على قيدها .. هي الحياة

1.7K 77 6
                                    

Abeer's POV:
رن هاتفي .. لم اتخيل في حياتي انني سأكره هاتفي و اتمنى لو انني لا امتلك واحداً مثل الان .. لم ارد ان نتوقف ان تنفصل عني ان ينفصل جسدانا .. لقد كنت اشعر بالراحة بالطمأنينة التي لطالما افتقدتها .. كنت اشعر بالسعادة بأنني بخير لاول مرة في حياتي .. لم يشغل بالي شئ غيرها غير شفتيها غير يداها اللتان مازالتا تمسكانني برفق و لطف ..

بسرعة تركتني و اخذت خطوة الى الوراء .. لا اعلم في ماذا تفكر هل تشعر بالندم ! ماذا حدث ! لماذا فُزعت هكذا ..
نظرت الى حدقاتها احاول ان ارى شيئاً و لكنها اعطتني نظرة سريعة و نظرة اخرى الى هاتفي .. بصراحة لم اكن اسمعه .. لقد ضاع مني كل شئ في وجودها ..

عبير:" ما الامر آن !"
(آن:" سيبدأ الدرس بعد قليل .. اين انتي ! ")

لا اصدق ليس وقتك الان
عبير:" حسناً سأحضر "
اغلقت الهاتف حتى دون ان انتظر منها كلمة ..
اعدت هاتفي الى الحقيبة و توقفت امامها ..
لقد كانت اطول مني ببضع سنتمترات لذلك كنت اضطر لان ارفع راسي لانظر اليها و كانت ترخي رقبتها قليلاً لتنظر الي ..
لم اعرف ما يقال في مثل هذه اللحظات .. ماذا يجب ان اخبرها .. ماذا افعل ..

جوانا :" امم اعتقد انه من الافضل ان تذهبي قبل ان يقوم المعلم بمنعك من الدرس "

حقاً .. اتخبرينني انك قلقة على دراستي الان ! .. بعد ان كنا نتبادل القبل قبل دقائق قليلة ! هل ضُربت في راسها ! هل هي مجنونة ! .. لا اصدق .. اردتها ان تخبرني انها سعيدة بما حدث او اي شئ غبي اخر .. و لكنني انا الحمقاء هنا .. لن نتجادل في ذلك صحيح !

قمت بجمع اغراضي بسرعة ووضعت الحقيبة على ظهري و توجهت ناحية الباب ..
عندما امسك بمقبض الباب لاقوم بفتحه امسكت بيدي .. اعتقد انها كانت مترددة فقد كانت قبضتها قوية الى حد ما ..
التفت اليها .. قمت بالالتفاف اليها فأصبحت المسافة بيننا صغيرة جداً ..
بإبتسامة خفيفة متعبة ترتسم على شفتيها تنظر الي .. قامت بشدي اليها و معانقتي .. في بادئ الامر لم اكن اريد تحريك يداي و الامساك بها و مبادلتها لهذا العناق الذي كنت اتحرق له شوقاً .. و لكن سرعان ما ذاب عقلي و قلبي و جسدي تحت لمساتها و ضعفت روحي و تمسكت بها .. يداي حول خصرها الي ظهرها .. و رأسي على صدرها استمع الى هدوء دقات قلبها .. شعرت بقبلة في اعلى رأسي .. قمت بشد يداي اكثر حولها .. بعدها بقليل قامت بترك جسدي و اخذت خطوتين الى الوراء .. نظرت الى روحي ثانياً و قالت :" اتمنى لك يوماً جميلاً عبير "

لم اقم بالرد عليها .. فقط خرجت من الغرفة .. لا اعرف لماذا كنت بهذا الغباء .. كان يجب ان اقول شيئاً و لكن كأن عقلي قد توقف عن العمل و عُقد لساني .. اردت ان اخبرها ان يومي سيكون جميلاً بالفعل بعد ما حدث ..
هل يمكنك ان تقبل احدهم بدون ان تربط بينكما علاقة حقيقية ! .. كيف لها ان تسرق اول قبلة لي هكذا بهذه السهولة .. لم يقترب مني احد من قبل .. لكنني لا اشعر بالغضب لطالما اردتها ان تحظي بأول مرة لكل شئ لي .. قبلتي الاولى .. موعدي الاول .. حبيبتي الاولى .. اول من يمسك بيدي .. من يفعل الكثير لي .. و ستظل هي من اريدها هي دائماً ...

