-4-

30 14 9
                                    


تلك السنوات العشرة مرت بصعوبه وقسوة لن
ياسيدي لن استطيع وصفها عند الكلام منذ اول ايامها السوداء الموحشه وانا كنت في صدمه منها في الحقيقه ماسمعته عن السجون وماكنت اراه في الافلام كان ارحم بكثير مما انا فيه...كان الظلام يحيط تلك الزنزانه التي نجتمع فيها نحن حوالى سته رجال اتعبهم الدهر وارتموا محشورين في وسط ضلماتهم
كانت تلك الزنزانه قذرة ببهته لن اصب في وصفها مهما حاولت ..
كنت اراى الحشرات تسير على سقفها وجدرانها وصوت الجرذان يصاحب صمت المكان الهواء فيها محمل بالسموم والهموم التي كنا نتشاركها
كل منا كان يتكلم عن همومه للاخيرين بدون انقطاع ربما.لم يكن الجميع يصغي ولكننا كنا نحاول ان نخف تلك الجبال المحمله على قلوبنا كنت
انا اصغر الموجودين واكثرهم بكائاً لم اكن اتحمل اي شيء او اعتاد عليه كما كانوا يفعلون او يتظاهرون بذلك دائما ابكي ان ضاق صبري وان لم ارضى بشيء
كنت ابكي لااتفه الاسباب
لااعرف لما كنت هكذا على الرغم من سخريه بعض الزملاء لي ولكنني بالفعل لم اكن احتمل
فما انا فيه صعب للغايه بدل ان اكون قد اكملت دراستي في الخارج وساندت والدتي التي اتعبها الدهر كنت محبوس بين القضبان الحديدي الصدئه
لم يكن هناك احد بقربي سوى صديق واحد عبد الرحمان كان يكبرني بالكثير من السنوات وصار خليلي انه الوحيد الذي كان يهدئني عند شعورى بالخوف او عندما استيقظ فازعا من تلك الكوابيس
او عند المي كان دائما بقربي بالفعل شعرت به
كانه والدي الذي قد فقدته بسبب تهورى او تصرفاته لااعلم ماذا اقول ؟

هل تصدق في احد الايام القاسيه كعادتها كنت نائما
او بالاصح كنت ارمي بنفسي على ارضيه السجن الترابيه القذرة اغرق باافكارى وتخيم الظلمات بحياتي
واذا بي اشعر بوخزه خفيفه في طرف ابهامي ولكنها بالفعل جعلتني اصرخ واستيقظ من مكاني بفزع كل المحيطين استيقظوا معي وركض عبد الرحمان ليقتل تلك الحشرة السامه
ويسعفني احد الموجودين بداء بالضرب على القضبان طالبا منهم النجده او تخليصي ولكن هل تعلم مالذي فعلوه دخلوا الى تلك الزنزانه واغدقوا على سبل الضرب المبرح والسباب الثقيل لم اكن في حينها تمنيت لو انني لم اعد للمنزل مبكرا بذلك اليوم وليتيني لم اضرب ابي وليتني لم اخلق اساسا
عندما خرجوا كنت قد فقدت الوعي تماما واستمر هذا الحال لحوالى ثلاثه ايام كنت ائن الماً ولا اعرف حتى لما اشعر باان صدري يشتعل بصعقات كهربائيه وتزداد الحاله سوءا ليله بعد الاخرى وكنت ايقنت حينها انني سااموت كنت سعيدا هل تصدق كيف يكون الانسان مثلنا سعيدا وهو ينتظر موته لكن انا تقبلت هذا وبرحابه صدر ايضا لانني وحسب تفكير عقلي حسبت ان حياة الالم ستنتهي وسااتخلص من كل شيء
وهل تعلم كيف مت بدل المرة ملايين المرات
عندما وصلني خبر وفاه والدتي عندها توقفت الاقلام عن الكتابه وتقطعت حبالي الصوتيه من الصراخ والبكاء صرت اشتم بكل الكلمات التي تعلمتها منهم وصرت اضرب كل تلك الجدران التي منعتني من ان اقف على جنازة والدتي او اكون من المصلين عليها
ليتني مت قبلك مقتبس الذكريات معها مر على في لحظات والالم ازدادت في صدرى بل اختنقت صرت اشعر باايدي احدهم التي تشد الخناق على رقبتي وتقطع انفاسي اظلمت الدنيا من حوالى ووقعت
لااعرف مالذي حصل بعدها ابدا وهل تريد ان تعرف ماكان قد حصل معي ياسيدي
وعندما استيقظت كان ذلك بعد ثلاثه ايام .. نظرت الى جسدي الذي لم يسلم انش منه من الجروح واماكن الضرب المؤلمه واخبرني عبد الرحمان باانني تعرضت للعقاب على ايديهم لارحمه هناك كما ماتت الحريه بين تلك القضبان فاان الرحمه ماتت الى جانبها ودفنت بلا عوده يا سيدي
حتى الحياه ماتت بداخلى ايضا بعد وفاه من احب
من كنت انتظر زيارتها الي في كل شهر
ذهبت وتركتني كما فعل الجميع معي لم اصف لك اي شيء من حالي ابدا صدقني ......

 - جَسٖد أَنهكهُ أُلحب -حيث تعيش القصص. اكتشف الآن