..
ليل الخميس..2:33صبالسيارة فاتح الشباك وماد يدي برا ساند خدي عليها، يدي الثانية كانت بحضني، ياسر نايم ورا وفهد يسوق سيارته، اللي بيصير يصير هذا قدر الله عاد مافيني حيل اخاف منه اكثر! جلست اهمهم بكلمات اغنية من الطفش
"ولو دريت ان البحور بلا مواني ما سبحت"
احس فهد يشوفني مجنون، ايه والله اني مجنون ومضغوط ومو عارف وش اسوي بهالدنيا! صاير سامج وغريب واضحك على اي شي! قبل شوي شفت قطوة تطارد الثانية بالطريق وجلست اضحك ثلاث دقايق لأني متخيلهم سارقين اكل بعض! مو صاحي والله مو صاحي مادري متى نمت اصلا
"كان دربك لي طويل وكل ما شفتك هويت وقلت لك كبوة جواد وما كبيت الا وجمحت"
مو عارف الكمالة فجلست الحن بلحن الأغنية بس، وفجأة تحول اللحن لآية بالقرآن واستغفرت، وشفت بالطريق بزر صفق وحده كف واشرت عليه وانا اقول بضحك وعيني ناعسة ومو داري وين الله حاطني
"شوف ام عباية بيضا ذي! جلطها ولدها المسكينة!"
طالعت لي وقالت بصوت مبهم
"نزل عينك يا ولد!"
ضحكت! وقلت وانا مطلع راسي واطالع لولدها
"ولد رجّال خلك كذا!"
اقصد بزرها عشان يظل يصفقها، وسندت راسي على الباب اطالع للطريق والهوا وحنا تو ما طلعنا من الرياض ومادري وين بيوصلني، نسيت وجوده اصلا وما تكلم معي..احسن مالي خلق ارد عليه! ولتوي استوعبت اني قليل ادب مع البنت ام عباية بيضا، بس انا قاعد اضحك على ولدها مو من زينها
دقت براسي وقاعد اغني اغاني كرتون قديمة بهمهمة، مادري شجوي وليه قاعد اغني اصلا هالأيام اشوفني اغني كثير رغم ان مالي بالأغاني ولاني قريب منها لكن اظل اهمهم وعيني ذابلة، احس خلاص متوقع اي شي بيصير لي حاس يتبلد وما احسني بعقلي! خلاص هذا فوق طاقتي
الله لا يكلف نفسًا إلا ما آتاها؟
احس دقة واصير مجنون، مخي مو مرتب واحس بحرارة داخلي ودي ادخل راسي بشي بارد واقعد فيه نص ساعة
"ارمني هنا بالصحرا ابي الهوا يجيني"
طالع لي، وكمل يطالع للطريق ساكت..ناظرته لمدة! وش ناوي عليه؟ ليه ساكت وما يتكلم؟ ليه في جيبه سكين؟ مدري.. مخي ما قدر يستوعب شي غير النوم المفاجئ
"بردّها! انا بنتقم يا كذاب! انا بنتقم يا ظالم!"
قالها الولد الصغير وهو يطالع لسيارة بالليل والظلام اكل نص الشارع غير نور القمر عليه! شاد على طرف ملابسه بقوة وعينه مليانه دموع
"انت خربت كل شي! كل شي! انت السبب!"
صرخ الطفل وتحركت السيارة وتركته وحده بين ظلمة الرصيف والصناديق المتجمعة، طاح على ركبته وجلس ثم تنهد تنهيدة طويلة وعميقة وطالع لفوق بالسما والسحب الغامقة، فتحت عيني على تنهيدة فهد العميقة وهو يرفع راسه لفوق يطالع لسقف السيارة بحيرة..ثم يكمل طريقه
أنت تقرأ
" تَـبَـدُّدْ "
General Fictionحِينَما تتبَددُ الغيُوم، سيّتضِحُ كُلّ شَيء! .. عاميّة - مكتملة