ساارحل بلا موعد او وداع كطيور هاجرت
كان ذلك الطير قد انهى جولته الصباحيه من البحث
وتوقف امام احد المحال الصغيرة
ابتسم وهو يتوجه لداخله يرد شراء علب من السجائر فما لديه كانت قد نفذت
رمى الاخيرة وداس عليها بقدمه وقال لصاحب المحل
- اربع علب من السجائر المنوعه لو سمحت
ووضع النقود على الطاوله ليهم ذلك الفتى بااحضار
ماطلبه اربع علب وكأن واحده لن تكفيه
لانه صار يشربها اكثر مما يشرب الماء نفسه
اخذ تلك العلب بعدما اعطاه اياه صاحب المحل ووضعها بجيب بنطاله وحمل اثنان بيديه وكان على وشك الخروج لولا هناك من استوقفه
- عمر
كان موسى يتكلم ببتهاج ومرح
ليعانق عمر بقوة وهو يقول
- كيف حاله رجل الكبرياء
ضحك بخفه وهو يرد
- بااحسن حال وانت
- نعم انا كذلك
ابتسم بلطف ليومى موسى وهو يقول بدراميه
- اوه كم تغيرت يارجل حتى عضام جبينك اصبحت بارزه هكذا مالذي غير الولد ذو الكبرياء الوسيم
ضحك عمر لا اراديا منه
- لااعرف
مط شفتيه معا وقال بعد ابتسامه مازحه
- لكن صدقا عمر تبدو كمومياء بهذا القميص الابيض
رفع حاجبيه معا بصدمه تليها ضحكه عاليه
ليردف موسى بثقه
- انا متاكد ان سببها هذه السجائر التي تملاء يدك
همهم له كااجابه وتنهد لااراديا منه ربما صدرت لثقل صدره هذه المرة
- حسنا ياصاح قبل ان انسى هناك ما يجب ان اخبرك اياه
عقد حاجبيه متسائلا
- ماهو
- هل حصلت على وظيفه ما
اجاب بااستغراب اكثر
- لا لازلت ابحث لكن لما السؤال
اردف موسى بعدما تاكد ان عمر كان قد نسي انه كان قد طلب منه عملا في ذلك اليوم
- وجدت لك عملا مرموقا نوعا ما
ابتسم بنشوى كبيرة وابتسامه واسعه وهو يقول
- حقا هل هل انت متاكد
قال بكوميديا
- واحزر ماذا بعد ياصديق
ضيق عينيه وهز راسه متسائلا
ليردف موسى مجيبا
- انه في بلدتك اي قريب منك لست مضطرا للسفر او العيش بسكن شبابي معنا ولكم وددت انا ذلك
ولكن حظك اقوى من هذا
انفجر ضاحكا هذه المرة فيما موسى اكمل بجديه كاذبه
- ستعمل في احد المحله لبيع الملابس
سنذهب الى المحل حالا .حسنا !
اومى عمر له دون ان ينطق بكلمه اضافيه
ليوضح موسى عن امر ما
- انظر عمر انه احد الاماكن الذي قدمت له مسبقا اخبروني بذلك انك قراءت الائحه وقدمت عندهم ولكنهم رفضوك لماضيك اعني انك تعلم نضرت الناس السخيفه
كان يتكلم عنهم بااشمئزاز
- ولكن انا اوضحت لهم انك لست كما فكروا بك واحدهم هو صديقي المقرب الذي وافق بسرعه
وانت اولى باان تحصل على وظيفه ما فاانا متاكد انك تعشق فتاه ما ولابد من الزواج لك
قال كلمته الاخيرة بخبث وغمزه نكراء
ليبتسم عمر بكذبه منه فلا شيء سيظل كما كانوصلا للمحل لقد كان كبيرا جدا متكون من طابقين الاسفل للالبسه النسائيه والثاني كان لااطفال
ذو واجهات زجاجيه تعرض من خلالها كل صيحات الموضه والى الامام من بابه كانت تلك الالفته لاتزال معلقه ومكتوب فيها
( مطلوب شخص للعمل هنا ....الخ )
قام موسى باازالتها ورميها بسله المهملات ونفض يديه من الغبار الوهمي وهو يخاطب عمر
- هذا افضل
اومى عمر له باازدراء ودلف الاثنان لداخل المحل الكبير ذو الارضيه الزلقه
طبعا سلم الاثنان على الموجودين وبداء موسى بتعريف عمر على احد اصدقاءه ريثما يااتي مدير هذا المكان الكبير
كان رجل مسن تقريبا اسمه الياس وهو يقوم بتفريغ البضاعه الجديده ان وصلت
طبعا تبادلوا اطراف الحديث
ليردف موسى وهو يرفع حاجببه معا قائلا
- ماهذا عم الياس كم ازداد وزنك تبدو كحامل مقبله على الولادة
ضحك الياس وهو يقول
- يابني انها من النعمه الكثيره
اردف موسى بمزح
- اي نعمه ياعم الياس كرشك سينفجر
وعض اصبعه قائلا
وليته كان يحوى والدا
طريقه كوميدي ساخره يتكلم بها جعل الموجودين كلهم يفرطون من شده الضحك حقا انه اكثر شخص ذو دم خفيف للغايه
********
*******
وطبعا كان المدير لهذا المكان قد وصل اصف لكم هيبته وشخصيته القويه
كان متناسق الطول يبدو في عقده الخامس اي انه عمره في الخمسينات ربما
شعره كان اشيب تماما وهذا تحديدا ما زاده وقارا وهيبه فوق هيبته
كان يرتدي ملابس بسيطه ومريحه جدا
طبعا القى هو التحيه علينا كونه هو من حضر متاخرا
جلس في مكانه واشار لنا بااخذ اماكننا
توترت قليلا لا اعرف لماذا فابلفعل هذه ليست اول مرة لي ولكن هذه المشاعر الملخبطه خاصتي ممله
طلب لنا كوبين من الشاي لااحد الرجال الواقفين الذي هز راسه وذهب مؤخرا
نظر الي وقال ببتسامه تلعو ثغره
- اذا انت هو عمر
هززت راسي بالايجاب ببتسامه
- حسنا تشرفت بمعرفتك
اتعجب على كميه التواضع التي يحملها قلت باادب بالغ
- لى الشرف اكثر استاذ عادل
نسيت ان اخبركم ان اسمه هو عادل
قال مباشرة
- انا لم اكن اعلم انك قدمت على عمل معنا لانني كنت قد وكلت لاامر هذا لااحد العاملين هنا
ولكنني بالفعل لم اكن لااوافق ايضا لو كنت مكانه ولكن توضيح موسى ورؤيتك انت كان شيئا جعلني اوافق على عملك معنا فلابد ان تبداء بحياه جديده خلف حياتك السابقه . اليس كذلك ؟
أنت تقرأ
- جَسٖد أَنهكهُ أُلحب -
Romanceلطالما شعرت با أنني الوحيد الذي يمشي عكس الحياة ولا أحد يفتح ذراعيه يحتضن ذلك الجانب المعاكس في حياتي جميعهم يرتطمون بحياتي ويذهبون مخلفينَ لي كسراً في اعماقي .... لقد كبرنا دون ان ننتبه لم يسمح لنا احداً بأن نكبر على مهل .. - محمود الدرويش وكل شيء...