( في قاعة الدراسة )
آن:" اين كنتي ! لماذا تأخرتي ! "
عبير:" سأخبرك بعد انتهاء الدرس "
آن :" لماذا تبدين هكذا ! هل انتي بخير ! يبدو وجهك احمر او لا اعرف .."
عبير:" بعد الدرس ارجوك "

لا اعرف هل يجب ان اخبرها .. ان اخبر صديقتي العزيزة ان الفتاة التي احبها و التي انا مغرمة بها قد قبلتني على حين غفلة .. و انها بعد ذلك لم تخبرني سوى اتمنى لك يوماً جميلاً .. صديقتي التي تخاف علي حتى من نفسها احياناً .. كيف سأخبرها بأن الفتاة التي تخاف من ان تكسر قلبي قد سرقت اول قبلة مني .. سأقول انها سرقتها لدي كامل الحق في قول هذه الكلمة فهذا الامر لم يكن صادراً من عندي و لم اكن مستعدة لشئ كهذا .. اذاً فهذه سرقة ..

....
آن:" ما الامر الان اخبريني؟  "
عبير:" لقد قبلتي جوانا "
آن:" ماذا ! ماذا تقصدين ! "
عبير:" لقد قبلتني .. على شفتاي .. تعلمين .. "
بينما نحن نتحدث .. كانت اآن تود ان تقول شيئاً و لكن قاطعتنا ريمان
ريمان:" مرحباً "
عبير:" مرحباً ريمان كيف حالك ! "
ريمان:" بخير شكراً .. "
القت بنظرها على آن و قامت بمد يدها لتلقي التحية
ريمان:" مرحباً .. انا ريمان من انتي ؟ "
آن:" انا آن .. "
عبير:" كيف كان يومك البارحة ! اعتذر لم ارك بعدها "
ريمان:" لا ممشكلة لم اعاني اي مشاكل لقد كان اليوم هادئاً .. جميل .. و اعتقد ان اليوم سيكون اجمل "
مع قولها لاخر كلمات كانت تنظر الى آن .. نعم انا و انت نفكر في نفس الشئ الان .. لقد اعجبت بها .. بالطبع فكل الاصدقاء الملونين سيحظون باصدقاء ملونين اقرب .. فقط اتمنى ان ترى آن نفسها و انها تستحق ان تكون مع فتاة اكثر من ان تكون مع صبي
عبير:" حسناً اعطني رقم هاتفك لعلنا نخرج في وقت ما "
ريمان:" حسناً بالطبع ساكون ممتنه .. "

ريمان :" حسناً اراكم لاحقاً .. تشرفت بمعرفتكي يا آن "
آن:" الشرف لي "
توقفت ريمان لوقت اطول قليلاً ثم ذهبت
آن:" من هذه .. "
عبير:" انها الفتاة التي تأخرت بسببها البارحة فقد اخذتها لاريها الدرس و الجامعة .. هل اعجبتك ؟ "
آن:" لا اصمتي .. انا احب الفتيان "
عبير:" نعم نعم اصدقك .. "
آن :" اصمتي .. لنعد لموضوعنا .. كيف كان شعورك "
عبير:" كأنني على قيد الحياة .. على قيدها .. هي الحياة "
آن:" اتمنى فقط ان تعتني بك "
عبير:" واتمنى ان يعتني بك احدهم ايضاً "
آن:" لن تدعي الامر يذهب صحيح "
عبير:" لم اقل شيئاً .. ما الذي فهمته من كلماتي الان ! "
قامت بضربي على كتفي .. هذه عادتها تحب ان تمزح بعنف .. اتمنى ان تكون ريمان من الاشخاص العاقلين الذي يتقبلون الجميع بكل ما فيهم

—————————————-

اعتذر الفصل قصير و لكن ...

Moon

هي !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن