موعد

1.4K 77 5
                                    

Juana's POV :
لم يكن من عادتي الاستيقاظ مبكراً بهذا النشاط .. ولا النوم ليلاً بذلك الهدوء .. بعد ان قمت بمراسلتها اغلقت الهاتف و قلبته و وضعته بجانبي و غططت في نوم عميق .. لم اشعر بنفسي الا عندما قمت بفتح عيناي و النظر الى الساعة ووجدت انها الخامسة فجراً .. لم اكن اشعر بالتعب للعودة للنوم مجدداً .. لم اتخيل ان احدهم قد يستطيع ان يشعرك بكل هذا فقط من كلماته حتى دون سماع صوته .. لم اكن اصدق ما يحدث في القصص و ما يُقال في الكتب .. اعتقد انني مازلت لا اصدق .. و لكنني اعتقد انني استطيع ان اكتب من حكايتي هذه قصة ستجذب الجميع و لن يصدقها من هم امثالي .. لا يهم فأنا اصدق قصتي .. و هي قصتي ..
كنت اليوم ارتدي بنطالاً ابيض اللون مع قميص يصل الى منتصف فخذي لونه بين كلون الحليب ان قمت بخلطه بشراب الفراولة الاحمر .. كان خفيفاً جداً كاد يكون ابيض اللون .. مع حذاء احمر و لكن ليست تلك الحُمرة التي تكاد ان تقتلع العين من مكانها و تصيبك بالدوار .. اكره الالوان التي تصيب بالصداع .. مع حقيبه بيضاء و هاتفي يعود لحلته ذات اللون الاصفر المشرب بالبياض *لون بيج * .. قمت برفع شعري فقط الى اعلى و تركت بعضه يسقط على رقبتي .. لم اضع اي مساحيق تجميل او اي شئ فقط القليل من الكُحل .. ابتسمت الى نفسي في المرآة .. و قمت بأخذه صورة لنفسي امام مرآتي التي سأقوم بسؤالها كل صباح و في كل مرة اود فيها رؤيته عبير .. مرآتي يا مرآتي هل تعتقدين انني ابدو جميلة اليوم !! .. لم يكن هناك غير انعكاس صورتي التي تبتسم لي لذلك اخذتها كإشارة من القدر انني جميلة و ابدو وسيمة اليوم .. لنذهب الآن ..

( في الجامعة )

وصلت باكراً اعلم .. و لكن ما لم اتوقع انني سأراه اول شئ امامي كان عبير .. لقد حضرت مبكراً اليوم .. لا اعرف قد يكون لديها درس مبكراً و لكن اعلم ان جميع فصول الجامعة لا تبدأ قبل ساعة .. ترى هل تنتظرني ! يبدو انها شعرت بمثل ما شعرت به انا و قد اصابنا النشاط المُفرط ايضاً .. كم احب هذا ..

