من الخروج من فمه لذلك اكتفى بهمهه وهو يتوجه للداخل يجر قدمه جرا
كان ثائر يلاعب طفلته الصغيرة بين يديه واسعد يتكلم معه ايضا بمرح
اما ميرا فكانت تعد لهم الشاي الساخن في الاجواء البارده كهذه
جلس على احد الكراسي القريبه منهم وتفكيره مشدوه فعلا
لايسمع منهم شيئا فقط صوت ضحكات ابنة ثائر تدق قلبه
دخلت عليهم ميرا وهي تحمل صينيه الشاي بين يديها وقدمته لوالدها وزوجها ومن ثم اتجهت لعمر الذي كان على انعزال عنهم تقريبا
قدمته اليه ليرفع عينه ناحيتها وملامحه ميته تماما نظراته كانت مؤلمه وسيل كلمات العتب يدق في قلبه ويريد منه الصراخ الان
كل تلك الكلمات صارت ثقيله جدا. للحد الذي ليس با استطاعتهِ التحمل ابدا
وضعت الكوب على الطاوله امامه بيدين مرتجفتين
وهي تشيح بنظرها عنه لانها تعلم ان اطالت النضر له ستبكي بحرقه لن يشهدها احدا ما
ابتعدت عنه تاركه حمامة الغم تحوم حول راسه
غادرت المكان وهو تنهد بدوره وكم اراد الهرب الان بعيدا عنهم
التقط علبه السجائر خاصته من على المنضده وهو يقول ببرود لكي لا يتضح حزنه في صوته
- انا ذاهب فلدي عمل ما
عقد اسعد حاجبيه مردفا
- بني الوقت ليس مناسبا لاترى اننا مقبلون على عاصفه ما
اردف موضحا
- سااعود بعد قليل فالمكان ليس بعيدا
استاذن منهم منصرفا لابل هاربا عنهم للعدم
كانت قدماه تسابق الريح في السير الذي صار خطوات راكضه تجول الشوراع بدون وجهه
حتى تعبت لتتوقف في مكان قد اشح بالسكان تماما
ارتمى على ذلك التراب وصارت انفاسه مثقله للغايه حتى ان الهواء الذي يستنشقه صار من الصعب ان يشعر به يملاء رئتيه استخرج تلك السيجارة النحيله ذات اللون الابيض واشعل في مقدمتها النار
من شربه واحده ونفثه دخان واحده تحولت من سيجارة الى بقايا منها لحقتها البقيه التي تكومت الى جانبه والدخان صار متصاعدا قربه مع كل نفثه دخان يشعر انها بقايا من ذاته المحترقه وروحه التي ادرمت بداخلها النيران
مايشعر به الان لايحتاج لااذن تسمعه يحتاج لقلب يشعر به
ليت الذكريات لم تطرق باله يوما .....
*******
في الطريق الى المدرسه اعبر عن حبي لها كانت قد عادت لتوها خرجت وهو يلحقها كالعاده كانا يعودان معا دائما لانه وبالفعل لايمتلك اصدقاء غيرها وهي لاتشعر بالامان الا معه هو تحديدا
توقفت هي قليلا ليصل وتختصر عليه المسافه نظر بعينيها وهو يقول
- ميرا احبك
كبرت قزحيه عينها وظلت تراقبه بصمت وكانه ضربها على رسها بشيء ثقيل
وهو قد تلاشت ابتسامته المتوترة التي تحولت لحرجٍ
قليلا
وشف عن ثغرها ابتسامه خفيفه وهي تقول بخجل شديد وصوت لا يكاد يسمع
- وانا احبك ايضا
تشاركا المشاعر معا شاب بعمر الثامنه عشرة وفتاه بعمر الخامسه عشر
احبكِ كعاشق تاه في حسن ملامحك كعقيد قادر على اباده جيش كامل قرباناً لجمال عينيك التي اخضعت من خضعت له الكتائب
*******
فيما رن جرس المدرسه الخارجي معلننا عن انتهاء مسيره اليوم الدراسي هذا
حملت حقيبتها وهي تضرب الارض عند السير عليها بغضب وتنفخ الهواء بحرقه
كانت تسير بسرعه كبيره جعلته يركض خلفها هو وحقيبته السوداء المزعجه
كان يصرخ بااسمها اكثر من مرة لكنها لا تجيب ابدا
او انها تتجاهله
- ميرا !!!! .
التفت اليه بسرعه ورمت بالحقيبه خاصتها ارضا
وهي تقول بصراخ يصاحبه الغضب بكل تاكيد
- نعم .نعم ما الذي تريده ؟
ابتسم بمماطله منه وهو يقول بخبث
- اشم رائحه للغيرة صغيرتي
صرخت مجيبه
- انا الااغار عليك
رفع حاجبيه معا وهو يقول
- حقا . اذا ما سبب هذا التصرف صغيرتي
عقدت حاجبيها معا وضربته بقبضه يدها على صدره وهي تقول
- اكرهك اكرهك . ( وضربته بقوة اكثر فيما هو فلم يحرك ساكنا ) اكره نضراتهن لك اكره كونك وسيم واكره انك تتحدث معهن
شف ثغره عن ابتسامه واسعه لتبرز غمازته في الجهه اليمنى وتزداد وسامته اكثر
- هل قلت شيئا مضحكا لتبتسم كا الابله هكذا
فيما هو فقد امسك بيدها ورفعها نحو صدره وهو يقول
- في هذا القلب تسكن فتاه واحده فقط هل فهمتي
زمت شفتيها معا وقالت بطفوليه
- وكيف لهم ان يفهموا ذلك
قال بطفوليه اكثر منها
- لا اعرف صدقا
ابتسمت بسرعه وانحنت لحقيبتها الزهريه اللطيفه من الارض واخرجت علبه حمراء صغيرة
- ما هذا ميرا
ابتسمت وهي تجيب
- حبل سااربطك فيه ليعلم الجميع انك ملكي
قطب حاجبيه بعدم فهم واستغراب
وهي اطلقت ضحكه عاليه وفتحت تلك العلبه لتخرج منها خاتم باللون الفضي
ومدت يدها تسحب يده وهي تقول
- دعني اساعدك على ارتداءه
لم يضف حرفا سوى ابتسامته التي تلوح عن الكثير من مشاعره
- افرد اصابعك عمر
قالت بطفوليه كبيرة وهو فرد اصابعه بدوره قبل ان تعبس ملامهحا
- عمر لا تخلعه ابدا هل فهمت ؟
اومىء لها ببتسامه
لتكرر تحذيرها اللطيف قائله
- ان خلعته سااقتلك صدقني !!
ضحك قائلا
- حسنا اميرتي لن افعلها ابدا
ضيقت عينها وهي تقول بطفوله اكبر
- لن تتكلم مع احداهن مرة اخرى هل فهمت
وضح
- لكن سألتني وانا اجبتها فقط ميرا
لم تطق صبرا لتقول بغضب
- عمر لن تكلمها مرة اخرى حسنا
ضحك وهو يقول
- حسنا لن اكررها ابدا
**************
مع انهاء ذكريات جميله لكنها حقا مؤلمه
استخرج سيجارة اخرى ونفث دخانها مع ذكرياتها
*********٭*****
حب المراهقه هل هذا اسمه ام انه حب الطفوله بين الاثنان هي لم تعرف حبه لها سوى من اهتمامه بها من ايام الطفوله منذ نعومه اضافرها هو الوحيد الذي كان دائما الى جانبها
لازال الى الان يتذكر ذلك اليوم حينما كان هو يقوم بتصليح دراجته الهوائيه الصغيرة
سمع صوت متذمر من خلفه يقول بلطف بالغ
- عمر العب معي
رفع راسه تجاهها وهو يقول
- الاترين انني منشغل ميرا
قوست شفتيها وعبس وجهها اللطيف لتبدا بالبكاء
سمع صوتها الباكي ليقف ويصبح قبالتها
قائلا
- ميرا عزيزتي مالذي يزعجك لما تبكين هكذا
رفعت اناملها الصغيرة واشارت الى احد الاطفال الواقفين بعيدا عنهم
عقد حاجبيه الصغيرين قائلا
- مابه هذا
قالت من بين شهقاتها
- انه شرير يقول انني لاالعب مثل العاب البنات الصغيرات لاانني العب معك انت
غضب هو بدوره فمن يتجراء على ان يبكي صديقته الصغيرة اللطيفه
توجه الى ذلك الطفل الواقف بغضب وضربه ليقع ويبدا بالصراخ
- ان اذيت ميرا مرة اخرى سااضربك ايضا
وقبل ان يضربه مرة اخرى كان اب ذلك الطفل المزعج قد اتى نظر عمر اليه وكان غاضبا الشرر تتطاير من عينه
لم يجد حلا سوى انه امسك بيد ميرا الصغيرة واطلقاء ساقاهم للريح صارا يركضان معا دون انقطاع الهرب من مشاكلنا بحد ذاته موهبه ركضا وركضا معا كثيرا كان يستمتع بالبقاء معها راكضا على الرغم من ان انفاسهما كانت لاهثه بالفعل
كانت تضحك بخبث ونصر ايضا
وهو يشاركها هذا الضحك الامتوالى
********"****
ليتني لم اقترب منك ابدا حين احببتك من اول نظره ليتني بقيت اراقبك من بعيد فقط عل هذا القلب لم يشعر بك ....
ابتسامه منكسرة ومشاعر قد تكسرت الان كزجاجه محطمه لم يسمع احد انينها عندما تدمرت الى اشلاء الجميع سمع صوت سقوطها فقط
تلك الكومه من السجائر بجانبه صارت كبيرة تلك الذكريات احترقت مع كل سيجارة من هذه الكومه خاصته لم تنتهى ولكنها كانت تعود بااستمرار
وقعت على خصلات شعره الشقراء قطرة مطر واحده معلنه عن هطول بقيه اصدقائها معا
تبللت ثيابه وشعره ايضا وقف من مكانه وظل يتجول تحت الامطار الهاطله وازداد صقيع الريح العاتيه مما جعل الاجواء اكثر بروده
هل تعلم ماهو اجمل شيء في الامطار ان تسير تحتها لما تفضل هذا لانك عندها ستستطيع البكاء دون ان يراك او يشعر بك احد®®®®®®®®®®
Saif Saif
اتنمى ان تعجبكم الروايه
ارائكم تهمنى جدا
النجمه كايز ★
🙃🙃🙃🙃🙃🙃🙃🙃
أنت تقرأ
- جَسٖد أَنهكهُ أُلحب -
Romanceلطالما شعرت با أنني الوحيد الذي يمشي عكس الحياة ولا أحد يفتح ذراعيه يحتضن ذلك الجانب المعاكس في حياتي جميعهم يرتطمون بحياتي ويذهبون مخلفينَ لي كسراً في اعماقي .... لقد كبرنا دون ان ننتبه لم يسمح لنا احداً بأن نكبر على مهل .. - محمود الدرويش وكل شيء...