Abeer's POV:
( في الدرس لاحقاً)
كنت اجلس كعادتي بالقرب من آن و لكن ما كان مستجداً اليوم هو اننا نجلس في الصفوف الاخيرة .. يُقال اننا من الطلاب الاكثر اجتهاداً و لكنني اليوم بصراحة لا اهتم حتى بالحضور ناهيك عن الاستماع لما يُقال الان ..
كان تفكيري يأخذني لمن سأخرج معها لاحقاً لتناول الغداء ..
و بينما كان الجميع منشغلاً في التركيز مع ما يقوله المعلم و يحاولون الاستماع لكلماته بإهتمام .. قطعت الصمت بيني و بين آن و همست بالقرب منها
عبير:" لقد دعوت جوانا لتناول الغداء اليوم "
و لكن ليتني لم افعل ليتني حافظت على صمتي و شرودي بدون معرفة هذه الغبية التي تُدعى صديقتي المقربة ..
التفتت الى بسرعة و بأعلى صوت تمتلكه في حنجرتها الكبيرة او لا اعرف كأنها تعمدت فعل ذلك
آن:" ماذا ؟ "
طريقة سؤالها لم تجعلني اعرف هل بالفعل لم تسمعني ام انها تستنكر و لكن في الحالتين لم يكن هناك وقت فبصراخها هذا التفت الجميع و قام المعلم بمناداة اسمها
المعلم:" آن .. ماذا هناك ؟ لماذا صوتك بهذا العلو ! اهو شئ في الدرس لم تفهميه ! "
بصراحة لم يقم بسؤالها الذي كنت اتوقعه " ام انك تتحدثين مع عبير .. اذاً اخرجا من الدرس حالاً " و لكنني لم اكن اتحدث كثيراً في اثناء دروسي كنت اشعر ان ذلكك يقلل من احترام المعلم امامي .. تخيل انك تركتك منزلك و جميع الاعمال الاخرى لتحضر امام مجموعة من الطلاب المراهقين لتحدثهم عن شئ قد يكرهه بعضهم و قد يحبه البعض الاخر و بكل عدم اخلاق تجد بعد نصف ساعة من تحدثك المتواصل ان لا احد يهتم ولا احد يسمع .. كنت اشعر بالايف عليهم و الحزن بصراحة ..
آن:" ا .. ا انا اسفة نعم لقد كنت اسأل عن ما قلته قبل قليل لم افهم تلك النقطة .. "
سرعة بديهية آن هو ما يعجبني بها كثيراً ..
المعلم:" هنا ؟ .. حسناً و لكن في المرة القادمة يمكنك رفع اصبعك فقط دون الحاجة الى الصراخ لقد كدتي ان تسقطي سقف القاعة علينا "
( ضحك الجميع )
الجميل ايضاً انها لا تهتم للسخرية و خاصة من هذا المعلم فقط اعتادت عليه و هو بصراحة شخص لطيف اتمنى له الحظ الجيدلم تتحدث معي حتى نهاية الدرس فلقد كان المعلم يصب تركيزه عليها محاولاً ايصال المعلومة بطريقة سهلة و مفهومة
( بعد الدرس )
آن:" لا اصدق ما فعلته بي حمقاء.. الم يكن من الافضل ان تخبريني قبل الدرس او حتى بعده .. لا اصدق كم الغباء الذي في عقلك اعان الله جوانا "
عبير:" اصمتي .. لم اشعر بنفسي بصراحة اعتذر "
آن:" نعم بالطبع لم تشعري فتفكيرك ليس معك بل مع تلك الاميرة .. بدأت اشعر بالغيرة منكم .. انتما هنا تحاولان مع بعضكما وانا وحيدة لا يهتم بي احدهم .."
عبير:" هناك من يهتم و لكنك لا تسمحين لاحد بالاقتراب منك "
آن:" نعم فأنا ليس لدي وقت .. ثم انه ليس هناك من شد انتباهي كفاية .. لما العجلة "
عبير:" اذا لا تغاري منا"
عبير:" سأقوم بمراسلة جوانا .. و ستذهبين معنا هذه المرة .. ارجوك لا اريد ان اكون معها بمفردي اخاف ان لا اتمالك نفسي "
آن:" غبية.. اتقصدين انك ستنقضين عليها كأسد جائع"
بتلك الابتسامة الساخرة
عبير:" اصمتي "
<مرحباً جوانا .. لقد انهيت دروسي لهذا اليوم .. و انا و آن نجلس في الكافتريا الان .. ماذا عنك ؟ >
حسناً فلننتظر ..
جلسنا و بدأنا في التحزث قليلاً ..
لم اشعر بالوقت و لكن يبدو انه قد مضت نصف ساعة او شئ من هذا القبيل ..
بعدها لم اشعر الا ب جوانا تقف بقربي
جوانا:" مرحباً .. اعتذر عن التأخير و لكن كنت في الدرس و لم يكن لدي ما يكفي لاعيد مراسلتك اسفة "
عبير:" لا عليك "
كنا كالعادة و كما تفكر انت الان بالفعل .. نتبادل النظرات
قطعت آن الصمت
آن:" مرحباً جوانا "
جوانا:" مرحباً آن كيف حالك ؟"
آن:" بخير شكراً وانتي ؟"
جوانا:" بخير"
جوانا:" اان اردتم يمكننا الذهاب .. ليس لدي شئ اخر "
لم اكن اعرف بصراحة هل يجب ان نقوم بدعوة آن ام لا .. و لكن لا يهم
عبير:" هيا "
في اثناء طريقنا الى خارج الجامعة .. رأيت احداهن و قصدت ان اتجه عليها حتى تتحدث معنا .. ريمان ..
عبير:" اه مرحباً ريمان كيف حالك ؟"
ريمان:" مرحباً عبير .. مرحباً .. مرحباً آن "
لم اتخيل انها ستتذكر اسم آن فقد قابلتها لمرة واحدة و لمدة بسيطة فقط كيف هذا ..
عبير:" ريمان هذه جوانا .. جوانا ريمان "
جوانا:" مرحباً ريمان"
ريمان:" مرحباً "
لا اعلم هل انا فقط من لاحظ ان آن هادئة جداً .. حسناً هذه فرصتي .. سأجعل هذا الموعد يبدو عادياً و سأدعو ريمان ايضاً .. منها ستستطيع التعرف على آن و لنرى ما سيحدث .. لقد اصبحت اقوم بمساعدة الاشخاص في مواعدة بعضهم و انا التي منذ اقل من عام لم اكن اتحدث الا مع آن و كنت اخاف ظِلي ..
عبير:" ريمان نحن ذاهبون لتناول الغداء .. ستأتين معنا .. لا وقت للجدال و لن اقبل بلا كإجابة "
شعرت ب آن و هي تمسك بيدي و تحاول قرصي
ريمان:" لا اريد ان اكون متطفلة .. لا عليك يمكننا الخروج في وقت اخر "
عبير:" لا ليس هناك تطفل سنسر بوجودك اليس كذلك "
جوانا:" نعم بالطبع "
لم تنطق آن بكلمة الى الان
عبير:" آن ! .. سنسر بوجودها صحيح "
تلك النظرة في عيني آن كان من الممكن ان تقتلني لو كانت سهماً .. ضحكت في داخلي و ابتسمت لريمان
آن:" نعم بالطبع .. هل نذهب ؟"
و هكذا .. انا جوانا او بالاصح حبيبتي بإعتبار ما سيكون .. آن و ريمان ..(في المطعم )
لم تكن ريمان تعرف اين هو هذا المطعم لم تحضر الى هنا من قبل فكانت تلك فرصة لها لتتعرف على المكان ..
جلسنا انا و ريمان بالقرب من بعضنا و جلست جوانا و آن بالجهة الاخرى .. و لا لم نكن نجلس في مواجهة الاخرى فلا تجلس جوانا مقابلي و لكن على جانبي الايمن .. لقد كنت احظى بزاوية رائعة و جاذبة لوجهها من هنا .. لم يكن الضوء قوياً و لكن ذلك هو ما كان يُطفي اللمسة الجاذبة لها ..—————————————-
Anne's POV :
لم اصدق عبير و لم اصدق ريمان و لم اصدق نفسي .. اردت ان اختفي في هذه اللحظات لم اتخيل في حياتي انني امتلك هذا الكم الهائل من التوتر لقد كنت اموت في داخلي ..
تعلمون لم اكن امتلك ذلك الشخص الذي تعود ليلاً مثقلاً بتعب اليوم و احزانه و فرحه و غضبك و كل شئ لتسقط بين يديه تاركاً اوراقك و حقائبك الممتلئة تتساقط و تُفتح امامه .. لم اكن امتلكه .. و السبب هو ان قلبي لم يشعر بشئ لمدة طويلة .. بصراحة لقد كنت اشعر ببعض التوتر عندما تتحدث احد الفتيات معي و لم اكن اعير اي اهتمام لفتيان و لكن لا اعرف ..
و الان .. ها انا ذا اجلس مع صديقتي المقربة .. الفتاة التي تعشق صديقتي المقربة .. و اخيراً .. هي ..
هل هي ؟ ..
يملئ التوتر جسدي .. و يشعر قلبي ان المكان قد اصبح اكثر ضيقاً عليه هنا
لذلك يحاول الهروب لمكان اكثر براحه ..
لا اصدق نفسي .. لا اصدق ما اقوله .. هي !!
هي ! .. ريمان !!———————
Moon