كانت ترتدي بنطالاً ازرق اللون مع قميص يصل الى منتصف ساقها باللون الازرق مع خطوط بيضاء و وردية قليلاً .. مع غطاء الرأس الذي احبه عليها باللون الازرق ايضاً و حذاء ابيض .. حقيبتها الزرقاء و هاتفها الذي لا يرتدي شيئاً .. عندما تصبح حبيبتي سأعتني بهاتفها ايضاً و لن اتركه يتجول بدون ملابس هذا غير لائق ..
يبدو ان الابيض هو لون حظنا الان ..
لم تكن تقابلني كانت تجلس جانباً على المقعد و لكنني اراها و هي لا تراني .. بدأت ءاخذ خطواتي الثقيلة متجهتاً عليها .. لا اعرف لماذا اتحرك ببطئ و لكن قلبي قد وصل اليها في نفس اللحظة التي وقعت عيناي عليها .. كم هي جميلة ..
جوانا:" صباح الخير "
بنفس الدهشة التي تصيبها في كل مرة .. اعتقد انني يجب ان اتوقف عن اخافتها و القدوم بهذا الهدوء يجب ان اصدر اصواتاً اكثر ..حسناً في المرة القادمة
عبير:" جوانا .. صباح الخير " 
كم احب رؤيتها و وجهها عندما تشعر بالخجل و يحمر خديها .. تبدو كالملائكة ..
جوانا:" كيف حالك ! و كيف والدك اليوم ؟ "
عبير:" بخير شكراً لك .. هو بخير ايضاً .. كيف حالك انتي ؟ "
جوانا:" بخير .. .. كنت اتسائل .. هل يمكنني الجلوس ام انك تنتظرين شخصاً ما ! "
عبير:" لا .. لا انتظر احد يمكنك الجلوس "
لا اعرف لماذا و لكنها حاولت ان تتحرك قليلاً كان هذا المكان لا يكفي لي للجلوس او انها تخاف من ان اقوم بلمسها .. و لكنني و بأفكاري الشيطانية ساجلس بالقرب منها و احاول ان المس اكتافنا ببعضها .. نعم اعرف انا مشاغبة و لكن من يلومني هل رايتموها ؟
عندما فعلت ذلك شعرت بتوترها .. بصراحة انا ايضاً شعرت بتوتر قاتل لم اشعر كأنني المس كتفها فقط و لكن كأنني قد لمست الماساً لا اعرف كيف ذلك و لا استطيع الشرح لذلك فقط تخيل معي و لا تسأل ..
كانت تحاول التحرك ولكن لن تستطيع فهي تجلس على حافه المقعد و انا اغلق عليها الطريق لن تفلح .. بعد قليل شعرت بهدوءها و كدت امسك بيدها و لكنني تمالكت نفسي ..
جوانا:" اعتذر ان قمت بمراسلتك في وقت غير مناسب البارحة .. فقط عندما عدت الى المنزل شغلني امر ما و عندما امسكت هاتفي اخيراً قمت بمراسلتك مباشرة "
عبير:" لا لقد سررت برسالتك .. "
اذا هكذا !
عبير:" اقصد .. تعرفين .. شكراً لاهتمامك "
لقد اصابها التوتر من قولها لقد سررت برسالتك .. هيا كوني صادقة و اخبريني بصدق فانا احترق هنا
جوانا:" بالطبع اهتم .. "
هل يجب ان اُكمل !
عبير:" اتمنى ان لا يكون ما قد شغل وقتك امر سئ .. "
بنبرة قلق
جوانا:" لا .. فقط كانت خالتي تريد مني ان اساعدها في بعض الاغراض و عندما عدت الى المنزل كنا نتحدث انا و امي .. ليس بالامر المهم لا تهتمي كل شئ على ما يرام .. .. شكراً لاهتمامك "
جلسنا صامتين .. لخمس دقائق .. ايمكنك تخيل الامر .. انه كأن تجلس مع احد اخوتك او والديك او شخصاً تحبه لا يتحدث احدكم الى الاخر .. لا حاجة للكلمات فالشعور اكبر من ذلك .. ان تطمئن و تشعر انك بخير .. كنت هكذا ..
عبير:" حسناً اعتقد انه يجب ان اذهب الان فقط تبقى نصف ساعة على درسي الاول و يحب ان اقوم ببعض الواجبات التي سنحتاجها .. "
جوانا:" بالطبع يمكنك الذهاب .. لا تقلقي "
عبير:" حسناً .. الى اللقاء "
شعرت بخيبة امل و لكن لا يهم
جوانا:" الى اللقاء عبير "
اخذت اغراضها و ذهبت .. و لكن على بعد بضع خطوات مني توقفت .. ظننت انها قد نسيت شيئاً او انها قد رأت احدهم .. و لكنها عادت في اتجاهي و توقفت امامي على بعد خمس خطوات فقط .. و لو انني فقط توقفت و تحركت خطوتين كبيرتين سأصل اليها .. كانت تنظر الى يديها و هي ممسكة بهاتفها بقوة تبدو عليها اثار القلق ام انه توتر ام انه شيئ اخر !
عبير:" اممم .. لا اعلم .. ا .. اقصد .. يمكنك ان تخبريني بلا لا عليك .. ليس مهماً و لكن .. .. "
كنت انظر اليها كشخص بالغ ينتظر من طفله الذي يبلغ من العمر عامين ان يستجمع حروفه لينطق له ما حدث تلك الساعة عندما كان يلعب مع خيه الاكبر
قمت بالوقوف امامها و لكنني لم اتجرأ و احرك ساكناً .. كنت فقط اتصلب في مكاني فلو انني تحركت لقمت بمعانقتها و تقبيلها حتى تحمر شفتاها .. لا يجب ان افعل ذلك في الحرم الجامعي ..
جوانا:" اخبريني "
عبير:" هل نلتقي لاحقاً ؟ .. اعني .. لا اعلم لتناول الغداء او شئ ما .. يمكن ان نذهب الى كافتريا الجامعة او فقط .. لا يهم .. لا عليك .. اسفة "
التفت و كانت تريد الذهاب من امامي ..
قمت بسرعة بالامساك بيدها .. شعرت كأن طاقة كهربائية قد مرت على جسدي عندما قمت بالامساك بها .. يبدو انها قد شعرت بنفس الشئ لان الدهشة قد اصابت وجهها ايضاً ..
جوانا:" نعم نلتقي .. لا يهم الى اين نذهب لا امانع .. فقد عند انتهائك من دروسك يمكنك مراسلتي .. سأخبرك ان كنت متفرغة .. "
شعرت بأن جسدها قد استرخى قليلاً .. و مازلت امسك بيدها ..
كانا نقف قريباً من بعضنا .. تذكرت قبلتنا الاولى .. و كيف كانت شفتاها على شفتاي .. و كيف كنت امسك بها و هي تمسك بي .. كيف تلامست اجسادنا .. لا اعلم لما لم نتحدث عن الامر كأنه لم يحدث و لكنني على ثقة تامة انها تتذكر كل ما حدث ..
قمت بإفلات يدها و حينها قامت بإعطائي ذبحة صدرية على شكل ابتسامة مليئة بالامل و الابتهاج ..
و ذهبت بالفعل هذه المرة ..

———————-
(في قاعة الدراسة )
جوانا:" مرحباً ابراهيم "
ابراهيم:" لا اصدق انتي جوانا بالفعل !! هل انتي على ما يرام ! دعيني ارى ان كانت حرارتك مرتفعة او شئ ما .. ارجوك .. "
جوانا:" هل ستتوقف ام يجب ان اعود الى مكاني ! كم انا غبية لمحاولة الحديث معك "
ابراهيم:" توقفي توقفي انا اسف .. امازحك فقط حاولي ان تكوني اكثر تقبلاً للمزاح في المرة القادمة .. تعرفين انتي لا تتحدثين مع اي احد بسهولة لذلك لا تتعجبي من دهشتي "
لماذا يحب هذا الاحمق التحدث كثيراً .. لو ان هناك ضريبة على كثرت الكلام اعتقد ان ابراهيم سيُحكم عليه بالاعدام لانه يتحدث كثيراً جداً و سيكون مديوناً بالكثير من الاموال ..
ابراهيم:" اسف اعتقد انه يجب ان اصمت الان .. حسناً .. مرحباً جوانا "
ابراهيم:" كيف حالك ! .. ارى انك اصبحتي اكثر اناقة هذه الايام "
تلك الابتسامة ثانياً ..
جوانا:" نعم .. "
هل يجب ان اخبره بما اشعر .. حسناً انا اقوم بفعل الكثير من الاشياء التي لم اعتد عليها لذلك سأكنل طريقي
جوانا:" لقد خرجت البارحة مع عبير لتناول الغداء "
ابراهيم:" لا اصدق .. بالطبع اصدق الم اخبرك .. و لكن .. اتعنين .. موعد صحيح .. حسناً فتاتان ملونتان .. الذهاب لتناول الغداء .. ارتداء اجمل الملابس .. حسناً .. انه موعد بالفعل .. اخبريني ما حدث هيا بسرعة "
جوانا:" توقف ارجوك .. لم يكن موعداً ذهبنا فقط لتناول وجبه الغداء ما الغريب في الامر .. نعم و في اخر الامر تبادلنا ارقام هواتفنا و قمت بمراسلتها قليلاً ليلاً و تحدثنا صباح اليوم و سنخرج ثانياً لتناو الغداء فقط مرة اخرى "
لم اكن انظر اليه عندما كنت اتحدث .. و عندما اكملت حديثي قمت بالنظر اليه و كم اتمنى لو انني لم افعل .. كان يمتلك تلك الابتسامة الغبية التي تظهر على الاطفال احياناً عندما يحضر لهم والدهم شيئاً قد استمرو في طلبه لمدة طويلة ..
ابراهيم:" ( بصوت عالي ) لا اصدق يا فتاة هنيئاً لك .. كم ان هذا خبراً جميل جداً لهذا اليوم لا اصدق "
جوانا:" اصمت ايها الاحمق .. ستقوم بفضحنا "
ابراهيم:" حسناً حسناً .. الذلك السبب تتأنقين هذه الايام ! "
جوانا:" هل تقصد انني عشوائية و غير متأنقة عادتاً ! "
ابراهيم:" لا انا اسف لم اقصد فقط .. .. "
جوانا:" نعم افعل "

بدأ الدرس و لم نستطع اكمال حدثنا .. و لكنني بصراحة لم اكن استمع الى كلمة واحدة من ما يقوله هذا الرجل الذي يقف في منتصف المقدمة متحدثاً بصوت عال و قبيح عن شئ ما ..
كانت تفكيري في من اخذت عقلي .. و كم انني احبها .. و كم انني اشعر بالسعادة .. و كم ان ابراهيم هو شاب جيد .. اتمنى ان يكون الموعد جيد و لا تشعر بالسوء او ينتابني الغباء .. احبك عبير يونس احبك

———————————————

/ حسناً حاولت ان اكتب فصلاً اطول قليلاً .. اتمنى ان ينال اعجابكم .. شكراً جزيلاً ♥️

Moon

هي !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن